أجنحة تحمل أسماء ومؤلفات المبدعين الراحلين.. وافتتاح «مسائى» للمرة الأولى
العمل على قدم وساق داخل معرض الكتاب
فى الطابق الأرضى من المبنى الذى اكتست جدرانه بالألوان الزرقاء والصفراء مع الأبيض تزينها رسومات لرأس الملكة نفرتيتى، وقفت المهندسة مها سامى محمد، مدير عام التصميم والديكور بالهيئة المصرية العامة للكتاب، تتابع سير العمل والوقوف على التجهيزات النهائية الخاصة بالمعرض.
تقول «مها» لـ«الوطن»: «قبل 4 شهور تم تكليفى من قبل الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بوضع تصميم خاص للجناح المصرى المشارك فى معرض الخرطوم للكتاب، وبالفعل تمكنت من وضع تصميم يعبر عن الحضارة المصرية، اخترت الملكة نفرتيتى لتكون أيقونة مصر داخل المعرض، وبعد نجاح المشاركة المصرية فى معرض الخرطوم للكتاب، جاءت المهمة الثانية وهى التفكير فى وضع تصميم خاص بالدورة الـ49 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب على أن يتماشى هذا التصميم مع شعاره وهو (القوى الناعمة.. كيف؟)، فلم أجد سوى الملكة «نفرتيتى» لتكون رمزاً لهذه القوى الناعمة».
تصميمات تحمل رأس «نفرتيتى».. والقاعة الرئيسية تضم أجنحة القوات المسلحة والشرطة.. وأركان تحمل أسماء أبلة فضيلة وبابا شارو ومحمد فوزى
تضيف مدير عام الديكور بالهيئة: «تم تكلفينا بوضع تصميم خاص بالمعرض يخدم فكرته وشعاره، «القوى الناعمة كيف»؟، وبدأنا العمل عليه منذ عودتنا من معرض الكتاب بالسودان، واشتركت جميع الإدارات داخل هيئة الكتاب التى وصل عددها إلى 9 إدارات، وهى الإدارة الهندسية وإدارات الديكور والمعارض والتسويق والمشتريات والمخازن والطبع وإدارة النشر وورش الأطفال وكذلك مكتب رئيس الهيئة إضافة إلى جميع قطاعات وزارة الثقافة، لأن الهدف هو توصيل كافة الفنون الثقافية بشكل سلس ومرن للجمهور فى جميع أعماره المختلفة»، وتابعت: «بعد التشاور مع مجموعة كبيرة من الزملاء، وجدنا أن الاعتماد على اسم وشكل الملكة نفرتيتى يخدم فكرتنا الأساسية وهى القوى الناعمة، خاصة أن الملكة نفرتيتى كانت من الداعمين لزوجها إخناتون فى دعمه للعبادة الوحدانية، وهو ما جعلنا نضع نموذجاً صغيراً للعمل عليه، بطلته الملكة نفرتينى»، وتابعت «مها»: «جاءت المرحلة الأهم وهى كيف يتم توظيف كل شىء فى المعرض ليظهر بشكل سلس ومرن يتناسب مع مفهوم القوى الناعمة، وإزاى أوصل المفهوم من خلال النقطة والخط واللون والكتلة ولم نجد أيضاً أمامنا سوى استخدام الألوان الموجودة فى تاج الملكة نفرتيتى لتصبح هى الألوان الرئيسية المستخدمة فى تصميم المعرض»، وأشارت إلى أنها قامت باستغلال نفس الألوان «الأزرق الكوبلت والبلو» الموجودين على عقال التاج، واللون الذهبى والأوكر و«النيبلس يلو والبيج والأصفر الكنارى»، كما تم استخدام لون الأحجار الحمراء فى لون الأرضيات والموكيت المستخدم فى المعرض وكذلك تم استخدام نفس الألوان فى الإضاءة الخاصة بالعروض والأنشطة المصاحبة للمعرض. وحول التصميم الخاص بجناح الطفل، الذى يعد الأول من نوعه فى المعرض، حيث تم تصميم خيمة كبيرة على مساحة ألفى متر خاصة بكتب الطفل وكذلك بالأنشطة الفنية والثقافية الخاصة به، وأوضحت «مها» أنها اجتمعت مع الفنانة التشكيلية سحر رمضان والمسئولة عن مخيم الطفل، لوضع تصور فى كيفية وضع تصميم خاص بالأطفال وفى نفس الوقت يتماشى مع شعار المعرض، مرددة: «شريحة الأطفال من أصعب الشرائح التى يمكن التعامل معها، خاصة طفل الألفية الثالثة بيفكر تفكير الإنترنت الرقمى وهو ما جعلنا نحاول استخدام التقنيات الحديثة التى يستخدمها الطفل فى طريقة الديكور حتى يكون عامل جذب له، وبالفعل بعد الاجتماع مع الدكتورة سحر رمضان وكذلك الدكتورة حنان موسى من قطاع الفنون التشكيلية بالوزارة توصلنا إلى تصور وأخذت منهما (كوركيات) وبدأت العمل عليها».
