"آفيستا".. كردية فجرت نفسها في دبابة تركية فصارت رمزا لمقاومة "عفرين"
"آفيستا خابور"، اسم لم يعرفه الكثيرون عبر 20 عاما، هي عمر الشابة الكردية التي سطرت ملحمة حينما فجرت نفسها في دبابة للجيش التركي بمحيط ناحية "جنديرس" غربي عفرين، ضمن المعارك الدائرة في المنطقة، منذ أسبوع.
زلوخ حمو، هو الاسم الحقيقي للمقاتلة الكردية "آفيستا خابور"، التي ولدت في 1998 بمدينة حلب السورية، وتحديدا في قرية "بيليه" في ناحية بلبلة بمقاطعة عفرين، ولديها 4 شقيقات و3 أشقاء، والدها أحمد حمو وأمها أمينة حمو، عائلة تعرفت على الحركة الثورية في أعوام التسعينات.
"الوطن" تواصلت مع نورا خليل، الناشطة المجتمعية الكردية، التي قالت "إن آفيستا ولدت في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب السورية وعاشت طفولتها هناك، ومع اندلاع شرارة الأزمة السورية أجبرت عائلتها للنزوح إلى محافظة دمشق بحثاُ عن الأمان ولقمة العيش، وكونها كبرت في أجواء الحرب والدمار عاشت طفولة قاسية وصعبة".
استشهاد خال آفيستا، الذي كان متطوعا في قوات الدفاع الشعبي "كريلا" في التسعينيات، زرع داخلها رغبة رفع سلاحه والانتقام له، وعقب اشتداد الهجمات على دمشق، عادت العائلة إلى مسقط رأسهم في قرية "بيليه" بعفرين، وهناك تعرفت على الحركة وانخرطت في صفوف ثورة "روج آفا" وقرأت أفكار وفلسفة "عبد الله أوجلان" وقصص المقاومة لشهداء حركة حرية كردستان وعلى رأسهم الشهيدة بريتان.
انضمت في عام 2014 لوحدات حماية المرأة، وتمكنت آفيستا خلال فترة زمنية قصيرة من تحقيق نضج فكري وإيمان قوي بإيديولوجيتها والارتباط بالأكراد وقضيتهم وقوة في تكتيكاتها ونظرتها العسكرية بين وحدات حماية المرأة.
"اسمي آفيستا خابور ونحن الآن في أكاديمية الشهيدة شيلان، في الواقع فإنك في أكاديمية أيديولوجية بهذا الشكل تتعلم أشياء كثيرة، الأشخاص هنا يركزون على الحزب، أغلبهم يتحدثون عن موقف المرأة ووضعها في المجتمع، على سبيل المثال لا يمكنها المطالبة بحقوقها في المجتمع وتصهر على الدوام، لكن عندما ينضم المرء إلى الحزب فإنه يفكر كثيراً بهذا الموضوع، حسب الآراء التي تعرب عنها القيادة بخصوص المرأة يجب معرفة النضال الذي يجب أن تقوم به المرأة، هذا النضال يجب أن يمتلك قوة، وما هي القوة التي يجب أن يخلقها، من الناحية السياسية والعسكرية"، بهذه الكلمات قالتها "آفيستا"، في ظهورها الأول بفيلم تسجيلي قصير خلال فترة التدريب.
"آفيستا" مثلت خلال سنوات إنضمامها ضمن وحدات حماية المرأة مثالاً يحتذى به في روحها الرفاقية وحبها للحياة والأكراد وارتباطها بقضيتها وتراب شعبها، ونفذت وعدها في حماية قيم الشعب والإنسانية أمام القوات التركية والقوى الإرهابية المتحالفة معها، وأوصلت رسالة للعالم بأن المرأة الكردية تدافع عن الإنسانية.