احتجاجات إيران والسودان ثم تونس.. ثورة جياع أم رغبة في التغيير؟
أرشيفية
منذ أقل من شهر، تشهد عدة دول في إقليم الشرق الأوسط مظاهرات بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، واحتجاجا على ارتفاع الأسعار وزيادة الغلاء، كان آخرها في تونس، التي تشهد احتجاجات واسعة ضد الغلاء والبطالة، بدأت في العاصمة وامتدت لتشمل عدة مدن في البلاد.
وخرجت مسيرات غاضبة في شوارع العاصمة تونس، أمس، واستمرت حتى الليل في عدة مناطق منها، طبربة، وحي التضامن وحي الانطلاقة وضواحي العاصمة، ورفع خلالها المحتجون شعارات تطالب الحكومة بالتراجع عن قراراتها، وتندّد بغلاء الأسعار وبقانون المالية، وشهدت منطقة طبربة في محافظة منوبة التونسية، مواجهات عنيفة، أمس، أسفرت عن وفاة شاب في الثلاثين من عمره، بعد اختناقه بالغاز أثناء عمليات تفريق المحتجين.
كما شهدت السوادن، الأسبوع الماضي، مظاهرات في مدينة بوسط، نظمها عدد من المواطنين والطلاب، ضد ارتفاع أسعار الخبز في ظل دعوة أحزاب المعارضة إلى التظاهر سلميا، بعد تضاعفت أسعار الخبز، الجمعة الماضية، بعد أن رفعت المطاحن سعر طحين القمح، بسبب قرار الحكومة وقف استيراده، والتخلي عن ذلك للقطاع الخاص.
فيما تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السوادن صور ومقاطع فيديو للتظاهرة، بالإضافة إلى أن عدد من المواطنين اصطفوا في طوابير الجمعة أمام المخابز من أجل الحصول على الخبز، بعدما رفعت المطاحن سعر كيس الطحين زنة 50 كلغ من 167 إلى 450 جنيها سودانيا.
ومن ناحيتها، دعت أحزاب معارضة رئيسة إلى التظاهر ضد الحكومة بعد رفع الأسعار، ومن بينهم حزب "الأمة"، وهو من أكبر أحزاب المعارضة ، الذي دعى لرفض الزيادة والتظاهر السلمي، قائلا في بيانه أن "الطريق الوحيد لحل هذه المشكلات هو إسقاط النظام"، كما أصدر حزبي "الشيوعي" و"المؤتمر السوداني" بيانات مماثلة.
إيران..
كانت أول من اشتعلت بها المظاهرات، منذ أسبوعين، وتنتشر بها الاحتجاجات الشعبية في 70 مدينة بها، لتدهور الحالة الاقتصادية، التي تطورت لاحقا للمطالبة بإسقاط النظام وضد السلطة الدينية فيها، واعتقلت السلطات الإيرانية أكثر من ألف شخص منذ بدء الاحتجاجات، بينهم 90 طالبا جامعيا، ولقي أكثر من 20 شخصا مصرعهم، بحسب وكالة "الطلبة" الإيرانية.
انتشار تلك الاحتجاجات الشعبية بشكل متلاحق أثار تساؤلات عدة عن مصير التغييرات بإقليم الشرق الأوسط، وفسّر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات السياسية بالجامعة الأمريكية وخبير في شئون الشرق الأوسط، أن المشهد السياسي بالإقليم والعالم سيشهد تغييرات ضخمة ومتعددة بالأنظمة الحاكمة، خلال عام 2018.
وأضاف فهمي، لـ"الوطن"، أنه بشأن المظاهرات الحالية، انقسمت الآراء إلى اتجاهين، أولهما أن تلك الاحتجاجات تشكل بداية الحراك الشعبي ما يمثل نواة لتغيير قادم، مستعينا بجذوره من المظاهرات السابقة، رغم الاتجاه لانتهاء بعض الاجتجاجات الحالية، مرجحا ذلك الأمر نتيجة عدم استقرار النظام الدولي.
ولفت إلى أن الاتجاه الثاني هو أن الاحتجاجات هي امتدادات لحالة من عدم الاستقرار بالشرق الأوسط، من خلال القيام بمظاهرات غير دورية مثلما حدث بوتس والأردن والسودان، بسبب الحالة الاقتصادية، نتيجة التأثير العالمي للمظاهرات بالمنطقة، وهو ما ولد حالة حراك غير رسمية، إلا أنها لم تتمكن من إسقاط النظام بإيران والسودان.