الأحزاب تدافع عن نفسها: تجريف السياسة السبب
مؤتمر حزب «الوفد» حول رفض ترشح «البدوى» للانتخابات الرئاسية
أرجع عدد من الأحزاب السياسية أسباب عدم دفعها بمرشح لانتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها أواخر مارس المقبل إلى وجود الصراعات الداخلية وتجريف الحياة السياسية، فضلاً عن وجود مرشح تراه الأغلبية الأصلح لتولى مقاليد الحكم وعليه توافق شعبى كبير. وقال أحمد الشاعر، المتحدث باسم حزب «مستقبل وطن»، إن عدم دفع الحزب بمرشح لخوض الانتخابات الرئاسية يرجع إلى أن «مستقبل وطن» وليد ثورة 30 يونيو، ولدينا أمانة التدريب والتثقيف، ونعد من خلالها الآن كوادر لتكون جاهزة مستقبلاً للقيام بهذا الدور.
وأضاف «الشاعر» لـ«الوطن»: «لدينا كوادر حالياً داخل الحزب تستطيع تولى منصب الوزير والمحافظ، ولدينا 53 نائباً بالبرلمان، وسنخوض انتخابات المجالس المحلية بشراسة، ونسعى لأن نكون الحزب الأول فيها، لكننا لم نستطع حتى الآن تقديم رئيس جمهورية لأن هذا المنصب له حسابات أخرى، فهو يحتاج لبرنامج شامل فى كل الملفات ورؤية حقيقية نستطيع تنفيذها على أرض الواقع».
وتابع: «مستقبل وطن كحزب سياسى لا يلتفت إلى أوهام، فنحن نحتاج شخصاً يستطيع قيادة البلد والنهوض بها، لذلك نرشح الرئيس عبدالفتاح السيسى، والحزب منذ أن كان حملة شبابية أول من طالب السيسى بالترشح فى 2014، ورفع وقتها شعار (نرى فيك مستقبل وطن)، وما زالنا نعتبر السيسى مرشح الحزب». وأكد «الشاعر» أنه لو لم يؤد الرئيس السيسى الأداء المطلوب منه وينجز كل هذه المشروعات لكان الحزب أول من سيبحث عن مرشح، ولكن الرجل قدم لمصر الكثير خلال فترة ولايته الأولى، ونرشحه لفترة ثانية لجنى ثمار ما زرعه ونسعى كحزب سياسى هدفه الوصول إلى السلطة مستقبلاً إلى أن ندفع بمرشح فى الانتخابات الرئاسية.
«مستقبل وطن»: إنجازات «السيسى» دفعتنا لترشيحه.. و«المحافظين»: قوانين ممارسة الحقوق السياسية تقف عائقاً ضد ترشحنا
وقال النائب علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار، إن الحزب لم يدفع بمرشح فى الانتخابات لإعلانه مسبقاً تأييده للرئيس عبدالفتاح السيسى. وقال محمد أمين، نائب رئيس حزب المحافظين للشئون الثقافية والاجتماعية، إن عدم إقبال الأحزاب بشكل عام على خوض الاستحقاق الرئاسى يرجع لأسباب عديدة منها أننا لدينا ميراث قديم يُعد معطلاً أساسياً للحياة الحزبية فى مصر وهذا الميراث هو قوانين ممارسة الحقوق السياسية.
وأضاف «أمين» لـ«الوطن»: «قوانين مباشرة الحقوق السياسية تقف عائقاً بشكل كبير أمام وجود حياة حزبية حقيقية وتُعد السبب الرئيسى فى معظم الصراعات الموجودة داخل بعض الأحزاب ما أدى لانشغال الأحزاب والبعد عن هدفها وتداول السلطة». وتابع: «لو أرادت الدولة أن تُحيى الحياة الحزبية يجب أن يكون لديها إرادة حقيقية فى تعديل قانون مباشرة الحقوق السياسية بما يضمن استقرار الأحزاب والحد من السيولة فى تأسيسها، لأنه عندما يكون لدينا قانون قوى سينعكس على نشاط الحياة السياسية بأكملها».
