من هي الكاهنة "حتبت" التي أعلنت "الآثار" اكتشاف مقبرتها اليوم
الدكتور خالد العناني - وزير الآثار
في اكتشاف أثري جديد، أعلن الدكتور خالد العناني اكتشاف مقبرة لكاهنة تدعى "حتبت"، تنتمي لعصر الأسرة الخامسة، وتضم رسوما متميزة، وذلك خلال أعمال التنقيب الأثري التي أجرتته البعثة الأثرية المصرية في الجبانة الغربية بمنطقة آثار الجيزة، برئاسة الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
الكاهنة "حتبت".. واحدة من كبار الموظفين ذات الصِّلة بالبلاط الملكي خلال نهاية عصر الأسرة الخامسة من الدولة القديمة، وحظت بلقب "المعروفة لدى الملك والمبجلة لدى الإله الأعظم"، وفقا للكتابة الهيروغليفية داخل المقبرة، حيث يوجد لها لوحة في المقبرة وهي تجلس أمام عدد من القرابين قدمها لها آخرين، بحسب الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار منطقة سقارة.
وأضاف الكريتي، في تصريح لـ"الوطن"، أن "حتبت" تعني الراضية أو المطمئنة، لافتا إلى أنه طبقا لتخطيط المقبرة، يتضح أنها تنتمي للأسرة الخامسة، حيث تتخذ مقصورتها شكل حرف "L" وبها حوض تطهير، فضلا عن اللوحات المنقوشة داخلها والتي تؤكد الأمر ذاته، حيث تتنوع بين رسومات لعبور الماشية للقناة، وفرقة موسيقية، وحاملي القرابين، ومشاهد أخرى تظهر صناعة الذهب وراعي الماشية والصيد.
وتابع الباحث الأثري، أنّ وجود مقبرة "حتبت" في منطقة الأهرامات، يعني رفعة مكانتها في تلك الأسرة وعلاقتها القوية بالبلاط الملكي، حيث إنّ لقب "كاهنة" كان نادرا ما يمنح للنساء، فضلا أنه يدل على أن تلك المنطقة لم تكن قاصرة على ملوك الأسرة الرابعة فقط، وإنما اشترك فيها اهتمام الأسرة الخامسة أيضا، والذين عُرفوا باسم "أبناء الشمس" لازدهار عبادة الشمس فيها.
وأيّده في الرأي ذاته، الدكتور بسام الشماع أستاذ علم المصريات، قائلا إنّ "حتبت" كانت كاهنة تخدم الطقوس الدينية الخاصة بالإله "حتحور"، وهي آلة أسطورية للجمال والحب والموسيقى والغناء والإنشاد في هذا العصر، وعرفت باسم "ربة الفيروز"، لذلك لها معبد في سيناء وهو "معبد حتحور".
ولفت الشماع، إلى أنه يوجد في المقبرة لوحة لـ"القرد الراقص"، حيث كان المصري القديم يستأنس به ويستخدمه في الترفيه والرقص بالحفلات، وفي فترات تاريخية يتم تحنيطه ويرمز للحكمة والوقت.