«الوطن» فى رحلة الـ«10 لترات» بنزين لـ«العاصمة الإدارية»: تبعد ساعة واحدة عن القاهرة
جانب من شبكة الطرق المؤدية للعاصمة الإدارية الجديدة
يوماً بعد آخر، باتت معالم العاصمة الإدارية الجديدة أكثر وضوحاً، فالمدينة التى تبعد عن القاهرة 70 كيلومتراً، لم تعد كما كانت قبل شهور، فقد تغيرت كثيراً. «الوطن» قطعت الطريق من القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة، للوقوف على كيفية الذهاب منها وإليها، وسلكنا بالسيارة الطريق الدائرى، ثم طريق السويس، بسرعة 60 كيلومتراً، إعلانات الطرق رافقتنا طوال الرحلة، لافتات كبيرة حمراء كتبت عليها العاصمة الإدارية الجديدة، توقفنا بين الحين والآخر، نسترشد الطريق من نقط المرور التى قابلتنا، كما استخدمنا الهواتف الذكية و«الجوجل ماب»، حتى لا نضل وجهتنا. طريق طويل ممتد، وعلى بعد ساعة إلا الربع من العاصمة الإدارية الجديدة، قابلنا نقطة إسعاف تجاورها محطة بنزين. تجاوزنا القاهرة الجديدة، و«مدينتى» ومدينة المستقبل فى طريقنا، المارة الذين استوقفناهم لم يتمكنوا من أن يدلونا على موقع العاصمة الإدارية تحديداً، اكتفوا بوصف الطريق إلى مدينة بدر، التى تجاورها وتعد أقرب نقطة لها، وبمجرد وصولنا عند كوبرى الإقليمى الدائرى، توجهت بنا السيارة نحو اليمين، لنقطع كيلومترات معدودة، قبل أن نصل إلى لافتة العاصمة الإدارية الجديدة، التى وضعت حجر الأساس لها فى مارس عام 2015.
تبعد العاصمة الإدارية 60 كيلومتراً عن مدينة السويس، و60 كيلومتراً عن «العين السخنة»، أى تبعد ساعة بالسيارة عن كل تلك المدن، حيث تقع فى نقطة بين إقليم القاهرة الكبرى وإقليم قناة السويس، فى مساحة تمتد إلى 170 ألف فدان، ولم تستهلك السيارة أكثر من 10 لترات من البنزين فقط ذهاباً، ومثلها فى طريق العودة إلى قلب القاهرة.
«بدر» أقرب المدن إليها و60 كم تفصلها عن «السويس» و«السخنة».. وتضم 20 حياً سكنياً وشبكة طرق بطول 650 كم.. ومطاراً دولياً بمساحة 33 كم
«العاصمة» التى تشهد عمليات البناء والتشييد الآن، من المخطط لها أن تشهد وجود مواصلات متطورة، كما أعلن مصطفى مدبولى، وزير الإسكان، مشيراً إلى أن وزارتى الإسكان والنقل تدعوان الشركات المصرية والدولية للتأهيل، لتنفيذ وتشغيل وصيانة مشروع القطار الكهربائى السريع، ركاب وبضائع، خط العين السخنة - العلمين الجديدة، مروراً بالعاصمة الإدارية ومدينة 6 أكتوبر، وكذلك تصميم وتمويل وتنفيذ وتشغيل «مونوريل» العاصمة الإدارية، الذى يبدأ من مدينة نصر بمحافظة القاهرة إلى العاصمة الإدارية الجديدة بطول 52 كم، والمونوريل هو وسيلة نقل جماعى كثيفة أحادى السكة، ويسير على كمرة خرسانية معلقة، وتبلغ السعة القصوى للمونوريل الحديث نحو مليون راكب يومياً.
ومن المقرر أن تستوعب المدينة 6.5 مليون نسمة، وتقع على بعد 32 كيلومتراً من مطار القاهرة، ومن المخطط لها، كما صرح «مدبولى»، أنه سيتم نقل الأجهزة والمبانى الحكومية إلى العاصمة الإدارية الجديدة، وقد روعى فى تصميم المدينة، أن يتوسطها النهر الأخضر، وتكون جميع أحياء المدينة مرتبطة به، وذلك محاكاة لنهر النيل الذى يتوسط مدينة القاهرة، كما روعى فى تصميم طرقها، أن تستوعب الحركة المرورية لأكثر من 150 عاماً مقبلاً، ولأول مرة يتم تنفيذ أنفاق للبنية الأساسية كما هو الحال فى المدن العالمية، تجنباً لتكسير الشوارع فى حالة صيانة المرافق أو الإضافة إليها.
