مسئول بشبكة «الصحافة الأخلاقية»: مهما تقدمت التكنولوجيا يظل الصحفى ضامناً لأخلاقيات المهنة
توم لو
قال توم لو، الصحفى ومسئول العلاقات العامة فى شبكة الصحافة الأخلاقية (EJN)، إن المهنية والتدريب والمعايير الأخلاقية، بمثابة «ثلاثى» يجب أن تقوم عليه الممارسة الصحفية والإعلامية، فى مختلف القضايا، خصوصاً القضايا الإنسانية، مثل قضايا اللاجئين والعنف والتطرف، مضيفاً فى حواره لـ«الوطن» أن الصحفيين اليوم أكثر احتياجاً للالتزام بالمبادئ الأساسية للمهنة، لمواجهة الفوضى التى باتت تتحكم فى الإعلام بعد انتشار الوسائط الاجتماعية. وإلى نص الحوار:
توم لو لـ«الوطن»: شركات الإعلام الجماهيرى الكبرى تروج المعلومات دون أدنى اعتبار للقيم
فى ظل الفوضى التى تعم الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعى.. كيف يمكن إنقاذ مهنة الصحافة وصناعة الإعلام من آثار تلك الفوضى؟
- الالتزام بالمعايير الأخلاقية ضمانة مهمة جداً، ويجب ألا يقتصر ذلك الالتزام على الصحفيين وحدهم واحترام الحقائق ليست مسئوليتهم وحدهم، بل يجب أن يشاركهم تلك المسئولية كل مستخدمى الوسائط الاجتماعية وكل من لديه ما يقوله على ساحة الإعلام العامة.
وتظل القيم المهنية للصحافة مثل «التمسّك بالحقائق، والروح الإنسانية واحترام الآخرين والشفافية والإقرار بالأخطاء» مبادئ أساسية ينبغى أن يلتزم بها الجميع، الأهم أن هذا السلوك لا بد أن يكون طوعياً وناتجاً عن قناعة وليس بإملاء القانون.
وماذا عن دور الحكومات والهيئات الحكومية المنظمة للإعلام فى هذا الإطار؟
- السياسيون وأصحاب المؤسسات التكنولوجية الكبرى يبدون تذمراً من الفوضى، دون إجراء فعلى، رغم أن بعض الحكومات، بما فى ذلك البلدان الديمقراطية، أصبحت فى قلق بسبب التجاوزات التى تشهدها شبكة الإنترنت وما يُبث من أخبار زائفة وملفقة، فضلاً عن استقطاب الشباب للانضمام للجماعات المتطرفة من خلال الإنترنت، وخطورة استخدام تلك الجماعات لوسائل التكنولوجيا الحديثة سواء فى استقطاب الشباب أو الترويج لأفكارها أو فى تنفيذ عملياتها الإرهابية، ولذلك بعض الحكومات استجابت مؤخراً لإنذار شركات الخدمات التكنولوجية بتوقيع عقوبات مالية على بعض المواقع الإلكترونية لسحب المعلومات الضارة والخطيرة منها، وهذا ما نخشى أن يستمر للدرجة التى تؤثر على حريّة الرأى والتعبير، لذلك الالتزام بصحافة أخلاقية هو الضمان للجميع.
السياسيون وأصحاب المؤسسات يتذمرون من «السوشيال ميديا» دون إجراء فعلى
هل تعتبر شركات التواصل الكبرى شريكة فى هذه الفوضى؟
- شركات الإعلام الجماهيرى الكبرى مثل «جوجل، وفيس بوك، وتويتر»، تروج المعلومات دون أدنى اعتبار للقيم، ولا تعير أى اهتمام للمعلومات، باعتبارها مصلحة عامة مثلما تفعل الصحافة المهنية، ولا تميّز هذه الشركات فى سياستها التسويقية بين الإنتاج الصحفى وغيره من المعلومات حتى لو كانت ضارة وفاسدة، ومهما كانت درجة رقى الآلات الرقمية فهى غير قادرة على ضبط المنظومة الأخلاقية والتعامل مع الأمور المعنوية، ويبقى البشر هو العنصر القادر على فرز الأخلاقيات واتباعها، فضلاً عن الإحساس بالمسئولية.
ما محور اهتمام شبكة الصحافة الأخلاقية وأبرز أهدافها ودورها فى العالم العربى؟
- تمّ إنشاء شبكة الصحافة الأخلاقية منذ 5 سنوات، وتضم أكثر من 60 مجموعة من الصحفيين والمحررين وأصحاب الصحف ومجموعات الدعم الإعلامى، وهى مبادرة عالمية تعمل على نشر السلوك الأخلاقى فى الإعلام من خلال أدوات التنظيم الذاتى، أى يصحح وينظم الصحفيون والإعلاميون أحوالهم بأنفسهم، للتصدى لخطاب الكراهية، وغيره من الظواهر السلبية فى الإعلام، وتشجع الشبكة على التدريب وتبنى إجراءات عملية لتعزيز الأخلاقيات فى الصحافة. فى العالم العربى نسعى لدعم الصحافة الأخلاقية وتمكين الصحفيين ومساعدتهم على التعرف إلى خبرات عالمية ولقاء أفراد لهم تجاربهم الخاصة فى مجالات عدة وتحديداً الصحافة والإعلام.