استمرار توتر العلاقات مع تركيا وأزمة «سد النهضة» الإثيوبى
صورة أرشيفية
أعادت السياسة الخارجية المصرية توجيه بوصلتها خلال العامين الماضيين للتغلب على انشغالها بالأوضاع الداخلية من خلال الانخراط النشط فى الدوائر التقليدية للحضور المصرى، والدخول إلى دوائر فرعية شديدة الأهمية بالنسبة لأمن مصر القومى ومصالحها الوطنية مثل دائرة شرق المتوسط وشرق أفريقيا وحوض النيل وحوض البحر الأحمر والخليج العربى، ولكن هذه الدبلوماسية النشطة اصطدمت بطبيعة الحال بمصالح الدول الإقليمية غير العربية التى استغلت غياب مصر عن هذه الدوائر خلال العقدين الماضيين.
وقال محمد عباس ناجى، خبير الشئون الإيرانية فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مسار العلاقات المصرية مع القوى الإقليمية لا يسير فى اتجاه واحد ولكن أنماط العلاقات مع الدول الأربعة الإقليمية غير العربية تركيا وإسرائيل وإيران وإثيوبيا ستكون امتداداً لما كان عليه الحال فى 2017، متوقعاً زيادة التوتر مع تركيا نتيجة التدخل فى الشئون الداخلية لمصر ومحاولتها تهديد مصالح مصر، أما العلاقات مع إثيوبيا فستظل فى مراوحة بين التوافق والتباين فى ملف سد النهضة خلال 2018.
وأكد «ناجى» أن مصر ضد التوسع الإيرانى والتوتر الطائفى وضد اختلاق الأزمات، مؤكداً أن استعادة مصر لدورها فى مناطق نفوذها التقليدية يعد خصماً مباشراً من نفوذ القوى الأخرى مثل تركيا وإيران، أما عودة مصر حالياً فهو مصدر قلق لهذه القوى وخصم من دورها ونفوذها.
وأضاف أن علاقة مصر بإسرائيل استمرار لعلاقة تحكمها اتفاقية سلام بين الطرفين، وهناك متغيرات ستؤثر على علاقة القاهرة بتل أبيب وهى موقف مصر من موضوع المصالحة ونقل السفارة الأمريكية للقدس وموقف مصر من مساعى استئناف المفاوضات، وهناك اختلاف فى وجهات النظر بين الجانبين سيستمر خلال 2018.
من جانبه، قال فادى عيد، الباحث السياسى، لـ«الوطن»، إن هناك 5 قوى إقليمية منافسة لمصالح مصر فى الإقليم بأساليب غير شريفة وهى تركيا وإيران وإسرائيل وإثيوبيا وقطر، معتبراً أن أنقرة تحديداً تحارب مصالح مصر من المسافة صفر ومشتبكة معها فى ملفين أساسيين هما ليبيا والسودان باعتبارهما دولتى جوار وعمقاً استراتيجياً لمصر.