بروفيل: خيرى عبدالدايم.. الأمن فضلوه على الصحة
هدد بإغلاق المستشفيات، خاصة أقسام الطوارئ، إذا لم تتحرك وزارة الداخلية والشرطة العسكرية لمواجهة البلطجية الذين يعتدون على الأطباء وهيئة التمريض، ويطالب بزيادة المبالغ المالية المخصصة فى الموازنة العامة للإنفاق على الصحة إلى 15 مليار جنيه.. إنه نقيب الأطباء الدكتور محمد خيرى عبدالدايم، الذى تم انتخابه نقيباً بعد 20 سنة من توقف الانتخابات، وإصابة النقابة بالشلل التام بسبب القانون رقم 100 الخاص بالنقابات المهنية.
عبدالدايم الذى يعمل أستاذاً لأمراض القلب بجامعة عين شمس ولد بالقاهرة فى 5 فبراير عام 1937، وكان متفوقاً منذ صغره، حيث كان ترتيبه الرابع على الجمهورية فى التوجيهية (الثانوية العامة) عام 1953، أما فى بكالوريوس الطب فقد كان ترتيبه الأول على دفعة كلية الطب جامعة القاهرة عام 1959، وحصل على تقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وكان أول من يحصل على تقدير ممتاز (فى التقدير العام) فى تاريخ كلية طب قصر العينى، وحصل على دبلوم الأمراض الباطنية بتقدير ممتاز عام 1962، وعبدالدايم حاصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الطبية، وزميل لعدد من كليات الطب فى أمريكا وبريطانيا،
وورث خيرى عبدالدايم تركة مثقلة فى نقابة الأطباء عقب انتخابه نقيباً فى أكتوبر 2011، بعد أن خاض الانتخابات على رأس قائمة «أطباء من أجل مصر» المدعومة من جماعة الإخوان المسلمين، ويشكل الأطباء المنتمون والمتحالفون مع الإخوان أغلبية فى مجلس النقابة، وبدأ عبدالدايم ولايته بالتصعيد ضد الحكومة وتنظيم عدة اعتصامات ووقفات احتجاجية للمطالبة بإقرار كادر الأطباء، خاصة أن عدداً من الأطباء ما زال دخلهم يقدر بنحو 500 جنيه، كما خاض معركة صعبة مع الحكومة للمطالبة بكادر موحد للنقابات الطبية وكافة الأطقم التى تعمل بالمستشفيات، بدءاً من الأطباء مروراً بالصيادلة وأطباء الأسنان وهيئة التمريض، ودخل فى مفاوضات مكثفة مع لجنة الصحة فى مجلس الشعب لزيادة الأموال المخصصة للإنفاق على الصحة.
معركة نقيب الأطباء الأخيرة كانت مع الخلل الأمنى الذى تعيشه مصر، والاعتداءات التى تتعرض لها المستشفيات، يراها عبدالدايم جزءاً من الثورة المضادة، ويحمل الأمن مسئولية حماية أبناء المهنة ليتمكنوا من استكمال واجبهم الإنسانى، تبنى النقيب وجهة نظر زملائه، ورفض عودة أطباء الاستقبال للعمل قبل أن يستتب الأمن فى المستشفيات، وطرح المشكلة على الرئيس محمد مرسى ووعده الأخير بتدخل الشرطة العسكرية لحماية «ملائكة الرحمة».