أُدباء فى دائرة «التشهير».. من «درويش وقبانى» إلى «زيدان والأسوانى»
درويش وزيدان
لأدباء هذه الأيام حظان؛ حظ من الشهرة، وآخر من التشهير والرمى بالسرقة، وهى التُهمة التى لاحقتهم قديماً وحديثاً، وعلى أثرها نشبت السجالات الكلامية بينهم إلى أن تطور بعضها وصولاً إلى قاعات المحاكم.
«الوطن» رصدت أبرز هؤلاء ممن رُموا بالسرقة، لا لتقطع بسرقة هذا الأديب أو ذاك من عدمه، إنما لتوثق هذه السجالات، ولعل أبرز من اتُهموا بالسرقة كان الشاعر السورى الراحل نزار قبانى الذى اتهمه البعض بسرقة قصيدتيه «إفطار الصباح» و«مع جريدة» من الشاعر الفرنسى جاك بريفير، وقد اعترف «نزار» بتأثره بقصيدة الشاعر الفرنسى دون أن يعترف بسرقتها، مؤكداً أن قصيدته مختلفة عما كتبه «بريفير».
كما اتُهم الشاعر الفلسطينى محمود درويش بالسرقة، إذ زعم كثير من النقاد أخذه من النصوص التوراتية إلى الحد الذى لا يمكن اعتباره تأثراً بل توظيفاً إلى حدود الاستلاب، فقالوا عنه «إن فى خبزه الكثير من قمح الآخرين»، ومنهم الشاعر الفلسطينى موسى حوامدة، الذى قال قبل سنوات: «هل كان درويش يعتبر التوراة أحد مصادره الشعرية؟.. هل وقع تحت سطوة الأدب العبرى، والتوراة بالتحديد؟ إن درويش نقل مقاطع كاملة من التوراة باعتبارها من تأليفه، أى من دون إشارة إلى المصدر، لا من قريب ولا من بعيد»، وهى التهمة التى نفاها عنه بعض الباحثين والنقاد مؤكدين أن نقله إنما يأتى من باب التناص.
نقاد اتهموا الشاعر الفلسطينى بسرقة بعض قصائده
كذلك لم يسلم الروائى الدكتور يوسف زيدان من الاتهام ذاته، فقد كانت له معارك مع كُتاب ومفكرين خلعوا عليه جناية السرقة، واتهموه بسرقة «عزازيل» زاعمين أخذها عن رواية «هيباتيا» للإنجليزى تشارلز كينجسلى، ورواية «اسم الوردة» للإيطالى إمبرتو إيكو، وهو الأمر الذى نفاه «زيدان» فى بيان جاء منه: «إن عزازيل مترجمة للإنجليزية، وأصدرتها واحدة من كبريات دور النشر الإنجليزية، ونالت جائزتين هناك: جائزة مهرجان إدنبره الأدبى، التى تشرف عليها جريدة الجارديان، لأفضل كتاب مترجم إلى الإنجليزية. وجائزة بانيبال لأفضل عمل روائى مترجم للإنجليزية.. فهل صار هذا المسكين أعلم من الإنجليز بأعمالهم وما يُسرق منها؟!».
لم يتوقف الاتهام عند «عزازيل» بل تعداه إلى رواياته «ظل الأفعى» و«مُحال» و«جوانتانامو»، وهو الأمر الذى نفاه «زيدان» أكثر من مرة.
الروائى الشاب أحمد مراد، صاحب «الفيل الأزرق»، الحائز على جائزة «البوكر» العربية عام 2014، لم يسلم هو الآخر ورواياته من ادعاءات السرقة، فاتهمه البعض بسرقة «الفيل الأزرق» من فيلم سينمائى باسم «صانع الوشوم»، وهو الأمر الذى نفاه «مراد» بشدة قائلاً: «فكرة الرواية مبنية بالكامل على إحدى الفقرات الواردة فى كتاب (عجائب الآثار فى التراجم والأخبار) المعروف باسم تاريخ الجبرتى للمؤرخ عبدالرحمن الجبرتى». كذلك قوبلت روايته «أرض الإله» بالاتهام نفسه.
الكاتب علاء الأسوانى نال هو الآخر نصيباً من التشهير، فروايته الشهيرة «نادى السيارات» كانت موضعاً للاتهام، إذ اتهمه فيها البعض بالاستيلاء على نصوص كاملة من رواية «حفلة التيس» للأديب فارجاس يوسا، وهو الاتهام الذى نفاه عن «الأسوانى» بشدة كثيرون من قرائه.
الشاعر هشام الجخ هو الآخر وُجهت له تُهمة السرقة، فقد اتهمه شاعر العامية عبدالستار سليم، بالسرقة من كتابه الشعرى «واو عبدالستار» الصادر فى عام 1995، وهى السرقة التى أقَّر بها «الجخ» مبدياً رغبته فى الاعتذار لـ«عبدالستار»، إلا أن الأخير رفض ولجأ إلى القضاء الذى قضى بتغريم «الجخ» 5 آلاف جنيه، وألزمه بنشر الحكم فى جريدتى «الأخبار والجمهورية» على نفقته الخاصة.
ولم تغلق دائرة الاتهام على هؤلاء فحسب، فالقائمة طويلة لكل باحث، وقد امتدت أيضاً لتشمل الإعلامى الساخر باسم يوسف، الذى أُتيحت له قبل سنوات فرصة الكتابة بإحدى الصحف المصرية، وما إن توالت مقالاته حتى اتهمه البعض بسرقة بعض تلك المقالات، وهو الأمر الذى أقرَّ به وعزاه إلى أخطاء مهنية وقع بها، كالاقتباس دون الإشارة إلى المصدر.