أستاذ التاريخ بالدراسات الإفريقية: الإخوان يسيطرون على مفاصل السودان
الرئيس السوداني عمر حسن البشير - أرشيفية
قال الدكتور سيد فليفل، أستاذ التاريخ وعميد معهد البحوث والدراسات الإفريقية الأسبق، إن إخوان السودان ليسوا كإخوان تونس الراغبين في التعايش مع الآخرين ولو حتى ظاهريا لأنهم في صدام مع الجميع وملاحقة الأحزاب والقوى الأخرى.
وتساءل كيف يعقل أن يكون نحو 5 أو 6 ملايين سوداني على أرض مصر رغم أن الاقتصاد السوداني جاذب، وقارن مثلا لدينا نحو 8 ملايين فدان صالحة للزراعة مقابل 18 مليون فدان في السودان، ونحن زراعتنا بالري المكلف وزراعتهم على المطر ومع ذلك لم يتحسن الاقتصاد السوداني على مدار نحو 3 عقود من حكمه، وبدلا من تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي بشر به إخوان مصر في بداية عهد البشير، يعاني السودانيون من أزمات اقتصادية وسياسية مستمرة ومتلاحقة، فقد ضاع الجنوب، والغرب (دارفور) قد يضيع، لكن كل هذا ليس مهما، المهم أن يبقى الإخوان في القصر الجمهورى.
وأضاف "فليفل" لـ"الوطن" أن البشير يحركه أمران، الأفق الضيق الذي يخصه والأفق العالمي الذي يخص الإخوان، وفي الحالتين يتمسك بالسلطة، وهناك نكتة يرددها السودانيون تقول إن وفدا من لجنة الحكماء الأربعين المعنية بالحوار الوطني (الذي كان يسميه بعض السودانيين بالحمار الوثني) ذهب للقائه وسألوه على استحياء: ماذا لو أن الرأي استقر على أن تغادر السلطة هل نعلن ذلك وتقبله؟ فقال لهم مر 26 سنة -في حينه- على وجودي في السلطة ولم أغير إلا صابونة الركبة، وأحتاج أن أبقى في السلطة عاما آخر حتى أغير ما في رأسي وأستجيب لكم؟، ومؤخرا قال أحد أعضاء البرلمان السوداني الداعمين له: "الرئيس البشير باقٍ في السلطة حتى النفس الأخير"، ما يعني أن العملية السياسية في السودان ميتة والقضية الآن ليست البشير ولكن في التنظيم، فالإخوان يسيطرون على مفاصل الدولة وهناك تنظيم خاص هدفه الدفاع عن النظام، وهو يضم شبابا من دول الجوار بعيدا عن الانتماءات القبلية، وهذا يشبه التنظيم الخاص للإخوان في مصر لكنه يختلف في كونه علنيا.