ومن المقرر أن تحقق العاصمة الإدارية الجديدة 7 أهداف، وهى: أن تكون مدينة خضراء يبلغ فيها نصيب الفرد من المسطحات الخضراء والمفتوحة، المعايير العالمية لجودة الحياة (15 م2/فرد)، ومستدامة تُستخدم بها محددات الاستدامة فى الطاقة وتدوير المخلفات، ويتم تغطية 70% من أسطح مبانيها بوحدات الطاقة الشمسية، كذلك تكون مدينة للمشاة ويُراعى بها تواصل أحياء المدينة من خلال شبكة ممرات للمشاة والدراجات، ويتم تخصيص 40% من شبكة الطرق بها للمشاة والدراجات، ومدينة للسكن والحياة، وبها 35% إسكان عالى الكثافة، و50% إسكان متوسط الكثافة، و15% إسكان منخفض الكثافة، حيث إن 30% من مساحة المدينة مخصصة للسكن والحياة، ومن المقرر أن يكون به 1.5 مليون وحدة سكنية، وأن تكون مدينة متصلة يُراعى بها تدرج جميع شبكات النقل والمواصلات (قطار - مترو - ترام - تروللى - باص - تاكسى)، ومدينة ذكية تُقدم جميع خدماتها إلكترونياً، كما تُغطى المدينة بشبكة المعلومات العالمية، وتكون مدينة للأعمال وتُعد مركزاً للمال والأعمال يخدم إقليم القاهرة الكبرى، وإقليم قناة السويس، ويتم تخصيص 30% منها لخدمة قطاع الأعمال والمال.
المدينة تقع على مساحة 170 ألف فدان.. وتستوعب 6.5 مليون نسمة ويتوسطها «النهر الأخضر» محاكاة لنيل القاهرة.. ومصممة لاستيعاب
وستشمل مدينة الفنون والثقافة التى يتم تنفيذها بالشراكة بين وزارتى الدفاع والإسكان، ومن المقرر تنفيذها خلال 30 شهراً، وتضم (قاعة احتفالات كبرى تستوعب 2500 شخص مجهزة بأحدث التقنيات - المسرح الصغير بقاعتين تستوعبان 750 شخصاً للعروض الخاصة - مسرح الجيب، ويستوعب 50 شخصاً ومسرح الحجرة - مركز الإبداع الفنى لشباب المبدعين - قاعة عرض سينمائى يتم ربطها بالأقمار الصناعية، وثلاث قاعات للتدريب - استوديو تسجيل صوتى مجهز بأحدث التقنيات - متحف تاريخ الأوبرا ومتحف مفتوح للفن الحديث - مكتبة موسيقية ومكتبة مركزية تسع 6000 شخص - ومدينة الفنون، وبها النهر الأخضر الذى يبلغ طوله 35 كيلومتراً، و50% منه للاستثمار، ويضم عدداً من المتنزهات والحدائق، والملاهى والخدمات المختلفة.
كما ستضم المدينة 20 حياً سكنياً، ومطاراً دولياً بمساحة 33 كم2، وشبكة طرق رئيسية بطول 650 كيلومتراً، ومسارات النقل الجماعى المقترحة، تضم خطوط السكك الحديدية، والمترو، والمونوريل، وغيرها، وبدأت وزارة النقل فى تنفيذ خط القطار الكهربائى السلام/ العاشر من رمضان، وسيتم ربط العاصمة الإدارية بشبكة النقل الجماعى والسكة الحديد، ومونوريل العاصمة/ القاهرة الجديدة، كما سيتم ربط العاصمة الإدارية بالمدن الجديدة بشبكة سكك حديد الجمهورية بطول 534 كيلومتراً، على 3 أجزاء، وهى: الأول: من العاصمة الإدارية إلى مدينة 6 أكتوبر، ومحور روض الفرج بطول 122 كيلومتراً، والثانى: من مدينة 6 أكتوبر إلى مدينة العلمين بطول 221 كيلومتراً وتفريعة الإسكندرية بطول 99 كيلومتراً، والثالث: من العاصمة الإدارية إلى ميناء السخنة بطول 92 كيلومتراً.