بروفيل: قنديل.. بين «الطاعة» والنيل
كانت مفاجأة لكثير من المحللين أن يقرر الرئيس محمد مرسى تكليف الدكتور هشام قنديل، وزير الرى، بتشكيل الحكومة الجديدة، ورغم أن قنديل نفى كثيراً أن يكون منتمياً لجماعة الإخوان المسلمين، كتحليل تقليدى للحيته التى كسا جزءاً منها الشيب رغم أنه لم يبلغ الخمسين، فإن الاختيار يحظى بدعم المنتمين لمدرسة الرى المصرى التى اعتادت أن يكون رئيس الوزراء منتمياً لها فى معظم فترات أسرة محمد على، حتى تراجع دورها بعد ثورة 23 يوليو 1952.
وجاء اختيار الرئيس لقنديل لسببين؛ الأول أنه ينتمى وجدانياً لأصحاب مدرسة «الطاعة» التى يجسدها فكر الإخوان، أما الثانى أن الأمن الاقتصادى لمصر يبدأ من الأمن المائى، لأنه ينعكس على قطاعات الدولة المختلفة فهو رؤية تحليلية، رغم أن العديد من المحللين يعترض على ذلك، وهو أن مصر فى حاجة إلى شخصية اقتصادية تدير دفة الاقتصاد المصرى المتهالك والعاجز عن التقدم «قيد أنملة» فى ظل تصاعد حدة المظاهرات وأزمات الغذاء وهروب المستثمرين، ورغم ذلك يرى المحللون أن اختيار شخصية اقتصادية يرتبط بتصويب أوضاع اقتصادية «هشة»، ولكن حقيقة الأمر أن كل هذه المشكلات لا يمكن حلها بالأموال، ولكن من خلال وجود ضمانات لتدفق مياه النيل باستمرار إلى مصر، وفصل مسار المفاوضات حول اتفاقيات مياه النيل عن ملف التعاون الثنائى بين هذه الدول، لأن المياه هى المحرك لجميع عناصر التنمية وبدونها لن تكون هناك «أمة» ولن نتخيل مصر بدون نهر النيل.
كل هذه التحليلات تصب فى أن سياسة الرئيس مرسى تتجه إلى علاج أصل الهموم وليس علاج «دمامل»، ما تلبس أن تثقل كاهل الوطن، رؤية مرسى تنبع من ضرورة الاستفادة من تجربة محمد على، وهى أن مصر الحديثة تنهض بتأمين منابع النيل، ليس كما كان فى السابق من خلال حروب تضم كثيراً من هذه الدول إلى مصر، ولكن من خلال سياسة تقوم على التعاون الثنائى بين مصر ودول حوض النيل.
ويحظى قنديل بقبول تيارات مصرية شابة تتنوع أطيافها ما بين الليبراليين والإسلاميين، لأن لحيته كانت دائماً تحميه من التعرض للإقالة فى ظل المستجدات الحالية التى تمر بها مصر، فضلاً عن اكتسابه خبرات سابقة خلال عمله مع الدكتور محمود أبوزيد، وزير الرى الأسبق، ثم عمله كخبير للموارد المائية فى البنك الأفريقى على مدار 5 سنوات، ثم العمل كرئيس لقطاع مياه النيل بعد ثورة 25 يناير.
ومن المؤكد أن تكليف مرسى لوزير الرى فى حكومة الجنزورى يأتى بعد أن اكتسب تأييد الرئيس خلال القمة الأفريقية أوائل الشهر الحالى، بسبب علاقاته مع دول حوض النيل، إضافة إلى تكليفه بالمشاركة فى اجتماعات المجلس الوزارى لوزراء المياه بدول الحوض بالعاصمة الرواندية كيجالى، مما أكسبه مصداقية لدى الرئيس، ولكن هل تسهم إدارة قنديل للحكومة فى دعم الموقف التفاوضى مع دول الحوض، أم إن مخاوف الإثيوبيين من الإسلاميين ستحدد مستقبل حكومة قنديل؟
أخبار متعلقة
كواليس اختيار «قنديل» رئيساً للحكومة: «مرسى» أبلغه بتوليه المنصب بعد يوم من اجتماع «الإرشاد»
أحزاب: «مرسى» لم يلتزم بتعيين رئيس للوزراء من خارج الجماعة
مفاجأة الشاب «قنديل»
الفيس بوك يحتفى برئيس الوزراء الجديد: وبدأ عصر تحويش المياه
«قنديل» ثانى أصغر رؤساء وزراء مصر.. وأول رئيس حكومة «ملتحٍ»
وزراء سابقون بعد اختيار «قنديل» رئيساً للحكومة: «ما نعرفوش»
قوى ثورية: «قنديل» قد يكون بوابة مرور «الشاطر» للحكومة
«أبوالبنات» فى وزارة الرى.. 12 شهراً من المشكلات
اليوم الأخير لـ«قنديل» فى الرى.. اتفاقية بين إسرائيل وجنوب السودان للتعاون فى مجال المياه
«فاتن»: «اللى نعرفه إنه وزير رى».. وماسح أحذية: «مش مهم الأسماء لو رجع الأمن يبقى كفاءة»