صحيح أن محمد حنفى تخرج فى كلية الشريعة والقانون، لكن أحلامه دائماً ما كانت تذهب لأبعد من مجرد ممارسة المحاماة، لعل هذا ما جعله يمارسها لشهور قليلة عقب التخرج، قبل أن يلتحق بالعمل لدى إحدى الشركات الكبرى، عمل لم يحقق له أيضاً ما يتمناه، لذا لم يكد يرى ذلك الإعلان فى الجريدة عن دورة تدريبية تنظمها وزارة البيئة حتى سارع للمشاركة.
«مشروع البيوجاز» كان هذا هو الاسم الذى حمله التدريب الذى استمر لثلاثة أشهر بالقاهرة، ليقرر من بعده «محمد» الطريق الذى سيسلكه لبقية حياته، من بين الحضور لم يتخذ قرار استكمال الدورة سوى ثلاثة من زملائه، أحدهم مهندس اتصالات، والثانى مهندس مدنى، أما وزارة البيئة فقد ساعدتهم بترخيص عملهم ومساعدتهم على فتح شركتهم الصغيرة لتأسيس وحدات البيوجاز. «الفكرة مش جديدة، عندنا فى المنوفية لقيت وحدات بيوجاز من التمانينات والتسعينات، الناس لما بتعرف الفكرة بتتحمس، ولحد دلوقتى أنجزنا 103 وحدات بين أشمون وبركة السبع».
«غاز صافٍ للتدفئة والمواقد، وسماد عضوى بلا إضافات، ناتج الوحدة التى تتكلف فى أبسط صورها قرابة 2500 جنيه، بتغنى الفلاح عن شرا الأنابيب للأبد، وبتديه سماد عضوى وبيبيعه كمان بسعر محترم».. منظومة بدا أنها خرجت من نطاق قرى ومراكز المنوفية إلى القاهرة: «فى الوراق كان فيه مستشفى عندها مشكلة كبيرة مع المخلفات، مدير المستشفى استعان بينا وجبنا له وحدة من الصين بتساعده، خلته اتخلص من المخلفات للأبد ووفرت له طاقة نظيفة بدون فلوس، وبتساعده يبيع السماد الناتج».
مشروع يصعب تنفيذه فى المناطق السكانية لاعتبارات عديدة متعلقة بالمساحات والكثافات فضلاً عن احتواء بالوعات الصرف الصحى على مواد كيميائية قاتلة للبكتيريا النافعة التى تنتج غاز الميثان: «أكتر ناس ممكن تستفيد من وحدات البيوجاز، المصانع والفلاحين.
تعليقات الفيسبوك