عضو «التشكيليين»: النقابة بلا دور.. ومواردها ضعيفة وعاجزة عن رعاية الفنانين
قطعة نحتية للفنان «آدم حنين»
قال شريف عبدالبديع، عضو مجلس إدارة نقابة الفنانين التشكيليين عن شعبة النحت، إن مصر قامت فى الأساس على النحت، وهو أحد أهم أسباب بقائها حتى الآن، حيث قامت فى مصر حضارات كاملة قبل التاريخ على النحت فقط، وهو أول ما وصلنا وعرفنا من خلاله بتاريخنا القديم، ومن ثم فإن النحت، من وجهة نظره، مهم للإنسانية كاملة لأنه يسجل تاريخ الإنسان بمراحله المختلفة، فهو الذى سجل تاريخ مصر بمختلف الأديان والعقائد والأزمنة التى مرت بها.
ويشير «عبدالبديع» إلى أن العديد من الصعاب تواجه النحاتين فى مصر على رأسها ارتفاع الأسعار، الذى أثر بشكل كبير جداً على الفن خلال الأعوام القليلة الماضية، موضحاً أن النحاتين فى مصر يجب أن تستخدمهم الدولة، ويجب أن يكون لهم دور نحتى فيما تنفذه الدولة من مشروعات معمارية وغيرها، حيث إن غالبية ميادين مصر غير صالحة وغير جاهزة لأن توضع بها أعمال نحتية، وفق ما يرى «عبدالبديع»، الذى يؤكد على ضرورة أن يكون النحت قريباً من المواطن العادى، وليس مجرد تمثال فى ميدان ما، وأن تعمم الفكرة فى الشوارع والحدائق العامة وغيرها، حتى وإن لم يفهمها الموطن، حيث يكفى أن تتعود عليها العيون.
ويؤكد «عبدالبديع» أن هناك ما يزيد على 60 قطعة نحتية من أعمال النحاتين المصريين وغير المصريين على مر سنين سمبوزيوم أسوان، تم توزيعها على المحافظات وفى الميادين المختلفة، إلا أنها فى النهاية كان مصيرها الإهمال ولم تتمكن المحافظات من الاهتمام بها بالشكل الكافى، قائلاً: «بنلاقى إمكانيات فقيرة جداً، وبعد شوية يترمى عليها زبالة أو يتحط عمود أو يزرعوا شجرة قدامها، لحد ما جالنا إحباط».
وفى ظل كل هذا يبقى دور نقابة الفنانين التشكيليين غائباً عن كل ما تقوم به الدولة من أعمال فنية، وليس للنقابة أى رأى فيها، وفق قول «عبدالبديع»: «تحس إن النقابة ملهاش دور وإن الدولة مش معتمدة عليها»، بالإضافة إلى ضعف موارد النقابة لأسباب عديدة من بينها سياسة وزارة الثقافة فى عمل معارض لفنانين غير أعضاء فى النقابة: «إحنا مابنعترضش على كده، بس فيه تصريح لازم ياخده العارض ده من النقابة، عشان يبقى زيه زى عضو النقابة، لكن ده مابيحصلش، لذلك صناديق النقابة دخلها ضعيف ومابتقدرش ترعى الفنانين، بالإضافة إلى أسباب أخرى من بينها امتناع أعضاء النقابة عن دفع نسبة بيع أى منحوتات لهم إلى النقابة، دون وجود أى شىء يجبرهم على سداد ما عليهم، ومن ثم تكون النقابة بذلك فقدت أحد أهم مواردها.
«عبدالبديع»: مش عارفين نعمل انتخابات من 2011.. ووصلنا لمرحلة صعبة.. وأكثر من 60 قطعة تم توزيعها على ميادين المحافظات وكان مصيرها الإهمال
«لازم يكون موجود القانون اللى يفعل دور النقابة فى الحاجات اللى زى دى»، إلى جانب الاشتراكات السنوية التى يجب أن يسددها العضو، فهناك الكثير من الأعضاء لم يسددوا ما عليهم من رسوم اشتراك منذ ما يزيد على 10 سنوات: «الناس اتعودت إنها تطنش، وهتلاقى عدد اللى بيسددوا مايكملوش 6 آلاف واحد من أصل 17 ألف عضو، وعشان نحل أزمة زى دى هتاخد معانا وقت كبير»، قرار وقف العضوية كان هو الحل فى مثل هذه الأزمة، إلا أن الأمر سيتم على مراحل، حسب ما أوضح «عبدالبديع»: «هنوقف عضوية الناس اللى ماسددتش من 5 سنين، وبعد كده 3 سنين وهكذا لحد ما كل الناس تسدد».
كانت أزمة نقابة الفنانين التشكيليين الكبرى متمثلة فى عدم انعقاد جمعيتها العمومية منذ عام 2011، حسب ما ذكر «عبدالبديع»: «الفنانين بيكسلوا يحضروا الجمعية العمومية، وكل ما نحاول نعمل انتخابات مانعرفش»، الأمر الذى جعل النقابة تطلب تعديل اللائحة الخاصة بالنصاب المحدد لانعقاد الجمعية العمومية، لينخفض إلى نسبة 10% بدلاً من 25%، إلا أن الموفقة على التعديل لم تأت بعد، رغم تقديمه منذ عام كامل، ليختم عضو شعبة النحاتين حديثه قائلاً: «النقابة محتاجة انتخابات لأننا وصلة لمرحة صعبة وبقينا كل ما نفتح ملف نكتشف حاجات غريبة كانت موجودة من زمان، ده غير إن المهنة نفسها فيها مشاكل على كل المستويات».