طلاب الجامعات: أهالينا مصدر معلوماتنا عن «ناصر».. والمناهج لم توفِّه حقه
عبدالكريم ونورهان ورشاد
رغم مرور 48 عاماً على رحيله، فإنه حاضر بأفعاله وأقواله وإنجازاته بين طلاب جامعات مصر بمختلف أعمارهم، يتذكرونه وكأنهم عاصروه أثناء حكمه للبلاد، يحكون إنجازاته وكأنهم كانوا ممن خرج لنصرته وتأييده بعد تنحيه عام 1967عقب النكسة.
وقال محمد أسامة المرشدى، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التربية النوعية، رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس، إن ناصر يمثل لنا كطلاب ولجميع المصريين قدوة حسنة من خلال ما تأثرنا به من معظم إنجازاته وأفعاله وبطولاته التى تحكى عصره، مشيراً إلى أنه هو من بدأ أولى خطوات الإصلاح الاقتصادى بمصر، وأنه أول رئيس فعلى لمصر بإنجازاته بعد عصر الملكية الطاغية، مشيراً إلى أن «عبدالناصر» من الأشخاص التى غيرت ملامح التاريخ فى مصر، وأكد «المرشدى» لـ«الوطن»، أن والده وجدته وجده وأفراد عائلته هم مصدر معلوماته عن عبدالناصر، وليس الإعلام أو الكتب، مشيراً إلى أن الإعلام همش دور «ناصر» وغيره من الزعماء، مؤكداً أن الزعيم ملك لجميع الأجيال وهو الغائب الحاضر بين جميع الأجيال فى الدول العربية.
وقال محمد عبدالكريم، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة، رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان، إن عبدالناصر هو قائد لكل المصريين والعرب، مشيراً إلى أنه بالرغم من مرور عقود على وفاته فإن إنجازاته وذكرياته وبطولاته فى قيادة البلد تخلد فى أذهان جميع المصريين، منوهاً بأن كثرة الحروب التى دخلتها مصر أثرت على مسيرته فى إحداث النهضة الشاملة، وأشار «عبدالكريم» إلى أن اتحاد طلاب الجامعة قرر من بداية التيرم الثانى عقد ندوات وفعاليات وحلقات نقاشية حول زعماء مصر العظماء، مثل عبدالناصر والسادات وسعد زغول وغيرهم من الزعماء الذين ضحوا بكل ما هو غال ونفيس من أجل الوطن، وذلك من خلال استضافة عدد من المفكرين والأدباء المشهود لهم بالحيادية ورواية التاريخ بجميع جوانبه، مؤكداً أن الاتحاد أخذ على عاتقه هذه المسئولية كى يعرف جميع الطلاب من هم زعماؤهم، خاصة أن هناك تقصيراً إعلامياً فى إعطاء هؤلاء الناس حقوقهم.
«عبدالكريم»: الحروب المتعددة أثرت على مسيرته فى إحداث نهضة شاملة.. و«رشاد»: قائد التغيير.. و«نورهان»: قدوة فى الإصرار والعزيمة وتحمل المسئولية
وقال خالد رشاد، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الصيدلة جامعة المنيا، إن الرئيس الراحل قاد التغيير فى مصر والوطن العربى بعد الاستعمار، موضحاً أن كل ما هو موجود بمصر من خير كان بسبب تحرك عبدالناصر ورفاقه لنهضة الوطن، مشيراً إلى أنه هو من قام بنصرة الفلاح والعامل والبسطاء وإعطائهم جميع حقوقهم، وأضاف أن عبدالناصر أعطى لكل شىء حقه، وأنه من بدأ زيادة أعداد البعثات العلمية لجميع الدول وأن السنوات الماضية أهملت سرد حياته للأجيال الحاضرة واقتصرت على بعض الإنجازات، مشيراً إلى أن روايات القدامى من الأجداد والآباء هى من حافظت على سيرة هؤلاء العظماء، مثل عبدالناصر والسادات ومحمد نجيب.
