المدير التنفيذى للتعداد: ضوابط صارمة فى اختيار جامعى البيانات لضمان الحصول على نتائج صحيحة
عبدالحميد شرف الدين
قال عبدالحميد شرف الدين، المدير التنفيذى للتعداد السكانى، إن مرحلة جمع البيانات فى التعداد السكانى، أو حصر بيانات بحث الدخل والإنفاق والخصائص السكانية، وغيرها من الأبحاث، هى أهم مراحل التعداد السكانى، لأنها المرحلة التى يتم على أساسها بناء وإنتاج البيانات والأرقام التى يتم إعلانها فى نتائج التعداد، وتقديمها للجهات المسئولة والمختصة.
وأضاف «شرف الدين» لـ«الوطن» أن جامع البيانات، هو عصب أى تعداد، وهو صلب التعداد السكانى بصفة خاصة، والعنصر الأساسى والمهم فى منظومة العمل التعدادى، مشيراً إلى أن هناك 3 أنواع لجامعى البيانات، الأول معاون، وهو الشخص الذى يستقى المعلومات، والبيانات، من مصادرها الأصلية، سواء كانت الأسر أو المنشآت أو المبانى، أو جمع بيانات ومعلومات أبحاث الدخل والإنفاق، والتضخّم وغيرها، ثم يأتى من بعده النوع الثانى ويطلق عليه المفتش، أو المراجع، الذى يقوم بمراجعة البيانات التى جمعها النوع الأول، ليتأكد من صحتها ودقتها، ويقوم بعمل فحص شامل، بشكل عشوائى أو منظم للبيانات والأرقام والمعلومات التى حصّلها وجمعها المعاون، ثم يقوم برفعها للنوع الثالث وهو المراقب، الذى يقوم بمراقبة أداء النوعين السابقين، سواء عن طريق فحص الاستمارات التى جمعوا من خلالها البيانات، أو من خلال متابعة أدائهما خلال عملية الحصر.
«شرف الدين» لـ«الوطن»: جامع البيانات عصب التعداد السكانى وأساس منظومة العمل
وأوضح «شرف الدين»، أن اللجنة العليا للتعداد السكانى تضع شروطاً واضحة وحازمة، يجب أن تتوافر فى جامعى البيانات بأنواعهم الثلاثة، المعاون والمفتش والمراقب، أهمها أن يكون عمر وسن جامع البيانات، لا يزيد على 45 عاماً، حتى تتوافر فيه كل عوامل المقدرة الصحية، ليستطيع التحرك فى المناطق المكلف بجمع البيانات منها، خصوصاً إذا كان مكلفاً بجمع بيانات من العمارات السكنية، متعدّدة الطوابق، وأن يكون حاصلاً عى مؤهل عال، حتى يستطيع أن يتعامل مع الأجهزة الإلكترونية الحديثة المستخدَمة فى التعداد، مثل الحاسب الآلى وجهاز التابلت الذكى الذى استُخدم لأول مرة فى التعداد السكانى الأخير 2017، والتطبيقات المرصودة والموضوعة عليه، وأن يكون لديه شهادة حُسن سير وسلوك، من خلال إجراء تحريات عنه، من واقع بطاقته الشخصية ورقمه القومى، بإرسال هذه البيانات إلى الجهات الأمنية المسئولة للتحرى عن جامعى البيانات، وإبلاغنا بالتقارير النهائية عنهم.
ونوّه بأن قواعد وتعليمات اللجنة العليا للتعداد السكانى الأخير، كانت حازمة فى وضع هذا الشرط، لضمان ألا يكون جامع البيانات من بين المحكوم عليهم فى قضايا، أو لديهم أى مشكلات أمنية، بالإضافة إلى الصفات الشخصية التى يستطيع خبراء التعداد اكتشافها فى جامعى البيانات المتعاونين مع الجهاز من الخارج، ويتم التعامل معهم بنظام المكافآت، ويُشترط أن يكون لدى جامع البيانات حسن التعامل واللباقة، والقدرة على إقناع المصادر التى يتعامل معها، للحصول على المعلومات والبيانات الدقيقة، كما وضعت اللجنة شروطاً أخرى استثنائية، ومنها أن يكون لدى جامع البيانات الخبرة والدراية بالجهة التى يجمع منها البيانات، ففى بحوث الدخل والإنفاق يفضّل أن يكون من العاملين المعينين بمكاتب الإحصاء بالمحافظات، أما فى حالة التعداد السكانى، فنظراً للاحتياج إلى عدد كبير من جامعى البيانات ويتم الاستعانة بجامعى بيانات من خارج الجهاز، حيث إن التعداد السكانى الأخير 2017 تم فيه الاستعانة والتعاقد المؤقت مع 35 ألف جامع بيانات من فئة «معاون» و2500 جامع بيانات من فئة «مفتش»، ويشرف مفتش على كل 10 معاونين، ومراقب على كل 7 مفتشين.
