استعداد في باريس لمواجهة مياه السين التي تواصل ارتفاعها ببطء
نهر السين
تستعد سلطات باريس وسكان الأحياء التي يعبرها نهر السين لمواجهة الأضرار المتوقعة، بسبب فيضان مياه النهر التي تواصل الارتفاع ببطء مع خفض هيئة مراقبة الفيضانات اليوم الجمعة تقديراتها للذروة التي ستبلغها في اليومين المقبلين.
وعبر جاو ماسيدو (50 عاما) الذي يتولى حراسة مبنى على ضفاف السين منذ عشرين عاما عن القلق بقوله "هناك ست شقق تحت الأرض، لقد اضطرنا إلى دعم النوافذ حتى لا تغمر المياه كل شيء". وفي الداخل تم رفع الأثاث بعد أن بدأت المياه تتسرب عبر الجدران.
ومن منع الملاحة في النهر إلى وضع المتاحف والمطاعم العائمة تحت المراقبة وإخلاء مناطق، اتخذت إجراءات وقائية في منطقة ليل دو فرانس حيث تم إجلاء 395 شخصا معظمهم في منطقة فال-دو-مارن، وحرم ألف منزل من أصل 6,2 ملايين من التيار الكهربائي.
وقالت هيئة مراقبة الفيضانات، إنه لا تغيير في وضع الأمطار الغزيرة التي هطلت في الأسابيع الماضية حتى الخميس.
وكان الخبير في مراقبة الفيضانات برونو جانيت توقع أن يرتفع مستوى السين "إلى ما بين 5,8 و6,2 أمتار"، وهو قريب من المستوى المسجل في يونيو 2016، لكنه بعيد عن المستوى التاريخي المسجل في سنة 1910 عندما بلغ 8,62 أمتار.
غير أن هيئة مراقبة الفيضانات "فيجيكرو" خفضت الجمعة تقديراتها. وقال فرنسوا دوكين مدير الهيئة لوكالة "فرانس برس"، "نحن الآن نتوقع بين 5,80 وستة أمتار".
وأضاف أن "موجات الفيضانات" التي تتشكل في حوضي المارن والسين "تتجه ببطء نحو باريس وستصل إلى العاصمة في نهاية الأسبوع الجاري على أن تبلغ الذروة بين ظهر السبت وصباح الأحد".
وبلغ مستوى المياه في نهر السين الذي يرتفع ببطيء منذ أيام 5.59 متر نحو الساعة العاشرة صباحا الجمعة عند جسر أوسترليتز في العاصمة الفرنسية.
ولا تزال مياه نهر يار في منطقة فيلنيف-سان-جورج (فال دو مارن) التي تعد من البلدات الأثر تضررا، تغمر الشوارع والأقبية في حين نقل 150 من السكان إلى مدرسة. ويتنقل السكان بالزوارق في الشوارع التي غمرت فيها المياه السيارات جزئيا.
وأغلق المقطع الرئيسي لأحد خطوط سكك الحديد في باريس حتى 31 يناير، بينما يعمل عمال عند محطة موزيه دورساي على حماية المعدات الكهربائية من المياه.
وقال دانيال جاردو المسؤول في إدارة شبكة القطارات "في أوج الفيضان سيكون علينا ضخ كمية قد تصل إلى عشرة آلاف متر مكعب من المياه في الساعة".
واتخذ متحفا اللوفر ودورساي إجراءات وقائية لحماية مقتنياتهما.
وفي مواجهة ارتفاع منسوب المياه استعدت الوزارات للانتقال إلى مواقع آمنة. ومنعت الملاحة على النهر ووضعت القوارب السياحية تحت المراقبة على طول نهر السين بما في ذلك في باريس.
وفي الأيام المقبلة يمكن أن تتأثر بالفيضانات مناطق أخرى مثل كريتيي "مع تواصل ارتفاع مستوى المياه"، على حد قول مارك مورتورو مدير الوقاية من المخاطر في وزارة الانتقال البيئي.
وأضاف أن "مستوى مياه السين سيبقى مرتفعا على الارجح لعدة أيام في الاسبوع المقبل"، مع توقع تراجع المياه ببطء مثل ارتفاعها البطيء المسجل في الأيام الماضية.