بركة مياه وأرض معتدى عليها تتحول إلى أرض للخير.. هنا «غليون»
المشروع وفر فرص عمل للشباب
10 آلاف عامل بذلوا جهوداً كبيرة على مدار عامين، ليحولوا مكاناً شاسعاً كان عبارة عن بركة مياه وبوابة للهجرة غير الشرعية لأكبر مشروع للاستزراع السمكى فى الشرق الأوسط بمنطقة غليون، التابعة لمركز مطوبس، ليفتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى مرحلته الأولى على مساحة 4 آلاف فدان، فى 18 نوفمبر الماضى، ليبدأ فى إنتاج الأسماك بأنواعها بعد أشهر قليلة ويحقق الاكتفاء الذاتى لأبناء مصر، ويصبح إنتاج كفر الشيخ وحدها 65٪ من إنتاج الجمهورية، باعتبارها كانت تُنتج 50%، كما أنه يفتح أسواقاً جديدة للتصدير، بالإضافة إلى توفير فرص عمل لما يقرب من 20 ألف شاب من شباب المنطقة.
العاملون بالمشروع أكدوا على فخرهم بالمشاركة فى هذا المشروع الضخم، وأنه سيوفر فرص عمل للصيادين من مناطق البرلس ومطوبس وسيدى سالم عند اكتمال مراحله الثلاث، وقال موسى شرشير، أحد كبار الصيادين العاملين بالمشروع، إن بركة غليون ستضع كفر الشيخ على خارطة الاستثمار، وستكون قبلة لتصديره للدول العربية والأوروبية، مضيفاً أنه عقب طرح منتجاته فى الأسواق المحلية سيعمل على خفض أسعار الأسماك وسيشعر أبناء كفر الشيخ بتراجعها.
أضاف «شرشير»: إن المشروع سيصل حجم الإنتاج به إلى 3 آلاف طن سمك للفدان الواحد، فى الدورة الواحدة التى تصل لـ18 شهراً، وإنتاج 2000 طن جمبرى فى الدورة الواحدة التى تستغرق 6 أشهر، ولا يمكن تربية الجمبرى سوى فى فصل الصيف فقط، لذلك فإنه يتم إنتاج دورة واحدة فى العام، مؤكداً أنه يتم علف الأسماك فى السابعة صباحاً بعد فترة الشبورة كل يوم، وأن وزن السمكة من نوع «اللوت» وصل لما يقرب من 750 جراماً، والمشروع يضم جميع أنواع الأسماك بإنتاجية وجودة عالية. وتابع أحد كبار الصيادين العاملين بالمشروع أن عشرات الصيادين يعملون فيه بطرق غير منتظمة، فحين تكون الأحوال الجوية غير منتظمة يذهبون إلى مزارع المشروع للعمل بها وتوفير نفقات أسرهم، بالإضافة إلى انتظام الآلاف الذين يحصلون على رواتب شهرية جيدة، بالإضافة إلى أنهم جزء من هذا النجاح: «فخورين بالعمل فى غليون ومع القوات المسلحة، ماكناش متخيلين إنه هيكون بالدقة والجودة ومراعاة المواصفات العالمية فى كل شىء بدءاً من اختيار الزريعة مروراً بنوعية الأعلاف التى يتم إنتاجها فى مصانع خاصة داخل المشروع، انتهاءً بطرق الصيد الحديثة والتعبئة والتغليف، أى مواطن هيشتغل فى مشروع قومى لازم يكون فخور بنفسه، والرئيس السيسى كان عنده إرادة إنه يحول مستنقعات المياه والأراضى المُعتدى عليها لأكبر مشروعات استثمارية وقومية تخدم البلد وتنهض باقتصاده».
أوضح خالد مرزة، أحد الصيادين: «أنا صياد ابن صياد وباشتغل فى البحر لكسب قوت يومى، ومع بدء مشروع بركة غليون بقينا نطلع نشتغل فيه باليومية علشان نحسّن دخلنا، وبصراحة كفاية معاملة قيادات القوات المسلحة مابنحسش إن فيه فرق، بس اتعلمنا الانضباط فى العمل وإزاى نشتغل بجد واجتهاد وإخلاص، وإن العمل فى هذه المزرعة مختلف تماماً عن مزارع الأهالى الخاصة المنتشرة بالمحافظة، ففى غليون يستخدمون أحدث طرق للاستزراع السمكى فى العالم، بالإضافة إلى الاستعانة بخبراء أجانب ومصريين للحصول على أعلى إنتاجية للفدان، أما فى المزارع الخاصة فيعتمدون على الطرق البدائية، مؤكداً فخره ليس فقط بالعمل فى المشروع لكن لأنه حقق حلمه وألقى قصيدة أمام الرئيس وقت افتتاحه مرحلته الأولى، الريس أب وشد من أزرنا وشجعنا وده يخلينا ندى أفضل ما لدينا لبلدنا».
العاملون فى المشروع بكفر الشيخ: حقق حلمنا.. خريجو «الثروة السمكية»: فرصة عمل جيدة ونكتسب مهارات «سامية»: «ماكنتش أحلم أشتغل فى المشروع ولا أقابل السيسى».. «إحسان»: «الناس بتحسدنا.. اتخرجنا واشتغلنا»
أشار محمود أحمد، أحد العاملين بالمشروع، أن قياداته يعطونهم الثقة فى أنفسهم ويستعينون بخبراتهم، وأن هناك تنظيماً حيث تشرف كل مجموعة على عدد من الأحواض على أن يتولى الإشراف عليهم أحد ضباط القوات المسلحة المتخصصين، فى جو تسوده المودة، بالإضافة إلى أن العاملين بالمزرعة يتمتعون بالالتزام فى مواعيد العمل التى غالباً ما تبدأ من السادسة صباحاً: «بنصحى بكل نشاط وحيوية، كل واحد فينا يروح لشغله بعد الفطار، بنشتغل بحب لأن المشروع ده هينقل مصر نقلة نوعية، وهيعود بالخير على الصيادين والمواطنين، سواء فى توفير فرص عمل أو فى خفض الأسعار اللى وصل سعر كيلو البلطى فيها لـ30 جنيه، مع أول إنتاج للأسماك سينخفض السعر كثيراً، وأنا سمعت إنهم هيخصصوا منافذ للجيش لطرح الأسماك دى، بالإضافة إلى الأسواق، كلنا فخورين ومنتظرين الإنتاج اللى هيكون قبل يونيو المقبل».
