بروفايل| طارق قابيل.. «المايسترو» يتعثر
صورة تعبيرية
فى صمت، يقلب الرجل الستينى ملفاته متأملاً ومسترجعاً أول أيام عمله كمسئول حكومى، يسترجع 28 شهراً مضت سريعاً، كان ذلك فى سبتمبر 2015 عندما أسندت إليه مهام إدارة وزارة التجارة والصناعة، تلك الوزارة متعددة الملفات متشابكة القطاعات.
منذ اليوم الأول لعمله كان يعلم طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، الحافل سجلّه بالعديد من المناصب القيادية فى كبرى الشركات، أنه بصدد الدخول فى «تحدّ صعب»، نتيجة المشكلات والأزمات التى كانت -وما زالت- تواجهها الصناعة المصرية والصادرات، والاقتصاد المصرى بشكل عام، فالهبوط الحاد فى الصادرات والمصانع المتعثرة وأزمات الطاقة التى كبّلت الصناعة فى العام الذى تولّى منصبه، كانت جميعها ملفات بمثابة «قنابل موقوتة» فى وجه الوزير الجديد، الذى لا يفضّل التعامل مع الصحافة كثيراً، وكادت تحت وطأتها تغلق مصانع وتشرد عمالة، وتضيع استثمارات بالمليارات.
يعتقد الكثيرون أن حال وزارة التجارة والصناعة بعد مجىء «قابيل» الرئيس الأسبق لشركة بيبسيكو العالمية لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، اختلف نسبياً عما قبله، فالرجل أطلق على الأقل استراتيجية واضحة المعالم وبتوقيتات زمنية محددة بشأن الصناعة والصادرات والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وهى الاستراتيجية التى تضمنت عدداً من العناصر التى ربما تنعكس على التصنيع مستقبلاً، مثل مشروع المجمعات الصناعية الصغيرة، وإصدار قانون التراخيص الصناعية الجديد.
فى المقابل، هناك من يرى أن الوزير، الذى وصفته ذات يوم إحدى المطبوعات المتخصصة بـ«المايسترو المتواضع»، اعتمد على إطلاق «الاستراتيجيات على الورق»، ولم يتمكن من حسم مشكلات عدة، واعتمد على «الشو الإعلامى» فى أغلب تحركاته، خاصة خلال الفترة الأخيرة.
«يا تعملوا انتو الـ4 آلاف مصنع يا نعملهم إحنا» كانت الكلمات التى ألقى بها الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام «قابيل»، بمثابة «إشارة» إلى وجود «تعثر نتيجة لخلل ما»، فتصريحات الرئيس تكشف عن وجود مشكلة فى الإسراع بتنفيذ وإنجاز أحد أهم وأبرز الملفات الحيوية وهو ملف «المصانع الصغيرة والمتوسطة» الذى يمكنه -حال إتمام إنجازه كما ينبغى- الإسهام فى زيادة معدلات التشغيل. ربما يعتقد الآن الوزير ابن اللواء عبدالعزيز قابيل قائد الفرقة الرابعة مدرعة أثناء حرب أكتوبر، الذى تدرج فى مناصب عدة ليصبح شريكاً فى واحدة من كبريات المجموعات المالية الإماراتية، وهى «أبراج كابيتال»، أن الوقت حان لإعادة ترتيب أولوياته، بما يتناسب مع متطلبات الوضع الحالى، وبما يلبّى طموحات الصناعة الحقيقية بجميع مكوناتها، كى لا يتحول فى وقت ما إلى «المايسترو المتعثر».