أصابع كرادسة الذهبية «تذبل» على ضوء الانفلات الأمنى
قرية ريفية بسيطة استطاعت أن تدرج اسمها ضمن قائمة أشهر القرى فى مصر بتاريخها الكبير فى صناعة المنسوجات، «كرداسة» أكبر قرى محافظة الجيزة، تقع بالقرب من منطقة الأهرامات، ويستطيع زوارها الوصول إليها بعد 30 دقيقة انطلاقاً من قلب القاهرة، شوارعها مليئة بعشرات المحلات التى تحمل أسماء مستوحاة من التراث، ومنها «اليشمك» و«البرقع» و«الواحة البدوية» و«خان الخليلى».
اعتادت كرادسة، فى مثل هذه الفترة من كل عام، أن تستقبل آلاف الزوار من السياح العرب والأجانب لشراء المنسوجات اليدوية والمشغولات الفرعونية، إلا أن تراجع حركة السياحة العام الجارى بعد الاضطرابات السياسية والأمنية أدى إلى انخفاض حجم التجارة بكرداسة، بجانب معاناتها من انتشار ظاهرة البلطجة وسرقة المحلات.
مصطفى محمد، تاجر «جلاليب حريمى»، أكد أن حركة الإقبال تكاد تكون منعدمة هذا الصيف، قائلاً إن السياحة أثرت بشكل كبير على الحركة التجارية بالمنطقة وافتقدت كرادسة زبائنها من السياح خاصة العرب الذين كانوا ينعشون السوق بسبب عشقهم للمنسوجات اليدوية.
وقال إن التجار اضطروا لتقليل كميات الإنتاج وتقديم تخفيضات تصل إلى 50% لتصريف المنتج، لافتاً إلى أن أسعار «الجلاليب الحريمى» تبدأ من 30 جنيهاً وحتى 3 آلاف جنيه، على حسب الخامات، وأشار إلى أن العديد من التجار قاموا بفتح منافذ تسويق فى المحافظات الأخرى لتصريف منتجاتهم لمحاربة الركود.
وأكد محمد إبراهيم، تاجر «عبايات حريمى»، أن تجار كرادسة اضطروا إلى تنظيم معارض خارجية فى بعض البلدان العربية لتسويق منتجاتهم بعد تراجع الإقبال وانخفاض حركة السياحة. وأشار إلى أن أسعار العبايات ظلت مستقرة لتتراوح بين 150 جنيهاً وألفى جنيه.
أحمد حجازى، تاجر، قال إن «الجلاليب الرجالى» عليها طلب كبير رغم حالة الركود العامة التى تشهدها السوق حيث تباع بسعر يبدأ من 60 جنيهاً وعليها طلب كبير من المصريين.
أما إبراهيم عيد، تاجر متخصص فى بيع المشغولات اليدوية، فيقول إن التراجع يسيطر على حركة التجارة فى كرداسة حت وصلت التخفيضات إلى 50% فى محاولة لتنشيط السوق، مشيراً إلى أن هناك ارتباطاً وثيقاً بين انتعاش صناعة المشغولات اليدوية والسياحة الأجنبية والعربية، لأن المحلات التجارية الموجودة فى المناطق السياحية مثل (شرم الشيخ، الغردقة، الهرم، وسقارة)، تشترى المشغولات اليدوية لبيعها للسياح.