«توت عنخ آمون» مع ابنيه فى عالم جديد
مومياء أحد الأجنة
ما يقرب من 100 عام من الفراق بين الفرعون الذهبى «توت عنخ آمون» وابنيه، أو بمعنى أصح جنينَى ابنيه منذ غادرا المقبرة التى جمعتهما مع والدهما إلى مقرهما فى قسم التشريح بـ«قصر العينى»، فيما ظل الجسد الملكى للفرعون المثير للجدل مسجى فى مقبرته، بعدما جُرد من كل كنوزه وتُرك وحيداً، فللمرة الأولى منذ اكتشاف المقبرة يجتمع مع ابنيه، لكن تلك المرة فى مقرهم الجديد بالمتحف المصرى الكبير، الذى يفتتح منتصف 2018، ويجمع مومياء الابنتين مع آثار الفرعون.
القصة بدأت بعدما قامت وحدة الاختيارات الأثرية بالمتحف الكبير، برئاسة ناصف عبدالواحد، بتتبع تاريخ أجنة «توت عنخ آمون»، التى عثر عليها «هوارد كارتر»، مع اكتشاف مقبرة الفرعون الشاب، حيث تقوم وزارة الآثار بجمع كل ما يخص الملك «توت» لنقله للمتحف الكبير، حيث عثر على الأجنة، وتم التنسيق مع قسم التشريح بكلية طب قصر العينى، وقامت إدارة الترميم الأولى والتغليف وإدارة المخازن الأثرية بالمتحف الكبير بنقل الأجنة فى 3 أبريل 2014 إلى المتحف، وكذلك أيضاً تم نقل التوابيت الخاصة بهما من متحف التحرير فى أكتوبر.
«عبدالبصير»: مومياوان لجنينَى ابنى الملك فى «تشريح قصر العينى» منذ اكتشاف مقبرته
وقال الحسين عبدالبصير، مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية: للأسف فإن الفرعون الشاب لم ينجب، والأجنة هى الشىء الوحيد الذى ثبت تاريخياً أنه من نسبه، وكان معتاداً أن يدفن المصرى القديم مع أبنائه حتى يجتمع بهم فى العالم الآخر، وترجع قصة المومياوين إلى فترة اكتشاف المقبرة الخاصة بالملك توت، حيث قام كل من هوارد كارتر، والطبيب البريطانى دوجلاس درى، أستاذ التشريح وأحد أعضاء بعثة «كارتر»، بالعثور على الجنينين المحنطين داخل صندوق خشبى فى الركن الشمالى لمقبرة توت عنخ آمون، الذى أعطاه رقم 317 وبفتح الصندوق وجدا بداخله تابوتين صغيرين بجوار بعضهما البعض، وبفتح التابوتين وجدا مومياوين غير معتاد أن يكونا بهذا الحجم وفى عام 1933 قرر كل من «كارتر» و«دوجلاس درى» فك اللفائف من على المومياوين ووجد «دوجلاس» أن المومياء الأولى لجنين يقدر عمره بـ5 أشهر.
مات فى بطن أمه وأن الجسد ما زال يحتفظ بجزء من الحبل السرى، ولاحظ أيضاً عدم نزع الأحشاء من بطن الجنين، ويبلغ طول المومياء نحو 37 سم، أما المومياء الثانية فكانت لبنت عمرها سبعة أشهر من المحتمل أنها وُلدت بطريقة طبيعية حيث يوجد بها بعض الرموش، ولا يوجد بقايا للحبل السرى.
وظلت الأجنة بقسم التشريح بكلية طب قصر العينى جامعة الملك فؤاد ولا يعرف عنها أحد شيئاً.