"وقف الخلق" و"إرادة الحياة".. حكاية بيتين شعريين ارتجلهما السيسي
السيسي
"إذا الشعب يوم أراد الحياة فلا بد من أن يستجيب القدر" مقولة شعرية خالدة، استخدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر "حكاية وطن"، ليؤكد قوة عزيمة وإصرار الشعب المصري على مواجهة التحديات.
أبو القاسم الشابي الشاعر التونسي، كان يكفيه أن ينظم هذا البيت ليحفر حروف اسمه في ذاكرة الصمود العربي، مختصرا التجربة العربية منذ قدمها وهي تحاول الاستمرار في وجه المؤامرات المتتالية في قصيدته "إرادة الحياة"، التي صدرت ضمن ديوانه الأول "أغاني الحياة"، الذي صدر سنة 1955، أي بعد 21 سنة من وفاته.
القصيدة تنقل تطلعات الشابي الذي كان مهتما بجلاء الاستعمار عن العالم العربي، عامة، والاحتلال الفرنسي عن تونس، بصفة خاصة، ما أدى إلى انتشارها بعد ذلك، حيث استخدمت أبيات من القصيدة في النشيد الوطني لدولة تونس بعد رحيل صاحبها.
قصيدة "الشابي" صاحبتها أنغام الملحن جمال سالم لتليق بصوت الفنانة التونسية لطيفة في أغنيتها "إذا الشعب يوما أراد الحياة"، ثم التقط أبياتها المنشدان التونسيان يحيى حوى وصالح اليامي ليتغنيا بأجزاء من أبياتها الخالدة.
"وقف الخلق جميعًا ينظرون كيف نبني قواعد المجد وحدي"، ذلك هو البيت الشعري الثاني الذي ردده الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بمؤتمر "حكاية وطن"، كترجمة طبيعية للإرادة المصرية في عبور الصعوبات ومواجهة كل التحديات التي تمر بها بلادهم.
البيت الشعري المذكور هو جزء من قصيدة "مصر تتحدث عن نفسها" لشاعر النيل حافظ إبراهيم، ألقاها في احتفال لعودة رئيس الوزراء المصري عدلي يكن بعد قطع المفاوضات مع إنجلترا، بسبب الشروط التي طلبتها الأخيرة لمنح مصر استقلالها، حيث إن الإنجليز وضعوا قيودا تمنع استقلال مصر وتجعل من المفاوضات معهم أمرا شكليا فقط.
اختيار أم كلثوم 17 بيتا من القصيدة لغنائها كان جزءا من خلودها، حيث كلفت الموسيقار رياض السنباطي بتلحينها، غير أن المفارقة كانت تغيير كوكب الشرق لإحدى كلمات القصيدة، حيث استبدلت "قواعد الملك" بـ"قواعد المجد"، وتغنت بها في حفل أقيم بسينما "ريفولي"، وخصصت إيرادات الحفل لصالح شهداء وضحايا حرب فلسطين.