الدقهلية.. الأهالى: «الشوطة جت فى الفراخ».. وعلى الحكومة تحمُّل مسئوليتها.. وما يحدث يؤكد فساد اللقاحات
التحصينات ضد الفيروسات لم تؤتِ بثمارها
«الشوطة جت فى الفراخ»، هكذا لخص أهالى منطقة ميت غمر بالدقهلية نفوق أعداد كبيرة من الدواجن خلال الفترة الماضية، تركزت فى إحدى المزارع بقرية ميت أبوخالد دائرة المركز.
«أنا عندى صيدلية بيطرية، وتلقيت شكاوى العديد من الأهالى الذين نفقت الدواجن لديهم فى الفترة الأخيرة إما بسبب الفيروسات أو انخفاض درجات الحرارة»، هكذا تحدث الدكتور ماجد نافع، طبيب بيطرى، وأضاف: «أنا مقيم فى قرية بجوار قرية ميت أبوخالد، التى حدث فيها حالة نفوق المزرعة، ونحتاج إلى تشخيص معملى سليم وإعلان النتائج بكل شفافية». مشيراً إلى أن الأهالى يعرضون عليه دواجن نافقة، ويقولون «فيها شوطة» وذلك رغم أن تلك الدواجن تكون محصنة، وأيضاً الأمهات محصنة، ولكن يوجد عيوب فى تلك التحصينات.
«أنا حصنت الدواجن بالكامل، وبعد أن أصبح حجمها كبيراً نفقت فجأة، وبأعداد كبيرة، وظهرت عليها أعراض إنفلونزا الطيور».. هكذا أكد ماجد عتمان، صاحب المزرعة المتضررة بميت غمر، وأضاف «كان عندى 17500 دجاجة نفقت جميعها، ولم يتبقّ سوى 2000 فقط، والتحاليل أكدت وجود 3 أنواع من الأمراض وهى H9 وIB ونيوكاسل، لكن هذه الأمراض مجتمعة لا تسبب نفوق جميع الدواجن، ولكن يمكن أن تتسبب فى نفوق 20% فقط من حجم المزرعة فى أخطر الحالات، ويبدو أن فيروساً آخر موجوداً عندى وهو الذى تسبب فى نفوق هذا العدد الهائل». وأضاف: «الطب البيطرى صرف لى مطهرات للسبلة عبارة عن مخلفات الدواجن وعندما حضروا للمزرعة كانوا يستخدمون وسائل الأمان من كمامات ومهرات ويتعاملون مع الدواجن عندى باحتراز شديد، وأنا نفسى أعرف سبب النفوق لأن ما حدث لى خراب بيوت، وأنا أحمّل وزارة الزراعة المسئولية، لأن ما حدث يؤكد فساد التحصينات واللقاحات، وهذا ناجم عن عدم وجود رقابة على الأدوية البيطرية».
وقال الدكتور إيهاب البندارى، طبيب بيطرى بشركة كبرى لإنتاج الدواجن، إن ما يحدث يؤكد عدم وجود «أمن حيوى» متبع فى المزارع، والتحاليل أكدت وجود فيروس H9 فى المزرعة وهذا الفيروس لا يسبب هذا الكم من النفوق لأنه فيروس ضعيف. فيما اتهم الدكتور كامل أبوالعزم، رئيس قسم أمراض الدواجن بكلية الطب البيطرى جامعة المنصورة، صاحب مزرعة «ميت أبوخالد» بالإهمال، ويوجد أشياء كثيرة فى مزرعته، فسقفها من الخشب، ولا يتبع وسائل الأمان الحيوى. وقال «أبوالعزم»: «يوجد فيروسات كثيرة فى مصر، ولا بد أن تجرى تحليلات دقيقة لمعرفة الفيروس المتسبب، وللأسف انتشرت معامل كثيرة يديرها غير متخصصين أو غير مؤهلين علمياً بالدرجة الكافية، وهو الذى يساعد على انتشار نتائج غير دقيقة». وأضاف: «على الدولة أن تتحمل مسئولياتها لأن لدينا علماء ومعامل تحاليل على أعلى مستوى، ولكن لا تقوم بدورها على أكمل وجه، فكيف لشخص حاصل على دبلوم فنى يشرف على أكثر من 50 مزرعة، ويوجد أطباء متخصصون يعملون فى أشياء أخرى».
وقال الدكتور محمد بشار: «التحاليل أثبتت أن المزرعة مصابة بفيروس H9 وهو فيروس موجود، وهو ليس شديد الضراوة، ولا يتسبب فى نفوق هذا العدد، ونحن نتابعها فقط على أساس لو حدث لها تحور»، مؤكداً أن العترات شديدة الضراوة مثل H5N1 أو H5Na غير موجودة بالمزرعة.
وأضاف: عندما قمنا بتشريح الدواجن، ظهرت فيها أعراض النيو كاسل و«IB»، أثناء التشريح، ومستوى النافق يرتفع عندما يكون معهم H9، والمزرعة عبارة عن عشة، وليست مزرعة بالشكل العلمى المطلوب، لذلك حدث هذا العدد من النفوق بها.