سوريا.. برلمانات العالم تحدد «المصير»
يستعد «أوباما» لضرب سوريا، لكنه يحتاج إلى موافقة مجلس الشيوخ الأمريكى.. رئيس الوزراء البريطانى كان مستعداً للانطلاق مشاركاً فى الضربة العسكرية الأمريكية ضد الأسد لولا رفض البرلمان تدخل بريطانيا فيها. أما فى تركيا، فرغم لهاث «أردوغان» الجنونى وراء ضرب الأسد، فإن المعارضة التركية تصر على عرض قضية التدخل فى سوريا على البرلمان، خصوصاً أن تداعيات التدخل العسكرى فى سوريا يمكن أن تؤدى إلى حرب عالمية ثالثة من وجهة نظرهم. هى واحدة من تلك اللحظات التى تقف فيها «الديمقراطية» الحقيقية التى تحكم أوروبا وأمريكا لمحاسبة كبارها. إن تردد «أوباما» وتراجع «كاميرون» وشلل «أردوغان» أمام ضرب سوريا، لم يكن بسبب قوة بشار الأسد، وإنما بسبب قوة وإحكام آليات المحاسبة التى تحكم هذه الدول، وإدراك كل حاكم فيها أن شعبه لن يرحمه لو دخل بالبلاد فى مستنقع لا تعرف كيفية الخروج منه؛ لهذا احتاج «أوباما» إلى غطاء قانونى من الكونجرس لتحركه، حتى لا يلعن الناخبون حزبه فى الانتخابات المقبلة. سوريا تحولت إلى «مأزق» لكل الدول التى صنعت أزمتها، وصارت عاجزة الآن عن حلها. وعلى ما يبدو، لا تجد الإدارة الأمريكية مخرجاً سهلاً فيها، وإلا لما خرجت التقارير الإسرائيلية تقول إن «أوباما» يبحث حلاً «تفاوضياً» مع موسكو لنزع سلاح «الأسد» الكيماوى خلال الفترة التى تستغرقها مناقشات الكونجرس، ولما ظهرت الانقسامات واضحة بين التحالفات الأوروبية التقليدية برفض ألمانيا التدخل العسكرى توافقاً مع روسيا، وخلافاً لفرنسا التى لا ترفض الدخول فى الحرب. ما زالت هناك خيوط كثيرة ستتشابك على الأرض السورية قبل أن يُصدر العالم حكمه النهائى بحرقها.