«الطفل محمد»: اشتغلت وأنا صغير لأنفق على والدتى وأصبت بعجز فى يدى.. ومش عايز أسيب المدرسة
صورة أرشيفية
تركه والده فى سن الـ6 أشهر لوالدته وغاب عنه ولم يعد حتى وقتنا هذا وعندما اشتد بنيانه اضطر للعمل فى سن مبكرة للإنفاق على والدته، لكنه لم يعلم أن القدر سيتركه عاجزاً طوال حياته، عقب إصابته بقطع نافذ فى القدم واليد أثناء عمله فى مخبز، ما ترتب عليه إجراء أكثر من 8 عمليات جراحية أملاً فى أن يعود لطبيعته، خاصة أن سنه لم تتعد الـ13 عاماً، لكن ضيق ذات اليد منع والدته من استكمال رحلة علاج دامت لـ4 سنوات، طاف خلالها الطفل على المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة.. كان ذلك بعضاً من مأساة الطفل محمد هانى أبوشعيشع، المقيم بقرية العزبة السمراء، التابعة لمركز الحامول فى كفر الشيخ، الذى يحكى عن حالته قائلاً: «كنت لسه صغير وباشتغل فى مخبز علشان أصرف على أمى بعد أبويا ما سابنا ومشى مايعرفش عنى حاجة، وفجأة العجانة فرمت إيدى ورجلى، وجروا بيا على المستشفى، وعملت عمليات كتير علشان يرجعوا تانى، لكن مفيش فايدة، بتحرك قليل وبروح مدرستى لكن مش عارف أشتغل تانى، وكمان أصحابى بيقولولى يا أبوإيد ورجل مسلوخة، وكرهت المدرسة علشان كده»، بهذه الكلمات بدأ الطفل فى سرد مأساته أملاً فى أن يستجيب الدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، ويأمر بعلاجه على نفقة الدولة.
«العجانة» فرمت يده ورجله.. ويحتاج إلى عملية جراحية بـ30 ألف جنيه
يقول الطفل لـ«الوطن»: «إيدى بتوجعنى وكنت باعمل جلسات علاج طبيعى لكن بطلت، أمى تزوجت من قريبها وأنجبت طفل، وزوج أمى كان فلاح يعمل باليومية فى أراضى الناس، وتوفى أيضاً، فأصبحت بلا أب ولا زوج أم، وسعت أمى لعمل معاش عجز لى منذ ما يقرب من عام لأستطيع الإنفاق على العلاج الطبيعى، لكن لم يتم عمله حتى الآن وورقى فى الشئون الاجتماعية، كنت باشتغل وباصرف على أمى وعلى دراستى، أنا طالب فى 3 إعدادى ومش عاوز أسيب المدرسة، لكن الظروف هتجبرنى».