معمل المهارات الجراحية.. «حلم الأطباء» يقلل تكلفة التدريب من 2000 دولار إلى 700 جنيه
المعهد بعد تطوير مبانيه
حققت وزارة الصحة حلماً لطالما حلم به «أطباء الجراحة» المصريون بافتتاحها معملاً كبيراً للمهارات الجراحية، داخل المعهد القومى لتدريب الأطباء، مجهزاً بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية وغير الطبية حتى يتم تدريب الطبيب ورفع مستوى قدراته وإمكانياته على إجراء عملية جراحية للمريض الحقيقى، بعدما افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى المعمل فى مايو الماضى.
ويُعتبر «معمل المهارات الجراحية» ثانى معمل كبير من نوعه مجهز بأحدث الوسائل بعد مثيله فى إمارة الشارقة بدولة الإمارات، فيما يوجد معملان صغيران لمهارات التشريح، أحدهما فى جامعة عين شمس، والثانى فى مستشفى قصر العينى التابع لجامعة القاهرة. وفور دخولك «المعمل» ستجد منطقة جانبية يقف الطلاب من الأطباء بداخلها لتغيير ملابسهم، وإجراء الاستعدادات اللازمة كأنهم يُجرون عملية جراحية حقيقية، حيث يتم تهيئة مناخ «المعمل» كأنه عدة غرف عمليات.
وعقب دخول الطبيب إلى المعمل، يجلس فى منطقة تدريب نظرية بصحبة المدرب، الذى يكون أحياناً طبيب جراحة مصرياً أو أجنبياً فى بعض الدورات التى تم تنظيمها داخل المعمل، ليتم الشرح النظرى للأطباء حول العملية الجراحية التى ستُجرى، وأساسياتها، والطرق العلمية الجديدة بها، والواجب اتخاذه، مثل عمليات تغيير المفاصل أو تثبيت الكسور.
299 طبيباً تدربوا فى المعمل منذ أن افتتحه «السيسى» فى مايو.. بواقع 48 متدرباً فى المرة الواحدة
وتستخدم إدارة «المعهد القومى» فى عمليات التدريب محاكاة للظروف الجراحية نفسها عبر استخدام ما يُعرف بـ«عيّنة تشريحية معالجة»، أو «ماليكان»، كما توجد «ترابيزة عمليات رئيسية» يُجرى الطبيب الأساسى العملية عليها، شارحاً للأطباء التفاصيل الدقيقة لإجرائها، والفنيات التى يقوم بها، مع استخدام أجهزة للصوتيات والمرئيات تسهل العملية التعليمية.
ويوجد داخل معمل مهارات الجراحة أجهزة خاصة بالتسجيل، فهناك كاميرات تُجرى حتى 60 عملية تكبير أو «زوم» لتُظهر أدق التفاصيل، ومن ثم يرى الطبيب تفاصيل العملية، ويكون أمام العينة التشريحية التى يعمل عليها.
ويشتمل المعمل على 12 «ترابيزة عمليات» تتيح للطلبة المتدربين من الأطباء تدريب نحو 48 متدرباً فى المرة الواحدة، وتُجهز أيضاً بتجهيزات أخرى ليتابع الطبيب الأساسى أدق التفاصيل عن قرب، حتى يعاين عمليات الأطباء المتدربين، ويقوم بتصحيح أى أخطاء محتملة.
وعلى «ترابيزة العمليات» تجد تجهيزات طبية، عرّفها مسئولو المعمل بأنها أجهزة أشعة يستخدمها الطبيب، سواء الأساسى أو المتدرب، لو احتاجها لتنفيذ العملية، مع وجود جزء بـ«الترابيزة» يسمح بنفاذ الأشعة بما يؤدى للاستخدام السليم لها. ويحقق معمل المهارات الجراحية وفراً كبيراً فى تكلفة تدريب الطبيب مقارنة بما يدفعه المتدرب فى الخارج، فالطبيب الذى كان يحتاج لدورة تدريبية متميزة كان يتجه إلى الشارقة أو ألمانيا أو إسبانيا، وتكلفة الكورس الواحد تتراوح بين 1500 و2000 دولار، أما طبيب وزارة الصحة الذى يعمل فى أى موقع بها فيتدرب بنحو 700 جنيه دون الحاجة إلى السفر أو الغربة أو دفع تذاكر سفر أو إقامة، مع الإشارة إلى أن هذا المعمل جزء أساسى لأى جرّاح حتى يتعلم بشكل سليم، مشابه تماماً لما يجرى فى الحقيقة.
ويوفر المعهد أماكن للإقامة، وغرفة لتناول الطعام بداخله، حتى يستوعب عدداً من الطلاب المغتربين من المحافظات المختلفة. وتناولت الدورات التدريبية التى نُفذت فى المعمل، جراحات العمود الفقرى، والمناظير، والجراحة العامة، وغيرها من البرامج التدريبية.
وتُظهر بيانات المعهد أنه منذ افتتاح الرئيس السيسى للمعمل حتى الآن تم تنفيذ 13 دورة تشريحية، ضمن 299 متدرباً، نُفذت بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان، والجمعيات العلمية، وعدد من الجهات العالمية. وتعتمد خطة إدارة المعهد على تنفيذ عدد من الدورات التدريبية للأطباء، سواء العاملون فى وزارة الصحة والسكان أو غيرها من الجهات بواقع دورتين إلى 3 دورات شهرياً. وفى نهاية الدورات عن جراحة القدم والكاحل، اكتسب المعمل ثقة أطباء من الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث شارك فى الدورة أطباء من نيجيريا وجنوب أفريقيا، والإمارات، والأردن والكويت.
محرر «الوطن» داخل إحدى القاعات بعد تطويرها