فيديو| «باشمهندس كمبيوتر» و«بائع بلالين».. سامح يحارب إعاقته بالعمل
سامح يبيع البلالين فى الدقى
حركة جسده الذى يهتز دون إرادته، والعرج فى مشيته يخبران المارة أنه من ذوى الاحتياجات الخاصة. يبيع البلالين التى أتى بها من على بعد 50 كيلو مترا فى قرية بالجيزة إلى الدقى. لكن خلف المشهد، فنى صيانة أجهزة حاسب آلى وفنى لتركيب «الدش» قادته الظروف ليصبح «باشمهندس» القرية، وبائع «البلالين» فى الدقى.
«زملة عضوية بالدماغ» يقول الفحص الطبى الرسمى لـ«سامح فاروق» وصاحب «إعاقة حركية» بحسب بطاقة تحقيق الشخصية التى لا تفارق جيبه، ورغم حصوله على الشهادة الإعدادية إلا أنه قرر تطوير نفسه وفق قدراته: «اشتغلت ملاحظ عمال، وفى تلميع الجزم فترة، لحد ما اشتغلت مرة فى سايبر». هنا حدث التحول فى حياة سامح الذى احتفل مؤخرا بعامه الـ38، فتعلم صيانة الحاسب الآلى وتركيب أجزائه وفكها: «اتعملت بقى إزاى أسطب نسخة وأحط برامج وأشوف عطل الجهاز فين».
عمل سامح بعد ذلك فى شركة للمعمار، مسؤولا عن صيانة بعض الأجهزة ومن هناك تعلم بعض البرامج: «الأتوكاد والفوتوشوب والتصميمات، وعشان كده لما الشركة صفت اشتغلت مع مقاول كنت بساعده ببعض البرامج».. يحكى الشاب الذى يخطئ كثيرا فى نطق الحروف، معللا ذلك بإعاقته الذهنية: «لما بقف أبيع الناس بتستغرب إزاى عارف كلمات إنجليزى، وبحكيلهم قصتى، بس ببقى مكسوف عشان البلالين».
تركيب طبق «دش» لنفسه دفع سامح للبحث على الإنترنت عن تركيب الأطباق وإنزال القنوات وترتيبها: «قمت عامل ورقة وطبعتها وقلت للناس فى قرية الشرفا إنى بعمل دش» وبعد ذلك أصبح سامح «مهندس القرية» يبتسم وهو ينطق الجملة: «مهندس على ما تفرج». وداخل غرفته الصغيرة بالشقة التى انتقل إليها منذ عامين بقرية الشرفا بالجيزة، خصص الشاب لنفسه غرفة يسميها الورشة: «رامات على هاردات وبردة ومكواة كهربائية وإسطوانات، وعدة شغل الدش وريسفرات معايا هنا، بصلح جهاز للى عايز وأروح للى حابب يركب دش».
يعمل الشاب يوما فى البلالين ويستريح يوما: «جسمى مبيساعدنيش» ويبيع الواحدة بجنيه، ويعود إلى البيت بـ100 جنيه فى المتوسط: «باخد معاش 340 جنيه من التضامن، ومقدم على كشك بقالى 8 سنين ومحدش عبرنى». يعيش سامح مع والدته فقط بعد زاوج أخته وانفصال والده عن أمه: «من يومين اضطريت أحفر فى الشارع عشان اتزنقت فى فلوس وخدت 60 جنيه». تقدم الشاب لأكثر من جهة للعمل بها لكنه يقابل بالرفض.
يمسح نظارته التى ألصق عدستها بمسدس شمع، نافخا فيها بفمه ليكشف عن أسنان سقطت لمرضه بالسكر: «بترفض عشان هيئتى.. رغم إنى بطلع وأنزل سلالم وسقالات عشان الشغل، وبنعمل كل حاجة عشان لقمة العيش».