«الساكسونيا»: مهنة أوشكت على الانقراض.. الهدوم بقت عزيزة
«عم على» فى رحلة جمع «الساكسونيا»
«ساكسونيا» كلمة لم ينقطع عن ترديدها، ينادى من خلالها بصوته المميز، الذى يختلط بلهجته الصعيدية كل من لديه ملابس قديمة ويريد استبدالها ببعض الأدوات المنزلية المختلفة.
يسير عم على محمد، من الصباح الباكر من شارع الأزهر، بمنطقة الحسين، حاملاً فوق رأسه قفصاً كبيراً، ثقيل الوزن، يحتوى على عدد من الأطباق البلاستيكية الكبيرة و«صوانى» معدنية بأحجام مختلفة.
حتى يأتى غروب الشمس متجهاً إلى سوق «الكانتو» فى الغورية لبيع ما قام بجمعه طوال اليوم» الموضوع تبادل مافيهوش فلوس اللى بيدينى هدوم بياخد مكانها حاجة حسب حالة الهدوم وبروح أبيعهم وآخد اللى فيه النصيب».
منذ مجىء صاحب الـ 57 عاماً، من محافظة سوهاج، مع أسرته بحثاً عن لقمة عيش، لم يجد سوى هذه المهنة تناسبه، لعدم إجادته القراءة والكتابة، برغم تخلى الكثيرين عنها والالتحاق بمهن أخرى»، المهنة قرّبت تنقرض.
عدم إجادة «عم على» القراءة والكتابة جعله يتمسك بها
يعانى عم على، من تغير حال المهنة التى يعمل فيها منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وأنفق على أولاده حتى زواجهم من خلالها، ولكن نظراً لارتفاع أسعار الملابس، انخفض حجم الملابس التى يقوم بجمعها خلال جولته اليومية، «زمان كنت بجمع الهدوم أكوام من البيوت، لكن دلوقتى بقت الهدوم عزيزة عند الناس عشان غالية، وفيه اللى بقى بيوديهم للجمعيات الخيرية».