«معمرات» يؤيدن «السيسى»: المرأة كلمة السر وراء الرئيس
أم إبراهيم إحدى المعمرات التى حررت توكيل تأييد للسيسى
بداية من ثورة 30 يونيو، ثم التفويض لمواجهة الإرهاب، مروراً بالاستفتاء على دستور 2014 ثم الانتخابات الرئاسية الماضية والحالية التى بدأت إجراءاتها وباتت على الأبواب، محطات فارقة لعبت فيها المرأة المصرية دوراً مميزاً، وظهرت خلالها علاقة من نوع خاص جداً بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، والسيدات لا سيما كبار السن منهن اللاتى دعمن «السيسى» فى المرة الأولى من ترشيحه من خلال احتشادهن أمام صناديق الاقتراع، وجددن الثقة فيه للمرة الثانية عبر توكيلات للترشيح قمن بتحريرها لتجديد الثقة فيه لدورة رئاسية ثانية.
ناجية كريمش حمد، السيدة التى تقيم فى مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، من مواليد 10 يناير 1918، كانت أبرز النماذج المؤيدة لـ«السيسى» فى 2018، بعد أن أصرت على أن تذهب إلى مكتب الشهر العقارى فى مدينتها لتحرير توكيل لترشيح الرئيس لدورة ثانية فى يومها الأول بعد العام المائة من عمرها، يقول «إبراهيم» حفيد السيدة المعمرة، إنها صوتت لـ«السيسى» فى 2014، وقررت أن تحرر توكيلاً لترشيحه فى 2018، دليلاً على تأييدها له برغم سنها الكبيرة وضعف قدرتها على الحركة، يضيف لـ«الوطن»: «صحتها بعافية، ولا تستطيع الحركة أو الحديث بيسر وسهولة، لكنها تمسكت بأن تذهب إلى الشهر العقارى لتحرر توكيلاً بعد علمها بجمع توكيلات لترشيح الرئيس»، متابعاً: «قالت مش هستنى يوم التصويت، عايزة أعمل توكيل حالاً، وفعلاً حررت توكيل وتم تسليمه لإحدى الحملات المؤيدة للرئيس».
«أم إبراهيم» من الشرقية 96 عاماً: «وقف معانا بإخلاص وهنفضل معاه لآخر العمر.. ومستعدة لتفويضه مرة جديدة ضد الإرهاب»
وكان محمد بهاء أبوشقة، المتحدث باسم الحملة الرسمية لـ«السيسى»، قد وجه التحية إلى السيدة «ناجية» خلال المؤتمر الأول للحملة 29 يناير الماضى، قائلاً: «نتوجه بالشكر إلى السيدة ناجية، وإلى كل كبار السن الذين أصروا على أن يتوجهوا لمكاتب الشهر العقارى لتحرير توكيلات تأييد لنا. نحن نعتز ونفتخر بكم».
لم تكن «ناجية» هى المثال الوحيد، الحاجة «زينب»، البالغة 95 عاماً، التى تقيم فى قرية طناح إحدى القرى التابعة لمركز المنصورة فى محافظة الدقهلية، قررت هى الأخرى أن تجدد تأييدها لـ«السيسى» من خلال تحرير توكيل للترشح عبر مكتب الشهر العقارى، تقول: «ربنا يخليه لينا، ويحوش الموت عن عيالنا، أنا انتخبته المرة اللى فاتت، وعملت له توكيل المرة دى، ولو ربنا أكرمنى وادانى العمر هروح للجنتى وهديله صوتى»، ترى الحاجة «زينب» أن استقرار البلاد وتحقيق الأمن ومواجهة الإرهاب هى أهم الأسباب التى تدفعها لتجديد ثقتها فى «السيسى»، وتضيف: «دافع عننا ووقف جنبنا وبيحمينا من الإرهاب اللى عايز يوقع البلد ويخلينا نعيش فى خوف، ربنا يطول فى عمره ويقويه ويساعده وينصره».
«أم إبراهيم» التى تسكن فى ديرب نجم بالشرقية، لم تتمكن من تحرير توكيل لـ«السيسى»، لكنها قررت أن تدعو جيرانها لدعمه وتأييده فى الانتخابات المقبلة، واستعارت لافتة كبيرة تحمل صورة «السيسى» من إحدى الحملات الشعبية المؤيدة له، لتقوم بوضعها على البيت الصغير الذى تسكنه، تقول: «ده راجل لا ضحك علينا ولا قال هعمل حاجة ومعملهاش، وقف معانا ووقفنا معاه وهنفضل معاه لآخر العمر، لأنه من جيشنا وجدع وشهم وعارف قيمة البلد دى، وبيشتغل بإخلاص ولا بيخاف حد غير ربنا»، تقول السيدة التى اقتربت من عامها المائة إنها مستعدة لتجديد تفويض الرئيس لمرة ثانية إذا طلب ذلك: «طبعاً أفوضه مرة واتنين وتلاتة علشان يحمى البلد من اللى عايزين الشر بيها وبأهلها وناسها، ربنا معاه فى اللى بيعمله».
فى المقابل لم تخل خطابات الرئيس السيسى من الإشادة بدور المرأة، والتأكيد على مكانتها، وتوجيه رسائل متكررة إليها منذ ثورة «30 يونيو» فى 2013 إلى «حكاية وطن» فى 2018، وفى مايو 2014، خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية الماضية، اجتمع «السيسى» مع أكثر من 600 سيدة من محافظات مختلفة، ورحب فى بداية اللقاء بالسيدات اللاتى حرصن على المشاركة لدعمه وتأييده، وقال: «أتمنى أن أكون عند حسن ظنكم جميعاً، وأن يكتب الله لمصر الخير والرخاء خلال الفترة المقبلة»، خلال فعاليات منتدى شباب العالم فى نوفمبر الماضى، قال السيسى خلال جلسة «دور المرأة فى صناعة القرار» ضمن فعاليات اليوم الثالث من المنتدى، إن «المرأة لها دور كبير فى مكافحة الإرهاب، وعلى الجميع أن ينحنى أمام التضحيات التى تقدمها المرأة المصرية».
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن هناك علاقة استثنائية بين الرئيس السيسى والسيدات المصريات تعكس حالة الفهم والإيمان المتبادل بطبيعة دور كل منهما، مؤكداً أن «السيسى» يؤمن بدور المرأة فى المجتمع، ويعتبرها حجر زاوية فى تحقيق الاستقرار وتماسك المجتمع ومواجهة المؤامرات التى تحاك بالوطن، من خلال فهمها وحسها الوطنى الذى ظهر فى جميع المناسبات والأحداث القومية الضخمة، وأضاف أن تأييد السيدات من فئات عمرية مختلفة لـ«السيسى» يعكس ثقتهن فى الدور الذى يقوم به وشعورهن بإخلاصه فى تحمل المسئولية خلال أوقات عصيبة تمر بها مصر، وتابع «إكرام»: «هذا التناغم الكبير ساعد مصر فى تخطى مخاطر محدقة شهدتها مصر فى السنوات الخمس الأخيرة، والنجاح فى مواجهة التنظيمات الإرهابية، لأن وحدة الجبهة الداخلية بمثابة خط أول من خطوط المواجهة والحفاظ على الدولة».