وقال محمود العسقلانى، المتحدث باسم الحزب الناصرى، إن الأحزاب أنشئت كى تظهر كشكل «ديكورى» وتكمل النظام السياسى القائم، لا للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية وتداول السلطة، على عكس ما هو موجود فى الغرب الديمقراطى. وأضاف «العسقلانى» لـ«الوطن»: «طوال فترة حكم حسنى مبارك جُرّفت الحياة السياسية ولم يكن نظامه يسمح بوجود أحزاب قوية لمنافسة الحزب الوطنى الذى كان يرأسه آنذاك، واستمرت هذه الأزمة ولا يوجد دعم للأحزاب كى تستطيع الإنفاق على الحملات الانتخابية».
وتابع: «الصراعات هلهلت الأحزاب من الداخل، فكيف لأحزاب لم تتغلب حتى الآن على مشاكلها ولم تتمكن من إعداد كوادر أن تخوض الانتخابات الرئاسية؟!»، مؤكداً أن الحزب الناصرى استطاع خلال الفترة الماضية التغلب على بعض مشاكله وأصبح فى مرحلة بناء جديدة وليس بمقدوره حالياً الدفع بمرشح للسباق الرئاسى. وأشار «العسقلانى» إلى أن «الصراعات أجّلت بشكل كبير فكرة أن يخوض الحزب الناصرى السباق الرئاسى طوال الفترات الماضية، ولكن نحتاج إلى قوة يُجرى العمل على تجميعها الآن ربما نستطيع خلال الـ5 سنوات المقبلة أن نقدم مرشحاً للرئاسة يستطيع خوض الانتخابات بقوة حتى لا نكون مجرد ديكور».
وأكد النائب سيد عبدالعال، رئيس حزب التجمع، أنه ليس بالضرورة أن تدفع الأحزاب بمرشح فى انتخابات الرئاسة، مشيراً إلى أنه عندما يتوافر للأحزاب برنامج ومرشح قوى يستطيع المنافسة فى الانتخابات فإن الأحزاب لن تتأخر وستبادر بالدفع بمرشح، فقد سبق أن دفع «التجمع» بالمستشار هشام البسطويسى أن دفع «الكرامة» بحمدين صباحى. وأضاف «عبدالعال» أن الأحزاب خرجت من دائرة التفكير بالدفع بمرشح رئاسى فى الانتخابات المقبلة لأنه يوجد مرشح تراه الأغلبية أنه الأصلح للحكم وعليه توافق شعبى كبير، بجانب أن القانون الحالى المنظم للعمل السياسى يحجّم عمل الأحزاب وحركتها، فالعمل السياسى وفقاً لهذا القانون مجرّم بالمدارس والجامعات والمصانع، وهذا أدى إلى وقف ضخ دماء جديدة وشابة فى الأحزاب.
وقال مدحت الزاهد، رئيس حزب التحالف الشعبى، إن الأمر الطبيعى للأحزاب هو إعداد الكوادر للدفع بهم فى كل الاستحقاقات الانتخابية، ولكن المناخ الحالى غير مهيأ للعمل السياسى ووقف عائقاً أمام عمل الأحزاب فى الشارع وسد كل منافذ التعبير عن آرائها، فكيف فى ظل كل هذا نقدم مرشحاً لانتخابات الرئاسة؟!
وقال عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إن السياسيين لا بد أن يعملوا بصدق مع المواطنين وأن يكونوا صادقين مع أنفسهم، منوهاً بأن الحزب له برنامج وأهداف منذ أن أنشئ فى عام 2011، مؤكداً أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يطبق هذا البرنامج بحذافيرهُ وهذا هو السبب فى تأييدهم «السيسى» لفترة رئاسية ثانية وعدم تقديم مرشح من الحزب فى الانتخابات. وأضاف خليل، لـ«الوطن»، أن أى مرشح رئاسى لا بد أن يكون شخصية تتمتع بالإرادة والقوة لينفذ هذا البرنامج، منوهاً بأن هذه المواصفات متوافرة فقط فى الرئيس السيسى، مشيراً إلى أن الأحزاب تحتاج لوقت طويل حتى تستطيع أن تقدم مرشحاً رئاسياً مقنعاً للجماهير.
وأكد أن المواطن غاضب من الأحزاب السياسية ورافض المشاركة فى الحياة السياسية، لافتاً إلى أن الممارسات السياسية لبعض الأحزاب السبب فى ذلك إلى جانب ضعف الحياة الحزبية منذ سنوات طويلة، منوهاً بأن مقارنة الوضع فى مصر بالوضع فى أوروبا أو الدول الديمقراطية ظالم لأن هذه الدولة بها ممارسة سياسية للأحزاب لفترات طويلة جداً.