«فناجين وساعات وحقائب».. مشغولات فنية تخلِّد ذكراها
مقاعد وإكسسوارات تحمل صور أم كلثوم
صوتها ينساب بقوة «لسه فاكر قلبى يديلك أمان.. ولا فاكر كلمة هتعيد اللى كان، ولا نظرة توصل الشوق والحنان»، كلمات تستحضرها «مى» بقوة فى ذهنها، لتترك العنان ليديها اللتين تتحركان بحرية على قطعة خشبية، وما هى إلا ساعات معدودة حتى تصبح مشغولة فنية تليق بـ«الست».
تراث أم كلثوم الغنائى دائماً ما يلهم الفنانين، منعكساً على إبداعاتهم من إكسسوارات، ولوحات، وساعات وأزياء، صنعها جيل لم يكن موجوداً ليرى مجدها، ولكن فنها أصبح علامة خالدة تنتقل من جيل إلى آخر.
«بحبها» ذلك هو الدافع الذى حفز الفنانة مى العمروسى، على صنع مجموعة من الفناجين والأكواب، مدون عليها كلمات من أغنيات «كوكب الشرق»، إلى جانب صورتها المرسومة بعناية، والتى تستغرق ساعتين من وقت «مى» حتى تنتهى منها، حتى تضعها فى معرض الصور الخاص بها، لبيعها مقابل أسعار تتراوح بين 100 و150 جنيهاً. وبحسب «مى»: «هناك قطاع كبير من الشباب ما زال متأثراً بأم كلثوم وفنها، أنا واحدة منهم، لا أعمل إلا على صوت أغانيها».
«أحرص على أن تكون دائماً خلفيتها زرقاء»، هكذا تحدثت «مى» عن لون خلفيات القطع التى ترسم عليها صور كوكب الشرق، قائلة: «لدى اهتمام بالفضاء واللون الأزرق، وهو العامل المشترك للمصنوعات التى تحمل كلمات أم كلثوم، وفى بعض الأوقات نترك مساحة فارغة حتى يتمكن الشخص من وضع الكوبليه الذى يفضله من أعمالها».
«مى»: لا أعمل إلا على صوت أغنياتها.. و«هاجر»: إكسسوارات «الست» تلقى رواجاً كبيراً بين الشباب
أما الفنانة هاجر ناجى، ففضلت التطرق إلى نوعية مختلفة من العمل، حيث قامت بتجسيد أم كلثوم على قطع خشبية وساعات للحائط، بالإضافة إلى الخواتم التى تحمل صورتها مع بعض التعليقات المعاصرة.
«هاجر» أشارت إلى رغبتها طوال الوقت فى تغيير الخامات التى تعمل بها، لإحداث نوع من التطور يواكب ما يطرأ على الساحة، حيث تعتمد على الدمج بين الرسم والديكوباج، موضحة: «أحب أم كلثوم، فهى من الشخصيات المفضلة بالنسبة لى، وعندما أعمل على تنفيذ مجموعة فنية عربية، يجب أن أبدأ بها، واعتبرها علامة مميزة وفارقة، لذلك كنت أحرص على وجودها منذ بداية عملى فى مجال تصميم الإكسسوارات». وتضيف: «أعمالى لاقت رواجاً كبيراً من فئات عمرية وجنسيات مختلفة، حيث كانت تجذب انتباههم بشكل واضح، كما يستعينون بها كهدايا يمنحونها للأحباب والأصدقاء».
على طاولة كبرى تتزاحم سلاسل تحمل مقاطع من أغنيات فرق الـ«آندرجراوند»، والفرق الأجنبية، تقع عيناك على أعمال تخلد أغنيات أم كلثوم، الأمر الذى يجعلك تتساءل: ما العامل المشترك بين تلك الأنواع من الموسيقى والغناء؟ الإجابة تكمن فى الفنان محمود زلزال، الذى قرر أن يعمل فى مجال الإكسسوارات والميداليات الخاصة بفرق الآندرجراوند، إذ خصص نصيباً من وقته للأعمال الشرقية، خاصة أم كلثوم». ويقول «محمود»: «بحكم عملى فى الحفلات كانت هناك سلاسل لجمل من أغنيات الفرق، بخلاف عدد بسيط لأعمال أم كلثوم وفيروز، ولكن وجدت الشباب يتساءلون عن أعمال أم كلثوم ويهتمون بها».
يعتمد «محمود» فى أعماله على الجمل التى يحبها من أغنيات الفنانة الراحلة بشكل أكبر، ولكنه يفسح المجال أيضاً لطلبات خاصة من الجمهور: «بشكل شخصى أنا محب لأم كلثوم، على الرغم من حبى الشديد لنوع مختلف تماماً من الموسيقى، ولكنها شكلت جزءاً كبيراً من وجداننا وثقافتنا الغنائية».