الاستعانة بـ35 ألف جامع بيانات من فئة «معاون» و2500 جامع بيانات من فئة «مفتش» خلال تعداد 2017
وأضاف المدير التنفيذى للتعداد السكانى أن الجهاز يقوم بعمل وتنظيم مقابلات شخصية مع الذين تم اختيارهم وتوافرت فيهم الشروط، لتحديد تصنيفاتهم وتوزيعهم على المناطق، بحيث يكون كل منهم فى منطقته السكنية التى يقطن فيها أو قريباً منها، ليكون مألوفاً للأسر والأفراد الذين يتعامل معهم، ثم يعقد الجهاز لكل المختارين من جامعى البيانات دورات تدريبية مكثفة ومركزة، على كل أعمال الحصر، وجمع المعلومات وكيفية وطريقة استخدام الأجهزة الإلكترونية، سواء كانت الحاسب الآلى أو أجهزة التابلت والتعامل مع التطبيقات الموضوعة على هذه الأجهزة، لكى يتم رصد بيانات وأرقام صحيحة وإرسالها إلى الجهاز المتلقى لها والقطاع المختص بها، بشكل صحيح وجيد، وفى أسرع وقت زمنى.
وأوضح «شرف الدين»، أن الدورات التدريبية التى يعقدها الجهاز لتدريب جامعى البيانات بأنواعهم الثلاثة، تستمر من 10 إلى 12 يوماً، وهو ما حدث بالفعل فى التعداد السكانى 2017، حيث تم تدريب جامعى البيانات بالمدينة التعليمية فى مدينة 6 أكتوبر بالجيزة، بعد تقسيمهم على دورات متعدّدة، تضم كل دورة منها 500 متدرب، ثم تم توزيع كل المتدربين على 500 موقع من مواقع التعداد فى جميع محافظات الجمهورية، بحيث يضم كل موقع من 70 إلى 100 جامع بيانات، تم تدريبهم على أحدث أنواع التكنولوجيا الحديثة.
وقال إن التعداد السكانى الماضى كان أفضل أنواع التعدادات التى أجريت فى مصر طوال التاريخ، لأنه تم فيه استخدم التابلت الذكى لأول مرة، وتم توزيع 40 ألف تابلت على جامعى البيانات، كما تمتع التعداد بوجود منظومة مراقبة عالية وسرعة إرسال البيانات ومراقبة جودتها ودقتها، وكل ذلك من خلال شبكة إلكترونية عنكبوتية، وخصائص الـ«GPS»، وبمساعدة 2500 مهندس متخصّص فى الدعم الفنى، لحل أى مشكلات تواجه جامعى البيانات، على جهاز التابلت.
مطلوب توعية الأسر بأهمية التعداد ودقة البيانات للوصول لنتائج تخدم خطط التنمية والإصلاح الإدارى والاقتصادى.. وننظم دورات تدريبية لخدمة أهدافنا
وأشار «شرف الدين» إلى أن جامع البيانات يقوم باستقائها من ثلاثة مصادر، تتمثّل فى السجلات الإدارية، بالوزارات والمصالح والقطاعات، المعنية والمستهدفة، ومن الاستمارات الإحصائية، التى تقدّمها الجهات لجامع البيانات، والمصدر الثالث هو التعداد السكانى الذى يتم إجراؤه كل 10 سنوات.
وطالب «شرف الدين» وسائل الإعلام بتوعية المجتمع والأسر بضرورة التعاون مع جامع البيانات بشكل إيجابى، ومساعدة الجهاز والدولة فى الحصول على بيانات صحيحة ودقيقة، لأنه بناءً على هذه البيانات والمعلومات ترسم الدولة خططها، وتحدد أهداف التنمية والإصلاح، فإذا تم جمع بيانات خاطئة، ستكون النتيجة إصلاحات إدارية واقتصادية خاطئة، أو ضعيفة على الأقل، والعكس تماماً، فجمع بيانات صحيحة يخدم خطط التنمية ويحقق إصلاحات إدارية واقتصادية جيدة.