وكشفت مدير عام الديكور بالهيئة أن الفكرة الأساسية التى تم الاعتماد عليها فى مخيم الطفل هى أمران أساسيان، الأول كيفية استخدام ذكريات الطفولة القديمة التى تميزت بنعومة كبيرة وبراءة شديدة، مثل بوجى وطمطم وبكار وأبلة فضيلة وبابا شارو، والأمر الثانى كيف يتم توصيل القيم التى نادت بها تلك الشخصيات إلى أطفال اليوم بطريقتهم الحديثة وهو ما كان بمثابة تحد لنا جميعاًً، ولفتت «مها» إلى أنهم استخدموا الأسلوب الرقمى وطريقة المجسمات لتلك الشخصيات فى المعرض حتى تكون بشكل ملموس، وتم استخدام مواد مثل الفوم والأخشاب والفينيل وإم دى إف وكذلك تم استخدام الشاشات الرقمية فى إطار محدود وأماكن معينة، لأن كثرتها قد يؤذى الطفل، وعملنا على استخدام مواد آمنة جداً من الأحبار حتى نوفر وسائل أمان عالية للأطفال، مؤكدة أن اليوم سيتم تركيب كل الديكور الخاص بالأطفال، خاصة أنه تم تصنيع تلك الديكورات فى ورش الهيئة العامة للكتاب وسيتم تركيبها بطريقة «الميكانو» داخل المخيم.
مدير التصميم بهيئة الكتاب: الملكة تعبر عن شعار «القوى الناعمة» ومسئول أنشطة الطفل: الليلة الكبيرة وهارى بوتر وورش الحكى أبرز الفعاليات
على بعد خطوات قليلة من الدكتورة مها، كانت الفنانة التشكيلية سحر رمضان، المسئولة عن أنشطة الطفل فى معرض الكتاب، تتابع سير العمل فى المعرض، مؤكدة لـ«الوطن» أن أنشطة هذا العام المخصصة للطفل مختلفة وغنية: «لأول مرة يتم ضم أنشطة الطفل فى مكان واحد، كما تم تسمية أركان الخيمة على أسماء بابا شارو وأبلة فضيلة والمسرح باسم محمد فوزى، وقبل ما الطفل يدخل الركن بنعرفه مين الشخصيات دى وعملوا إيه للأطفال وإيه إنجازاتهم بنحاول نربط الماضى بالمستقبل وإزاى». ولفتت «رمضان» إلى أن هناك عدداً كبيراً من ورش الجلود والخيش والخيامية والحلى، والتركيز على كل الحرف اليدوية القديمة نحاول إحياءها مرة أخرى وتعريف الأطفال بها، معلنة عن أن الأنشطة سوف تشمل عروضاً لمسرحية الليلة الكبيرة لمدة 3 مرات طوال فترة المعرض، وكذلك سيتم عرض أفلام «هارى بوتر»، وتوزيع هدايا مجانية على الأطفال، سواء العصا السحرية والطاقية، إضافة إلى ورش الحكى والتمثيل على أيدى مجموعة كبيرة من الفنانين التشكيليين، وكذلك ستضم الأنشطة عروض حكى وتمثيل وكذلك مشاركات لأنشطة تابعة للمجلس القومى لشئون الإعاقة.