قائد «الجيش الثانى» فى عهده: لولا «ناصر» ما وقفنا على أرجلنا بعد «67»
الفريق عبدالمنعم خليل
أكد الفريق عبدالمنعم خليل، قائد الجيش الثانى الميدانى فى حرب الاستنزاف، التى جرت فى عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، أن «ناصر» كان يحلم بالعبور إلى الضفة الثانية من جبهة القتال لاستعادة سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، مشيراً إلى أنه كان يقول «مش هنعدى إلا وإحنا مستعدين كويس جداً». وأضاف «خليل»، الذى يبلغ من العمر حالياً 96 عاماً، خلال حواره مع «الوطن»، أنه لولا «ناصر» والفريق محمد فوزى، وزير الحربية الأسبق، لم يكن الجيش المصرى يستطيع أن يقف على أقدامه بعد هزيمة 1967، لافتاً إلى أنه استطاع بناء ما هُدم بالعلم والتدريب والاستعداد الجيد، بالإضافة لغرس روح قتالية عالية فى أنفس القوات، استعداداً لـ«تحرير الأرض». وأوضح قائد الجيش الثانى الميدانى الأسبق، أن الرئيس «عبدالناصر» زار الجبهة بشكل مفاجئ عام 1970 قبل وفاته، وقال له حينها «إنه تعب.. وهناك مطالب والإمكانيات ليست متوفرة».. إلى نص الحوار.
اعتمد الرئيس جمال عبدالناصر، والفريق محمد فوزى، وزير الحربية، على 7 نقاط أساسية لإعادة الثقة لقواتنا المسلحة بعد هزيمة 1967، وكانت بمثابة خطة لتنظيم قواتنا، والتى قامت على استبعاد بعض القادة الذين عملوا مع المشير عبدالحكيم عامر، وذلك لوجود صراع خفى بينه وبين الرئيس عبدالناصر، مع اختيار القادة القدوة، والعلم والمعرفة، ووضع الخطط بناء على معرفة العدو، والانضباط، وتدريب القوات تدريباً حقيقياً وواقعياً.
إعادة الثقة
كيف ترى دور الرئيس جمال عبدالناصر فى بناء جيش وطنى قوى؟
- قولاً واحداً.. لولا الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والفريق محمد فوزى، وزير الحربية الذى تولى المسئولية عقب المشير عبدالحكيم عامر، لم نكن نستطيع أن نقف على أقدامنا بعدما حدث فى هزيمة 1967، فقد استطاعا أن يبنيا ما هُدم فى النكسة.
الفريق عبدالمنعم خليل: اشتكيت للرئيس من مشاكل كتير.. فقال لى: هابعتلك وزراء يحلوها
وكيف حدث ذلك؟
- كان «عبدالناصر» يحلم بالعبور، واستعادة أراضينا فى سيناء، وكان مهتماً بتقوية الجيش، وغرس روح قتالية عالية للقوات، وكان حريصاً على زيادة خسائر العدو خلال حرب الاستنزاف، ولكنه كان يقول «مش هنعدى إلا وإحنا مستعدين كويس جداً».
وما الأسس التى بنى عليها الجيش بعد «النكسة»؟
- كان البناء بناءً على الإعداد القوى بأسس علمية، والإيمان بأننا قادرون على استعادة حقنا المسلوب فى أراضينا بسيناء، وكان حريصاً على تعليم الجنود حب الوطن، ومعرفة العدو، والتدريب الجيد.
لكننا لم نكن نرى «عبدالناصر» على «الجبهة» كثيراً..
- جاء لى على «الجبهة» عام 1970، ووقتها لم نكن نراه فى مواقع القتال، فالمشير عبدالحكيم عامر كان هو من يسيطر على الجيش، وعبدالناصر كان «رمزاً»، ولكن حينما رحل عبدالحكيم عامر جاء لنا عبدالناصر على الجبهة.
وما كواليس تلك الزيارة؟
- كنت فى موقع ميدانى، وشاهدت عربة «جيب» حربى تقف أمامى، وبها الرئيس والفريق محمد فوزى، وقال لى: «مين اللى قالك إننا هنيجى هنا؟»؛ فرددت: «قلبى دليلى»، لنأخذ جولة ميدانية بعدها.
وما الذى قلته له أثناء الجولة؟
- كنت قائداً للجيش الثانى الميدانى، وقلت له: «أنا تعبان»؛ فرد: «ليه؟»، فقلت له: «العساكر والضباط طلباتهم كثير.. وفيه حاجات مش قادر أحلها.. وإمكانياتى ضعيفة»، فقال لى: «هابعت لك وزراء يحلوا لك المشاكل دى»، وطبعاً كنت سعيد جداً باللى سمعته منه، ماكنتش عايز أكتر من كدا.. الوزراء اللى فى إيديهم حل المشاكل اللى عندى هيجولى.
وماذا حدث بعدها؟
- فى يوم 28 سبتمبر 1970، وصل إلينا فى الجيش الثانى الميدانى نحو 10 وزراء دفعة واحدة بالفعل، وقال لى الفريق محمد فوزى، وزير الحربية: «لبّسهم أفرولات.. ومشّيهم مع العساكر»، وبالفعل فطرنا فى مكان، واتغدينا فى آخر، وساعدنا الوزراء فى حل مشكلات، وبالليل كنت متوجهاً معهم لطريق عودتهم فسمعنا القرآن الكريم فى الإذاعة، ولم نكن نعلم أنه يُقرأ على روح الزعيم جمال عبدالناصر، «عبدالناصر» مات فى اليوم اللى وصلنى فيه 10 وزراء بأمره عشان يحلوا مشاكلنا، والتى تم حل مشاكل منها بالفعل، ربنا يرحمه، يمكن لو ماكانش مات كانت مشاكل تانية اتحلت كمان.