أمين «خبراء البيئة العرب»: المعالجة الثلاثية للمياه قبل صرفها للنيل توفر 18 مليار متر
الدكتور مجدى علام
وصف الدكتور مجدى علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، قرار الرئيس عبدالفتاح السيسى، باستخدام المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الصحى بـ«أفضل تحسين بيئى لمياه نهر النيل»، مطالباً بالتوسّع فى استخدام محطات المعالجة فى نهايات المصارف الصحية والزراعية، مشيراً إلى أن ذلك يوفر نحو 18 مليار متر مكعب فى المياه يمكن إعادة استخدامها.
د. مجدى علام: الحكومة تواجه مشكلات التلوث من أسوان إلى القناطر.. لكن فروع النهر والترع هى الأكثر تلوثاً
وأضاف «علام»، فى حوار لـ«الوطن»، أن الحكومة تعمل على مواجهة مشكلات التلوث الموجودة فى جسم نهر النيل الرئيسى من «أسوان» إلى «القناطر الخيرية»، لكن لم تبدأ بعد فى مواجهة التلوث الموجود فى فرعى النهر والترع. وأشار أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب إلى أن نحو 40% من مياه النهر وبحيرة ناصر تضيع فى «البخر»، مطالباً بـ«الصرف المغطى» بمصر، لتقليل هذا الفقد..
وإلى نص الحوار:
ما أبرز مصادر التلوث لنهر النيل؟
- هناك الكثير من المصادر، بدءاً من الصرف الزراعى، والصحى، والصناعى، والملوثات، ففى الصرف الصناعى تجد مصانع كبرى كثيرة مثل مصانع السكر فى الصعيد وغيرها من المصانع التى تلوث «النيل»، كما أن هناك تلوثاً بصرف صحى بقُرى ومدن كثيرة لا يوجد بها شبكة معالجة صرف صحى، ونحن معترفون بأن خدمة «الصرف»، لا تُغطى إلا 40% من القرى، كما أن المراكب و«الصنادل» الموجودة فى النيل، قد تُحدث تسرّباً عبر التسرّب الزيتى فى بعض الأوقات منها، وكذلك المخلفات الصلبة (القمامة)، التى قد يلقيها البعض فى النيل أو الترع أو الرياحات والمصارف.
وما أخطر تلك المصادر؟
- نُحذّر بشدة من المصادر الكيماوية الخطرة؛ فمثلاً صرف مصانع الحديد أو الأسمدة يقلقنا كخبراء بيئة، وكذلك المياه الساخنة التى تُستعمل فى التبريد وتخرج من بعض المنشآت على «النهر»، ونحن كخبراء نُقسّم نهر النيل لعدة أجزاء، مثلاً بحيرة ناصر تجد مياهها نقية وأقل المياه تلوثاً فى مصر، ثم جسم المياه الرئيسى من أسوان حتى القاهرة فى منطقة ما قبل القناطر الخيرية، تجده أكثر تلوثاً من «البحيرة»، لكنه أفضل من فروع النهر، حيث إن هذا الجسم تركز الحكومة ووزارة البيئة جهودها لمواجهة مصادر التلوث المختلفة عليه، لكن فروع النهر نفسه لم يعمل عليها أحد بعد، ولذلك تجد التلوث يقضى على المزارع السمكية فى بعض الأوقات، كما أننا لم نعمل بعد على مصادر التلوث الموجودة فى الترع.
لن يشعر أحد بقيمة المياه دون إعادة تسعيرها مثل الكهرباء.. ويجب استخدام «سباكة مرشدة للاستهلاك»
وكم كمية المياه التى قد نوفّرها من استخدام تلك التقنيات؟
- نحو 6 مليارات متر مكعب مياه صرف صحى بعد معالجتها، و12 مليار متر مكعب صرف زراعى، أى نحو 18 مليار متر مكعب يمكن إعادة استخدامها.
محطات معالجة الصرف الصحى معروفة، لكن ماذا عن «الزراعى»؟
- «ريقنا نشف، نقول اعملوا محطات معالجة على نهايات المصارف دون جدوى»، فحينما ستنشئ محطة معالجة مياه على نهايات الترع والمصارف ستستطيع إعادة استخدام المياه، وتقلل التلوث بشكل كبير للغاية.
يتخوف البعض من مياه النيل بسبب ما تتحدثون عنه من «تلوث»، فما ردك؟
- المياه التى تصلنا من النهر معالجة، ولا خوف من استخدامها.
وهل لو تأثرت حصة مصر من مياه النهر بسبب بناء سد النهضة سيؤثر ذلك على نوعية المياه؟
- نعم، فالتلوث سيظهر أكثر.
وهل سيؤثر ذلك على مياه الشرب؟
- من حيث الجودة لا، ومن حيث الاستخدامات المنزلية فلا أتوقع وجود مشكلات، لأن تلك المياه تبلغ نحو 10% فقط من استخداماتنا.
وما نصائحك للحكومة بخصوص مياه النهر بخلاف «محطات المعالجة»؟
- من المفترض أن نبدأ من اليوم فى استرداد 25 مليار متر مكعب من المياه تضيع منا، وهى أننا نفقد نحو 40% من المياه فى بحيرة ناصر ومياه نهر النيل بسبب «البخر»، ومن ثم يجب أن نعمل على «الصرف المغطى»، وذلك لنُعيد تلك المياه إلينا، كما أن هناك الكثير من الوسائل الأخرى لتوفير المياه.
مثل ماذا؟
- استخدام أدوات «سباكة» مرشّدة لاستخدام المياه، وأدوات مياه للرى بالرش والتنقيط، ففدان المياه لدينا يستخدم 100 متر مكعب فى «الرية الواحدة»، ومن المفترض أن يستخدم 25 متراً فقط، كما أن أكثر من 50% من المياه الواصلة إلى المنازل مهدرة بسبب «أدوات السباكة»، وتسريبات مواسير المياه، ومن ثم لا بد من العمل على صناعة أدوات سباكة وأدوات مرشّدة للمياه، وترشيد استخدامنا للمياه.
وكيف يتحقق ذلك؟
- دون «تسعير المياه»، لن يشعر أحد بقيمتها، فمثلاً فى مرفق الكهرباء حينما رفعنا الأسعار قليلاً، تم ترشيد نحو 40% من الاستهلاك بسبب رغبة المواطنين فى تقليل ما يُستهلك لتقل «الفاتورة»، وهو ما يجب تحقيقه فى ملف المياه، كما يجب أن تحل طريقة الرى لدينا بشكل جذرى، فلا يوجد أحد فى العالم يزرع بكمية المياه التى نزرع بها.