رغم تراجع أسعار اللحوم والدواجن.. مواطنون: لاتناسب أجورنا
أرشيفية
رغم التراجع الطفيف الذي شهدته أسعار اللحوم والدواجن الفترة الماضية، إلا أن ذلك لم ينل رضا بعض المواطنين، موضحين أنها لاتتناسب مع قفزة الأسعار العام الماضي، في الوقت الذي يرى فيه المتخصصون أن ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار الأعلاف واعتماد الدولة على سياسة الاستيراد، وسط توقعات بانخفاضها خلال الأعوام المقبلة.
"لم نأكل إلا اللحوم والدواجن البلدية، وكنا نشتري 6 فرخات و4 كيلو جرامات من اللحم شهريًا، الآن تراجع العدد"، هكذا وصفت سامية عبدالله الموظفة بقطاع التشجير بوزارة الزراعة كيفية تدبير ميزانية الأسرة المكونة من 6 أفراد.
وأضافت الموظفة، "لم أكن أحدد ميزانية معينة لشراء حاجات المنزل الشهرية من خضار وفاكهة ولحوم وأسماك، لكن بعد الزيادة المفرطة في الأسعار أصبحنا نضع ميزانية محسوبة مع استلام الراتب الشهري".
كانت الدكتورة منى محرز نائب وزير الزراعة، صرحت لأحد برامج التلفزيونية بأن أسعار اللحوم تراجعت وأسعار الدواجن عادلة، الأمر الذي تراه الموظفة لا يتناسب مع القفزة التي شهدتها الأسعار خلال العام الماضي، موضحة أن الأسعار كانت في متناول متوسطي الدخل، لكنهم أصبحوا الآن بسبب ارتفاعها من محدودي الدخل، خاصة أن لم يقابل ذلك زيادة في الدخل.
وبدأت الحكومة المصرية في النصف الثاني من عام 2016، في تطبيق برنامج للإصلاح الاقتصادي تحت إشراف صندوق النقد الدولي للحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار على مدار ثلاث أعوام، وحصلت مصر على 6 مليارات دولار حتى الآن، بعدما خفضت دعم الوقود والكهرباء مرتين ورفعت أسعار مياه الشرب، والاتصالات، وحررت سعر صرف الجنيه.
وأدت إجراءات الحكومة ذات الطابع التقشفي إلى تراجع ارتفاع معدل التضخم إلى مستويات غير مسبوقة خلال عقود ليصل إلى نحو 30%، وبدأ مسيرة التراجع خلال الشهور الماضية.
وتعليقا على ذلك، أوضح الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، أن تصريحات نائب وزير الزراعة، لا تعبر عن الواقع فالأسعار عادلة من وجهة نظرها كتكلفة إنتاج، وباعتبارها نائبا لوزير الزراعة وذات دخل مرتفع، أما غالبية المواطنين فيعيشون في معاناة كبيرة، وأصبحت اللحوم بعيده عن متناولهم".
فيما توقع محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء، استقرار الأسعار خلال العام الحالي، مبينًا أن اللحوم تراجعت أسعارها بالفعل والدواجن استقرت ومعاناة المصريين تدريجيا ستتراجع خلال الأعوام المقبلة.
وفقا لبيان مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، استقرت أسعار اللحوم والدواجن، أمس الثلاثاء، وتراوح سعر لحم الكندوز بين 90 و180 جنيهًا للكيلو، ولحم الضأن بين 100 و170 جنيهًا للكيلو، ولحم البتلو بين 90 و195 جنيهًا للكيلو، والدواجن البيضاء بين 22 و31 جنيهًا للكيلو، والدواجن البلدي بين 28 و45 جنيهًا للكيلو.
ناصر حسين، عامل بوزارة التنمية المحلية، يعيش في منطقة امبابة، قال إن الزمان لن يعود إلى الخلف، فالمرتب لا يكفي حتى اليوم الخامس من الشهر، لافتًا إلى أنه منذ ارتفاع الأسعار العام الماضي والمعاناه مستمرة، متابعًا "الأزمة ليست في تراجع أسعار اللحوم والدواجن بعض الجنيهات، ففواتير الكهرباء والغاز ارتفعت أضعافا مضاعفة وارتفعت كل مستلزمات المعيشة بعد رفع أسعار الوقود".
وتراجع معدل التضخم السنوي لشهر ديسمبر 2017 إلى (22.3%)، مقابل 26.7% في الشهر السابق لهـ وأرجع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تراجع معدل التضخم السنوي خلال الشهر الماضي إلى تراجع أسعار مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة (- 1.6%) ومجموعة الخضروات بنسبة (- 0.5 %) ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة (- 1.1 %).
الدكتور أحمد الخطيب أستاذ الاقتصاد بمركز البحوث الزراعية، رأى أن انخفاض أسعار الدواجن واللحوم، يعود إلى الإجراءات التي تبنتها الحكومة، بفتح باب الاستيراد للقطاع العام غير الهادف للربح، وأولويات المواطن في تدبير ميزانيته في المنزل وعلى رأسها مصروفات التعليم وفواتير الغاز والكهرباء التي ارتفعت مؤخراً، مبينا أن تكلفة إنتاج اللحوم والدواجن فى مصر مرتفعة، لعدم توافر الأعلاف في مصر كالذرة وفول الصويا، مقارنة بالدول المصدرة مثل البرازيل والسودان وإثيوبيا التي تتمتع بالمراعي الطبيعية.