سكان «عزبة المفتى»: إحنا ماكناش عايشين قبل دخول الخدمات والمرافق
توصيل المرافق وتمهيد الطرق فى عزبة المفتى
إحدى المناطق الفقيرة بمحافظة القاهرة، وتحديداً عزبة المفتى بـ«الوراق»، تحولت من منطقة تعانى من غياب الخدمات، إلى منطقة آدمية يتمتع أهلها وسكانها بجميع المرافق التى يحتاجها المواطن، حيث جاءت ضمن مشروع تطوير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للمناطق العشوائية، وتم توصيل الغاز إلى جميع المنازل وإنارة الشوارع الجانبية والحارات وتبليط الشوارع بالإنترلوك لإعطائها لمسة جمالية.
حمدى سالم، 65 عاماً، أحد أهالى عزبة المفتى بالوراق، يجلس على ناصية إحدى الحارات الضيقة يبيع بعض الحلوى والمناديل، يحكى عن التطوير الذى طرأ على العزبة فى السنوات الأخيرة، قائلاً: «عملوا مشاريع كويسة جداً غيَّرت من العزبة خالص مثل إضاءة الشوارع والحارات لأن ماكانش فيه إضاءة خالص، وركبوا الغاز وده كان أفضل مشروع بالنسبة لنا واستفدنا منه كتير وباعتبره من أهم المشروعات اللى اتعملت فى العزبة هنا، وأصبح عندنا مركز نجدة وكنا بصراحة تعبانين من قبل ما يدخل»، ويوضح «حمدى» أنه بعد الانتهاء من توصيل الغاز للمنازل وانتهاء أعمال الحفر، بدأوا فى تركيب بلاط الإنترلوك بالحارات والشوارع الجانبية، مضيفاً: «اتحولت العزبة كلها لشكل تانى خالص، وكانت بالنسبة للأهالى نقلة كبيرة، لأن الأمطار كانت بتحول الأرض فى العزبة إلى وحل وطين، لكن الآن البلاط ده بيشرب المياه ويمتصها على عكس الأول خالص، وبقينا دلوقتى حاسين إننا ماشيين على أرض نضيفة، وبقى كل واحد بينضف قدام بيته أو محله».
أما عن تركيب كشافات الإنارة بالشوارع الجانبية والحارات، يقول «حمدى»: «اللى كانت متركبة من زمان بتاعة الحى كانت تعبانة وأى كلام، وكان فين وفين لما نلاقى كشاف فيهم شغال ومنور الشارع، وماكناش بنبقى مطمنين على ولادنا، لكن دلوقتى وبعد ما الجيش ركب كشافات جديدة الشوارع كلها بقت أمان ونورت، والشكل اتغير خالص عن الأول»، يصمت «الرجل الستينى» برهة، ثم يواصل الحديث عن وضع العزبة قبل دخول المرافق والخدمات قائلاً: «قبل التطوير الناس كانت عايشة عادى ما هى مش بإيديها حاجة تعملها، والأرض كانت مكسرة ومليانة حفر، ومفيش مقارنة بين دلوقتى وقبل كده، دلوقتى الحياة بقت أحلى من الأول بكتير ونفسنا بقت مفتوحة للشغل فى المنطقة عن الأول».
«حمدى»: توصيل الغاز وتمهيد الشوارع نقلة كبيرة و«عبدالتواب»: نحتاج تحويل نقطة شرطة بشتيل إلى قسم
ويحتاج «حمدى» إلى وجود سيارات القوات المسلحة بشكل مستمر، مؤكداً أنها تعرض اللحوم والدجاج وباقى المنتجات بسعر مخفض، «بتفرق معانا جامد، وبتشيل عننا حمل كبير».