وقال عمرو سليم، الطالب بالفرقة الرابعة قسم المحاسبة بكلية التجارة جامعة عين شمس، إن عبدالناصر هو من أسس مصر الحديثة ووضعها على طريق التقدم والرقى ومن بعده السادات، مشيراً إلى أن عبدالناصر له إنجازات تشهد له على مر التاريخ والعصور، أبرزها تأميم قناة السويس ما يؤكد شجاعته وجرأته وحبه للوطن، وأكد «سليم» أن الزعيم الراحل يمثل لجميع الطلاب قيمة كبيرة، خاصة أنه كان حريصاً على أن تكون مصر قائدة للعديد من الدول التى تحاول حالياً أن تستنكر أدوار مصر القوية والتاريخية، وتابع: «مصر أيام عبدالناصر كانت مثل الأسد فى الغابة تقود الجميع والكل يخشى غضبها وهيبتها وتهتز لها الأمم ونتمنى أن يعود بنا الرئيس السيسى إلى تلك الأيام بمحاكاة ما كان يحدث أيام الزعيم الذى أسس ووضع مجانية التعليم، ووالدى دائماً يحكى لنا أنه جعل التعليم مثل الماء والهواء متاحاً للجميع». وقالت الطالبة نورهان حافظ، بالفرقة الرابعة قسم الإعلام، بكلية الآداب جامعة عين شمس، إن عبدالناصر فخر لجميع الطلاب وقدوة لهم فى الإصرار والعزيمة وحب الوطن والتضحية، مشيرة إلى أن الإعلام قام بتهميشه وتناسى إنجازاته فى آخر عشر سنوات قبل ثورة 30 يونيو المجيدة 2013 التى بدأت من بعدها وسائل الإعلام بشتى توجهاتها وسياستها إظهار إنجازات هذا القائد.
«المرشدى»: «عبدالناصر» غَّير ملامح التاريخ.. وإنجازاته تؤكد أنه أول رئيس فعلى لمصر.. و«سليم»: مصر فى عهده كـ«الأسد فى الغابة».. و«عمر»: نقطة تحول لجميع الأجيال
وأكدت نورهان أنها تعلقت بإنجازات عبدالناصر بعد تكرار القصص والبطولات التى كانت تقصها لها جدتها عنه، وما رأته عبر وسائل الإعلام سواء كانت أفلاماً أو مسلسلات أو أفلاماً وثائقية، مشيرة إلى أن بداية تطور التعليم كان فى عهد عبدالناصر، وأن العملية التعليمية لو استمرت بنفس سياسة جمال وقيادات ثورة يوليو لما كان التعليم المصرى خارج التصنيفات العالمية آخر 10 سنوات، وأكدت «نورهان» أن عبدالناصر أول من دعم الطالب الفقير وشجعه على المذاكرة والاجتهاد، ورسخ مبدأ المساواة بين الجميع، مشيرة إلى أنها سمعت من أحد أساتذتها الكبار فى الكلية أن عبدالناصر كان يرسل دائماً البعثات العلمية إلى الخارج دون النظر إلى أى طائفة أو عرق أو أصل.
وقال الطالب إسلام أحمد، بالفرقة الثالثة بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، إنه يستمع كثيراً لفيلم «ناصر 56»، لشغفه وحبه لشخصية جمال، وذلك من خلال ما سمعه من والديه عن إنجازاته التى أنصفت الفقير وأعطته فرصته فى الاستفادة والتنعم بجميع خيرات بلده من تعليم وصحة وتأمينات وأراض زراعية وكل شىء، وعدم احتكارها أو اقتصارها على فئة معينة، وأكد إسلام أن الإعلام والمناهج الدراسية بمختلف أعمار الفرق الدراسية لا تقص ولا تعطى العظماء حقوقهم الموضوعية التى تجعل الأجيال بمختلف أزمانها تعرف حقيقة ما ضحى به هؤلاء لخدمة أوطانهم، مشيراً إلى أن الرئيس الراحل هو الشخصية المصرية الأصيلة التى مثلت جميع فئات المجتمع وانحازت دائماً لنصرة الرجل الفقير.
وقال عمر البوصيلى، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الآداب جامعة المنصورة، إن «ناصر» أول من قاد التحول الديمقراطى والاجتماعى فى مصر من الحياة الملكية القائمة على الظلم والاستبداد إلى الحرية والتعبير عن الرأى، مضيفاً أنه نقطة تحول شاملة لجميع الأجيال، وأكد لـ«الوطن» أن عبدالناصر مثل أى شخص عادى له ما له وعليه ما عليه، لكن إنجازاته تحطم أى شرخ أو عيب أو خلل حدث فى عهده بسبب سوء تصرف بعض من بطانته، قائلاً: «إن فكر عبدالناصر هو ملك للشعب كله وليس لفئة معينة مثل ما حدث فى السنوات الأخيرة بعد وفاته بوجود تيار يحمل ويستأثر بأفكاره لنفسه تحت مسمى الفكر الناصرى»، وتابع أن «إنجازات الزعيم الخالد فى ذاكرة كل مواطن مصرى محب لوطنه، وكل طالب من خلال ما يتلقاه من تعليم»، مؤكداً أن عبدالناصر بقوة شخصيته «استطاع التعامل مع جميع فئات المجتمع فى وقت يصعب على أى شخص أن يتعامل مع فئة معينة كانت تحتكر الشعب كله لنفسها»، وأكد «البوصيلى»، أن «ناصر» أول من استرجع شخصية محمد على فى أن نهضة الأمم لا تقوم إلا بالتعليم وتطويره، منوهاً بأن العلماء الذين تفتخر بهم مصر بين الأمم حالياً هم نتاج السياسة التى وضعها «جمال» فى التعليم.