حاجز اللغة والروتين الحكومى ونفقات الإقامة.. أبرز عوائق سفر الشباب للتعليم
أحمد محروس - محمد أشرف
حلم يبدو واعداً، لكنه ليس ممكناً فى كل الأحوال، فكثيراً ما يفوت قطار السفر إلى الخارج لأسباب مختلفة، بعضها يرجع إلى الطالب نفسه وبعضها يرجع إلى الظروف المحيطة به، فى النهاية تمر الفرصة سريعاً أمام أعين الراغبين بها، البعض يندم، والبعض الآخر يُردّد «رب خير لم يصبك كان شراً لو أتاك».
منحة ممولة جزئياً لدراسة مجال ريادة الأعمال لمدة 15 شهراً بمؤسسات تعليمية فى 6 بلاد حول العالم، من بينها إسبانيا، وأمريكا، والبرازيل، والهند، لم يصدق أحمد محروس أنه من بين المحظيين بالقبول فيها، للدراسة مجاناً على حساب المؤسسات هناك، لكن التمويل جزئى، إذ يتطلب السفر أن يتحمّل طالب السنة الرابعة بكلية التجارة، القسم الإنجليزى، مصاريف إقامته ومعيشته بتلك البلاد البعيدة، هنا تغيرت الفرحة على وجهه، واستحالت إحباطاً: «أنا قعدت بالراحة وحسبتها مع نفسى، لاقيت أقل شىء هاحتاجه بسبب فرق العملة بعد التعويم 200 ألف جنيه».
اعتبر «أحمد» أن هذا المبلغ الكبير الذى توصّل إليه يُعد إجابة لقراره: «مالهاش حل تانى، أنا لو معايا المبلغ ده فى مصر، أكيد مش هاسافر أتعلم بره»، الكثير من القراءة عقب ضياع الفرصة جعله يشعر أنه لم يفته الكثير: «بصراحة فكرة الدراسة بره مصر صعبة أوى دلوقتى، وخطوة تعتبر متأخرة، اللى كان عاوز يسافر كان بعد الثانوية على طول، السفر دلوقتى أجدى لو كان علشان شغل، لأن المعوقات والطلبات فى سبيل المنح، كتير جداً، خصوصاً بعد زيادة الدولار».
«محمد»: المنحة راحت بسبب الإجراءات المعقّدة فى إدارة البعثات.. و«أحمد»: 200 ألف جنيه تكاليف سنة فى دراسة ريادة الأعمال
مشكلة أخرى تواجه الراغبين فى السفر، تتمثل فى عمليات النصب الخاصة بشهادات اللغة الإنجليزية، مثل شهادات «أيلتس» و«تويفل»، لعل هذا ما حدا بالمؤسسة الأمريكية الشهيرة لخدمات التدريب والتعليم فى الشرق الأوسط «أمديست» للتحذير بشكل حاسم من الشهادات المزوّرة عبر بيان رسمى ناشد جميع الدارسين توخى الحذر، مؤكداً «تحذر (هيئة أمديست مصر) من التعامل مع هذه الجهات التى لا تهدف سوى للربح المادى فقط ودون أى اعتبار للأضرار الكبيرة التى تسببها هذه الشهادات المزورة لمستخدميها، ونود أن نحيطكم علماً بأن تلك الشهادات المزورة يسهل على جميع الجهات المعنية التعرّف عليها، ونظراً لأن الشهادات الأصلية يستحيل تقليدها بصورة كاملة، وهو ما يترتب عليه ضياع فرص تعليمية ووظيفية حقيقية، فضلاً عن الخسارة المادية المتمثلة فى التكلفة المرتفعة للشهادة المزورة».
ليست الشهادات المزورة وحدها التى تقف فى طريق الراغبين فى السفر، اللغة فى أحيان كثيرة تكون عائقاً أكبر كما هو الحال مع رامى الهندى: «قدامى أكتر من فرصة للسفر للخارج، لكن للأسف كلها محتاجة درجة مرتفعة فى امتحان الأيلتس للغة الإنجليزية، وفيه بلاد بتطلب لغات مختلفة زى ألمانيا ودى فعلاً فكرت آخد علشانها كورسات ألمانى، لكن سواء إنجليزى أو ألمانى أو أياً كانت اللغة فالموضوع مش سهل خصوصاً لو الواحد كان ملتزم بشغل زى حالاتى».
لكن المسألة تذهب إلى أبعد من هذا عند البعض كما حدث مع محمد أشرف، الشاب الذى لم يصدق عينيه حين تم قبوله فى منحة للدراسة بإحدى الجامعات التركية «لسه مخلص كلية لغات وترجمة السنة دى، قدّمت فى منحة لتركيا واتقبلت ورُحت مضيت العقد واتسجلت فى الجامعة والمدينة، ماكانش فاضل غير إنى أخلص ورقى وأسافر»، من بين الأوراق الخاصة بـ«محمد» تلك التى يقوم بإنهائها فى إدارة البعثات بوزارة التعليم العالى، حيث لم يستطع الشاب الحصول على التوقيعات اللازمة حتى الآن: «المنحة راحت عليّا والدراسة بدأت ومحدش قال لى سبب واحد لأن ورقى مامشيش، غير إنه الروتين». ما زال الأمر يشعره بغصة فى قلبه «أنا ذاكرت كتير وتعبت علشان أقدر أسافر فى المنحة دى، وماصدقتش نفسى وأنا بامضى ورق القبول، طلع أن الجزء الصعب الحقيقى جوه مصر مش بره مصر، متمثل فى الروتين والتصاريح وكل خطوات إنهاء الأوراق الرسمية المعقّدة».
إحدى الشهادات المزورة