غدا.. "أصداء رؤى من الماضي" معرض للفنان الراحل صاروخان بـ"مسار"
أرشيفية
تستضيف قاعة المسار، غدا معرض للفنان الراحل صاروخان والذي يحمل اسم "أصداء رؤى من الماضي"، ويعتبر معرضا تاريخيا يتناول أحداث سياسية مرحلية بتاريخ مصر وسياستها الداخلية والخارجية ورصده للأحداث شرق أوسطية وعالمية من 1957 إلى 1977 عند نهاية حياته.
ويعتبر "أصداء رؤى من الماضي" ثاني معرض يضم لوحات الفنان الراحل بعد معرضه الأول بقاعة المسار عام 2016، والذي كان سلط الضوء على أعماله الأصلية، التي وصفت المشهد السياسي بمصر في أربعينيات القرن الماضي، وبالتوازي مع الأحداث العالمية المتتابعة والتي نشهدها على ساحة الشرق الأوسط والعالم اليوم.
يحتوي المعرض على أكثر من 35 عملا أصليا نادرا ومتفردا يمثلون سردا للأحداث المتعاقبة على صعيد الأوضاع السياسية بمصر، والعالم حينذا إبان فترة رئاسة الزعيمان الراحلان جمال عبدالناصر وأنور السادات، تتناول الأعمال التي سيتم عرضها سرد لأحداث تمت منذ عدة عقود.
ولد الفنان الكاريكاتير الكبير ألكسندر صاروخان، في 1 أكتوبر 1898 ببلدة أردانوش، وهي بلدة أرمنية بالقوقاز ثم انتقل مع والديه إلى مدينة باطوم على شاطئ البحر المتوسط، وهناك تلقى تعليمه في مدرسة روسية، وفي عام 1909 انتقل مع أسرته إلى اسطنبول حيث واصل دراسته في مدرسة مخيتاريان الأرمنية.
في عام 1915 أنهى "صاروخان" دراسته، وبعد فترة الحرب العالمية الأولى واجهته مصاعب كثيرة، فاضطر أن يعمل مترجماً للغات اللروسية والتركية والإنجليزية بالجيش البريطاني للحصول على قوته.
بعد دراسته للفن بأكاديمية الفنون بفيينا، انتقل ليعيش بمصر عام 1923 تلبية لدعوة أحد الناشرين المصريين ليعمل في مجلة تدعى "الجريدة المصورة"، ورغم أنه لم يصدر من هذه المجلة سوى عددين إلا أن هذه الرحلة حددت مصير الرسام الشاب الذي اتخذ من مصر وطنًا ثانيًا له، حيث لمعت موهبته وأصبح فيما بعد رائد الكاريكاتير السياسي في مصر.
وتوصل "صاروخان" إلى حالة من النضج الفني، فأصبحت يده قوية ومتينة، يلعب لديه الخط الواضح القوي دوراً أساسياً في بناء ملامح وجه "الشخصية" التي يرسمها، كذلك في تصميم باقي ملامح الجسد، وفي الفترة المليئة بالأحداث السياسية ابتكر شخصية "المصري أفندي" التي تصور الطباع المصري في مواجهة الأحداث في قالب نقدي ينم عن الوعي والذكاء.
وعندما جاء الى مصر كان قد تم تأهيله الكامل فنياً.منذ وصول صاروخان الى أرض مصر بدأت مرحلة جديدة فى حياته و فنه , فوجد نفسه فى بلد عميق صاحب حضارة كبرى. و منذ لحظة انتسابه الى مجلة "روزاليوسف" في 1927 توصل الى اسلوبه الكاريكاتورى المميز من خلال رسوماته على صفحات تلك الجريدة الاسبوعية.
وفي عام 1934 انتقل "صاروخان" إلى دار "آخر ساعة" واستمر يعمل مع الصحفي الكبير محمد التابعي لمدة 12 عامًا، وفي عام 1946 أصبح صاروخان رئيسًا لقسم الكاريكاتير السياسي بجريدة "أخبار اليوم" ومنذ عام 1952 عمل بجريدة "الأخبار" في نفس الوظيفة، واستمر في عمله بهاتين الصحيفتين الكبيرتين حتى وفاته في أول يناير 1977.