تحت عنوان "الاستشفاء والرعاية الطبية في المؤسسات والمباني الدينية والرهبانية" تناول العدد التاسع من دورية "كراسات قبطية" التطور الكبير في مراكز الاستشفاء في العصر القبطي في مصر، حيث الرعاية الطبية التي تقدم في المؤسسات الرهبانية والمباني الدينية ومراكز الحج، سواء للرهبان أو لزوار المكان الباحثين عن الشفاء والبركة.
وقال الفصل الثاني من العدد "في الفترة الانتقالية في العصر المسيحي المبكر جرى استبدال الآلهة والأرباب المصرية بالقديسين والشهداء، وسرعان ما انتشرت هذه الظاهرة على نطاق واسع في القرنين الخامس والسادس. وقد ارتبط موضوع الشفاء الإعجازي بزيارة المقاصد الدينية منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا يتجه المرضى المسيحيون للمقاصد الدينية من أديرة وكنائس للصلاة وطلب الشفاء.
وتحول الكثير من قاصدي الاستشفاء إلي مراكز الحج المسيحي الكبرى مثل مينوثيس، حيث ذاعت شهرتها بسبب "هيكل مكرس" على اسم القديسيين الأخوين أباكير ويوحنا من دمنهور. وكانت أيضا منطقة أبو مينا في مريوط من أكبر المدن الموجودة في مريوط، فقد اتسعت شهرتها في القرنين الخامس والسادس وقد عثر على العديد من أدوات الجراحة في هذه المنطقة. وفي نيتريا والواقعة الآن في قرية البرنوج، فقد كان بعض الرهبان من الأطباء يقومون على الرعاية الطبية لباقي الرهبان، كما يذكر عن كيليا أنها كانت عامرة بالرهبان في ما بين القرن الرابع والتاسع فقد أضيف مأوى في الكنيسة للغرباء الزائرين والمرضى من الرهبان في كيليا وأيضا في نيتريا القريبة منها".
وأفاد الباحث أنه "ضمن البقايا الأثرية العثور في قلالي دير الملاك على قلاية كان يسكنها راهب يدعي فيبامون، وغالبا فقد كان هذا الراهب طبيبا. وقد جاء في سيرة الأنبا باخوميوس أنه قد أسس ما يمكن اعتباره مستشفى أو مستوصفا. أما في الدير الأبيض فقد توصلنا إلى نظام التمريض من كتابات الأنبا شنودة نفسه. كما عثر أيضا على مكان بدير الأنبا أرميا بسقارة. كما كان هناك رعاية لكبار السن والأطفال اللقطاء في الأديرة ورعاية المرضى بأمراض معدية والذين كانوا قد لفظهم المجتمع وقد لقي الأطفال اللقطاء الرعاية والاهتمام في الأديرة تنفيذا لوصايا الكتاب المقدس".
كما ذكر أيضا أنه "كان هناك تدرج للعاملين في المجال الطبي وهم كالتالي: الأطباء - الممرضات - المشرفون على الدير ووكيل أو أمين الدير".
تعليقات الفيسبوك