أولها مقاطعة وآخرها شكر.. سر تعاطف ترامب مع قطر "المصلحة تكسب"
دونالد ترامب
رغم تغير الموقف الأمريكي مع الأزمة القطرية بالمنطقة على مدار الأشهر الماضية، بين دعم المقاطعة تارة، والصداقة مع قطر تارة أخرى، ومن ثم تأييدها بالعديد من التصريحات، والتي كان آخرها أمس، حيث أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب وجه الشكر لأمير قطر على اتخاذ "إجراءات لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله" وذلك في اتصال هاتفي.
وأضاف البيت الأبيض، في بيانه، بحسب وكالة "رويترز"، أن الرئيس ترامب جدد دعمه لمجلس تعاون خليجي قوي ومتحد يركز على التصدي للتهديدات الإقليمية، مشيرا إلى أن "الزعيمان بحثا مجالات يمكن للولايات المتحدة وقطر المشاركة فيها لتعزيز الاستقرار في المنطقة، والتصدي للنفوذ الإيراني الخبيث وهزيمة الإرهاب".
ويرجع ذلك الموقف المؤيد من أمريكا لقطر، إلى 11 يوليو 2017، حيث وقع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيليرسون ونظيره القطري محمد بن عبدالرحمن مذكرة تفاهم لمكافحة تمويل الإرهاب، ومنذ ذلك الحين تستمر أمريكا في موقفها ودعمها لقطر، وبالتزامن مع ذلك تقدمت الإمارات بشكوى إلى المنظمة الدولية للطيران المدني، ضد الدوحة، حيث إن مقاتلات قطرية اعترضت طائرة مدنية خلال رحلة إلى البحرين، وتوعدت باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لضمان سلامة الطيران المدني.
وأوضحت الهيئة العامة للطيران المدني، في بيانها، أن ذلك يمثل "تهديدًا سافرًا وخطيرًا لسلامة الطيران المدني وخرق واضح للقوانين والاتفاقيات الدولية"، بحسب وكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام".
ومن ناحيته، فسّر الدكتور أيمن سمير، أستاذ العلاقات الدولية، ذلك قائلًا، إن ذلك يرجع إلى السياسة والفلسفة التي تتبعها أمريكا في علاقاتها الدولية، والتي سبق أن أعلنت عنها، بأنها تحافظ على علاقاتها مع كافة الدول حتى التي توجد بينهم أزمات، وخاصة بالشرق الأوسط.
"الاحتواء المزدوج" هو الوصف الذي أطلقه أستاذ العلاقات الدولية، في تصريح لـ"الوطن"، على تلك السياسة التي تتبعها الولايات المتحدة، مضيفا أنها تتعامل كصديق مع قطر من ناحية، ومع الدول المقاطعة من ناحية أخرى، من أجل الحفاظ على مصالحها ومكاسبها طوال الوقت، لحين انتهاء الأحداث بشكل كامل ثم الانحياز للطرف القوي، وهو ما سبق أن حدث في خضم أحداث "ثورة 25 يناير".
وأشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أنه في وقت سابق كانت أمريكا انتقدت موقف قطر حيث اعتبرها ترامب "داعم تاريخي للإرهاب"، ودعا الدول المقاطعة لاتخاذ اللازم، في 10 يونيو 2017، بمؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إلا أنه ما لبث أن تراجع عن الأمر لاحقًا، بسبب وجود مصالح مشتركة بينهم وإبرام عدد من الاتفاقيات والاستثمارات.