«محمد أحمد عبدالتواب»، 56 عاماً، يقف فى المحل الذى يمتلكه وسط زوجته وأولاده، يعيش «عبدالتواب» فى تلك المنطقة منذ عام 1973، قائلاً: «كل المرافق هنا دلوقتى راكبة فى العزبة لكل الناس، من وصلات تليفونات والصرف الصحى والكهرباء وكل المرافق شغالة، ومش ناقص أى حاجة فى الخدمات، ده غير الغاز اللى اتركب للبيوت كلها»، واصفاً العزبة قبل توصيل الخدمات والمرافق بـ«حى أرياف» يتبع منطقة الوراق، موضحاً أنها كانت عبارة عن أرض زراعية ولم يكن بها أى مرافق أو خدمات لأهالى العزبة، مضيفاً: «ماكانش فيها أى خدمات لا مياه ولا مجارى، وكان كل بيت ساعتها قدامه طرنش بيتجمع فيه مخلفات كل بيت، وأصحاب البيت هما اللى كانوا بيفحتوا بنفسهم الطرنش فى الأرض، وكان الطرنش بيتكسح كل 4 أو 5 أيام، وصاحب العربية كان بياخد 150 جنيه من كل بيت فى النقلة الواحدة ويروح يرميها فى الترعة».
ويوضح «عبدالتواب» أن الوضع حالياً تغير تماماً وارتفع مستوى العزبة من حيث الخدمات والمرافق، وتحولت العزبة فى آخر 4 سنوات من عزبة ريفية إلى منطقة تتمتع بجميع المرافق، وما ينقص العزبة فقط هو تمهيد شارع جمال عبدالناصر العمومى بالأسفلت، قائلاً: «تقريباً منتظرين حاجة فيه هتتركب وبعد كده هيظبطوه، لكن غير كده شارع العروبة والقومية أسفلت»، وأكد «عبدالتواب» أنهم فى حاجة إلى تحويل نقطة شرطة بشتيل إلى قسم، بوصفها أقرب نقطة أمنية لهم.
ويختتم «عبدالتواب» حديثه قائلاً: «إحنا دلوقتى بقينا زى الفل، ده حتى الكهرباء كانت بتبقى ضعيفة وتلاجتين عندى اتحرقوا قبل كده، لكن دلوقتى الكهرباء متظبطة وتمام، إحنا ماكناش عايشين أصلاً بعد التطوير ده».
وعلى مقعد خشبى قديم يجلس «عبدالواحد محمد»، 78 عاماً، أحد أهالى عزبة المفتى بالوراق، مضى أكثر من 40 عاماً على وجوده فى العزبة، يتذكر تفاصيل العزبة قبل سنوات طويلة، قائلاً: «كانت عبارة عن أرض زراعية، وكان اللى ربنا بيكرمه بيحط كام بلاطة قدام المحل بتاعه، ولو كان فى أمطار أو مجارى كنا بنستنى لحد ما تنشف من الشمس والهوا لوحدها، وقبل شبكات الصرف الصحى اللى اتعملت من 4 سنين تقريباً، كان كل بيت عامل طرنش قدامه، وكانت تيجى العربية تكسح المخلفات كل فترة بفلوس، لكن الحمد لله ربنا أكرمنا دلوقتى ومابقيناش محتاجين كل ده».
وأمام المكتبة التى يمتلكها، يجلس «سيد حنفى»، 47 عاماً، يحكى عن حال الأهالى قبل تطوير العزبة، قائلاً: «قبل البلاط الإنترلوك كانت الشوارع مكسرة ومع شوية أمطار ماحدش كان بيعرف يمشى فى العزبة كلها، وكنا بنحط طوب قدام كل بيت عشان نمشى عليه ونعرف نوصل للمكان اللى إحنا عايزينه أو نتنقل من بيت للتانى، والناس الكبيرة فى السن ماكانتش بتعرف تمشى فى الشارع، يا إما يبقى معاها حد يساعدها ويسندها أو تقع فى الطين، كنا عايشين حياة بدائية زى الأرياف قبل المرافق والخدمات».