"رضا" يتحدى الإعاقة ويهزمها.. يزرع ويجني ثمار حقله "بقدم واحدة"
رضا محمود
حادث مروع ظنه في البداية خلّف جرحا غائرا، لكنه أصبح ذكرى سوداء في حياته لا تفارقه أبدًا، بعد أن ترك الاصطدام القدري بسيارة على الطريق بصمته على جسده، أخذ منه إحدى قدميه وترك له كرسيا متحركا لا يفارقه.
ولكن الحال الذي لم يستمر كثيرًا، لتتحول محنة "رضا" ونظرة العطف من كل المحيطين به إلى منحة إلهية ونظرة انبهار، بشاب يقف بساق واحدة في أرضه، وعلى كتفه الفأس يزرع ويجني ثمار عرقه وتعبه، ويقلع معها الماضي بكل قسوته.
منذ عام 2008، حصل رضا محمود عبد الفتاح، على شهادة تأهيل لعجز كلي، بعد تعرضه لحادث شديد على إحدى الطرق المجاورة لقريته، أدى إلى بتر في قدمه اليسرى، لتبدأ حياة الشاب الثلاثيني في عناء من وقتها وحتى الآن، مستمرًا في عمله بالحقل الذي لا يتعدى الفدانين.
ورغم المشقة التي يتعرض لها يوميًا، شاب ذو احتياجات خاصة، إلا أنه أصر على العمل في الحقل مع والده لكسب الرزق "أنا بشتغل في الغيط مع أبويا وأخويا علشان أعرف اصرف على ولادي"، فيبدأ العمل في صباح كل يوم وحتى الساعة السادسة مساءً.
رضا: "نفسي اشتغل عامل في بيت ربنا بقريتي"
"بحط البرسيم للبهايم وأحطلهم ميه، ولو فيه حاجات بسيطة بساعد بيها أبويا في الغيط"، هكذا تحدث الشاب الحاصل على دبلوم الفنى التجارى، عن أعماله التي ينجزها في الحقل رغم وقفه بقدم واحدة.
لا يعلم "محمود"، الذي يستخدم قدما اصطناعية وعصا يستند إليها في الحقل، ما تحمله الأيام المقبلة، "أبويا بيصرف عليا وبيساعدني، لو حصله حاجه أنا هعمل إيه وقتها، وخاصة أن أخويا الكبير معاه 4 أولاد".
"فيه عندنا مسجد ونفسي أتوظف عامل فيه، علشان أرتاح من شغل الغيط" أمنية الشاب الثلاثيني الذي يقطن بقرية "طه حسين" التابعة لمحافظة البحيرة، بعد منع وزارة التضامن الاجتماعي معاشه، لشرائه سيارة مجهزة التي يحصل عليها ذوو الاحتياجات الخاصة.