وأوضح الدكتور نادر حسان، الحاصل على المركز الأول بكلية الثروة السمكية بكفر الشيخ عام 2017 والمشرف على مجموعة المزارع الخارجية بمشروع غليون، أنه كان يعمل مراقب جودة بمصنع أكوا للأعلاف بالمنطقة الصناعية بمطوبس، وعلم أن هناك تقديماً بالمشروع عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وأنه اجتاز المقابلات الشخصية بالمشروع، أضاف قائلاً: «التحقت فى البداية كمسئول عن قطاع فى الأسماك والجمبرى، ثم مسئول عن ترعة تضم 39 فرعاً، لكن أصبحت مسئولاً عن المجموعة كلها»، لافتاً إلى أنه فخور بالعمل بالمشروع كونه قومياً وأنه حصل على فرصة عمل سواء بمقابل ضعيف أو كبير لأن فرص العمل قليلة: «أنا فخور لأنى لسه متخرج ولقيت فرصة عمل علطول، والمشروع بيزيدنا خبرات أكتر، وبنشتغل بحب، أنا مشرف على 40 شخص، ومفيش فرق بينا، لكن ما زلنا نعمل بنظام المكافآت على أمل الأوضاع تتحسن بعد بدء الإنتاج، ويكفينا فخراً العمل فى المشروع».
ولفتت سامية الشامى، مسئول وحدة إنتاج الطحالب والغذاء الطبيعى للأسماك، أنها علمت بموضوع التقديم عبر الإنترنت، فذهبت لتقديم أوراقها غير متوقعة قبولها، لكنها فوجئت باتصال بعد أيام قليلة يفيد بقبولها فى المشروع: «عملت الإنترفيو واستنيت كام يوم لقيتهم بيكلمونى وماكنتش أحلم أشتغل فى المشروع، أنا خريجة 2017 يعنى سنى صغير والحمد لله، اشتغلت وكنت فى وحدة الاستزراع المكثف، فضلت فيها فترة وقابلت الرئيس السيسى وكنت مرعوبة وأنا بطلعله السمكة، ماكنتش أتوقع أقابله، فيه ناس بتقعد عمرها كله تحلم برؤية الرئيس وجهاً لوجه وأنا شفته رغم صغر سنى».
أضافت: «بعد زيارة الرئيس اننقلت للمفرخات ووحدة إنتاج الطحالب والغذاء الطبيعى، قادة القوات المسلحة بيعاملونا كأخوات وليس كمرؤوسين ودى حاجة مريحانى نفسياً، مش زى ما الناس متخيلة إن حياتهم وتعاملاتهم صعبة»، توضح إحسان أنس بسيونى، خريجة كلية ثروة سمكية بمحافظة كفر الشيخ، أنها التحقت للعمل بالمشروع لتكتسب خبرات وللحصول على فرصة عمل: «الناس بتحسدنا لسه متخرجين واشتغلنا علطول، وده بفضل ربنا ثم الرئيس السيسى اللى كان عنده إرادة يعمل مشروع قومى زى ده، وناوية أكمل حياتى فى العمل بالمشروع».
من جانبه، قال اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، إن المشروع مُقام على مساحة 20 ألف فدان وعلى مرحلتين، وإنه يُعد أول مشروع يستخدم التكنولوجيا الحديثة والمتطورة فى الاستزراع السمكى على 3 مراحل، بالإضافة إلى أنه يضم أكبر مفرخ سمكى فى الشرق الأوسط على مساحة 17 فداناً بـ4 مراحل، وهو عبارة عن منطقة رعاية مركزة للأسماك البحرية، مثل الدنيس والقاروص والجمبرى، بالإضافة إلى وجود حوض تطهير لا بد أن يدخله كل من يريد الدخول إلى المفرخ، وذلك للحفاظ على الأسماك الصغيرة من التعرض لأى ميكروب، وينتج المفرخ 20 مليون وحدة من الأسماك البحرية «البورى، الوقار، الدنيس، القاروص» و2 مليار وحدة جمبرى.
أضاف المحافظ أنه تمت الاستعانة بخبرات الدول التى لها خبرات كبيرة فى مشروع الاستزراع السمكى كدولة الصين للاستفادة منها، وأنه يُعد نقلة نوعية تضع المحافظة على خارطة الاستثمار، مشيراً إلى أنه تم بناء منازل للصيادين داخل مجموعة الأحواض التى تضمها المزرعة السمكية، لتسكين العمالة المقيمة التى تشرف على الأحواض وتطعم الأسماك، كما تم بناء 7 عمارات سكنية للعاملين بالمزرعة، أما العمال الذين سيعملون من أبناء الجزيرة الخضراء ومطوبس فسيعودون لمنازلهم لقرب المسافة بينهم وبين المزرعة، كما أن مصنع «البروسيسنج» يعمل على تجهيز الأسماك بنظام الـ3 ورديات، حيث يتم تجهيز 100 طن أسماك مجهزة للتصدير فى الوردية الواحدة.