قائد «المدرعات» الأسبق: العملية هى مرحلة «التطهير» فى الخطة الكبرى لمحاربة الإرهاب
اللواء أركان حرب محمد الغبارى
قال اللواء أركان حرب محمد الغبارى، قائد سلاح المدرعات الأسبق، مدير كلية الدفاع الوطنى فى القوات المسلحة سابقاً: إن العملية الشاملة «سيناء 2018» لمواجهة العناصر التكفيرية تُستخدم فيها جميع أسلحة وأفرع القوات المسلحة المختلفة بهدف تطهير مصر من الإرهابيين.
وأضاف «الغبارى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن قوات إنفاذ القانون نجحت فى «تنفيض» الشيخ زويد ورفح من الإرهابيين، ودفعهم إلى الهروب للصحراء.. وإلى نص الحوار:
ماذا يعنى تعبير «عملية شاملة» الذى استخدمته القيادة العامة للقوات المسلحة فى بيانها بشأن إطلاق «العمليات»؟
- هى عملية استراتيجية شاملة، تُستخدم فيها جميع أسلحة القوات المسلحة المختلفة، وجميع مسارح العمليات الاستراتيجية فى مصر، سواء الاتجاه الشمالى الشرقى، أو الشمالى، أو الجنوبى، أو الغربي؛ فمثلاً قوات إنفاذ القانون التى تحارب الإرهاب تعمل فى الاتجاه الشمالى الشرقى، وقوات حرس الحدود بالتعاون مع الشرطة المدنية تؤمّن الحدود، بالتعاون مع القوات الجوية، والطائرات بعيدة المدى بدون طيار توكل إليها مهمة تأمين الدروب والمسارات التى يمكن أن تسلكها أية عناصر إرهابية، بالإضافة إلى القوات البحرية التى تقطع طرق الإمداد وهروب العناصر الإرهابية، أى بمعنى أصح: «مفيش حد هيطلع ولا يخرج من الإرهابيين من أرض مصر».
اللواء محمد الغبارى لـ«الوطن»: «مفيش حد من الإرهابيين هيطلع ولا يخرج من مصر»
وهل تجرى تلك «العملية» بشكل مفاجئ؟
- العملية تأتى استمراراً للخطة الاستراتيجية الكبرى لمحاربة الإرهاب التى تنفذها مصر، على مراحل، وهذه هى رابع مرحلة من مراحل مواجهة الإرهاب.
تقصد بعد عمليات «حق الشهيد»؟
- عمليات «حق الشهيد» كانت المرحلة الثالثة من خطة القوات المسلحة بمختلف أعمالها، فالمرحلة الأولى كانت حينما كان هناك إرهاب يمر بأعلام وسيارات فى سيناء، وبدأت المواجهة بشكل محدود، ثم توجهت القوات إلى شبه جزيرة سيناء خارج إطار اتفاقية السلام مع إسرائيل بهدف «مقاومة الإرهاب»، وليس للعدوان على أى دولة أو طرف بالقرب منا، ثم بدأت مرحلة لفصل العناصر الإرهابية عن السكان بشكل كبير، وفى تلك المرحلة تلقينا ضربات كثيرة أدت لخسائر كبيرة فى صفوفنا، ثم تمت عملية «كمين الرفاعى»، لقتل قرابة 205 إرهابيين لتكون المرة الأولى التى نرى الإرهابى فيها رأى العين، ونستخلص معلومات كانت خيطاً مهماً للغاية فى تحركاتنا للمواجهة، ومن ثَم تم تنفيذ عمليات «حق الشهيد» المختلفة من المرحلة الأولى للرابعة منها، لتقضى على عناصر إرهابية كثيرة، وعلى أسطورة «جبل الحلال»، أما المرحلة الرابعة فهى تطهير البلاد من الإرهاب طبقاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، باستخدام «القوى الغاشمة» لتخليص البلاد منه.
وما هو وجه التطور فى هذه العمليات؟
- التطور أن المعلومات أصبحت متوافرة لنا بقدر كبير، كما توجد لدينا الإمكانيات اللازمة للمواجهة، واستخلاص الدروس المستفادة من المراحل المختلفة لتعديل أسلوب العمل، وتدريب القوات عليه، لتصبح جاهزة لتنفيذ تلك العمليات التى تتم حالياً.
وما مراحل «العملية الشاملة» الجديدة؟
- أول خطوة هى استهداف مخازن السلاح والذخيرة، ومناطق الإيواء الرئيسية لهم فى الصحراء التى تم رصدها لتُفقد الإرهاب القدرة على مواجهة قواتك، ثم تستهدف الأماكن الكامن بها الإرهابيون، وكل ذلك حسب الإجراءات المعمول بها فى مثل تلك الحالات.
أغلب العناصر المتطرفة تم دفعها للهرب إلى الصحراء.. ونجحنا فى «تنفيض» مدينتى رفح والشيخ زويد منهم.. والسلاح يأتى للإرهابيين من غزة وتركيا
قال المتحدث فى بيانه أمس إن القوات البحرية تقطع خطوط الإمداد للإرهابيين فى الاتجاه الشمالى.. ماذا يقصد بذلك؟
- يقصد أى دعم للعناصر الإرهابية سواء بالمال أو السلاح أو الأفراد.
ومن أين يأتى هذا الدعم؟
- من قطاع غزة أو تركيا.
قلتَ إن «العملية الشاملة» تعنى عمليات فى كل الاتجاهات.. هل يعنى هذا مواجهة إرهابيين فى الاتجاه الجنوبى أو الغربى مثلاً؟
- فى الأساس يكون تحرك القوات بهدف إجراء عمليات الاستطلاع اللازمة، لمنع أى دعم يأتى للعناصر الإرهابية من أى اتجاه، سواء بالطائرات أو الأفراد، ولو حدثت أى محاولات للإمداد سيتم قطعها، سواء بواسطة القوات البحرية فى البحرين الأبيض المتوسط والأحمر، أو بالقوات الجوية وباقى أفرع وأسلحة القوات المسلحة.
وهل هذا وارد؟
- بالتأكيد، فالإرهاب الذى نواجهه عالمى، وراءه أطراف دولية، وليسوا أفراداً متطرفى الفكر فقط، كما أن الإرهابى حينما يشتد «الضرب» يهرب، ليأخذ من الدروب والمسالك التى جاء منها فرصة للهرب، وهناك سيجد رجالنا فى انتظاره.
وهل نستطيع أن نقول إننا نقضى على الإرهابيين نهائياً حالياً؟
- لا يوجد شىء فى العالم اسمه القضاء التام على الإرهاب، فقد تكون هناك «خلايا كامنة»، ولو كان الإرهاب ينتهى كانت أمريكا وبريطانيا نجحتا فى مواجهته والقضاء عليه قضاء مبرماً.