طبول الحرب بين إيران وإسرائيل تدق في سوريا
سوريا - أرشيفية
تحتفل إيران، اليوم، بالذكرى الـ39 للثورة الإسلامية 1979، بمسيرات حاشدة في أغلب مدنها، وعرض الحرس الثوري صاروخا باليستيا جديدا بالتزامن مع انطلاق المظاهرات.
وانتصرت الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 بقيادة آية الله روح الله الخميني، وبمشاركة فئات مختلفة من الإيرانيين، وشهدت الثورة مواجهات بين الجيش والشعب وتقلبات سياسية انتهت بتحويل إيران من نظام ملكي تحت حكم الشاه محمد رضا بهلوي إلى نظام جمهوري يحكم الدين الإسلامي به كل مناحي الحياة السياسية والاجتماعية.
وبالتزامن مع ذكرى انتصار الثورة، استعرض الحرس الثوري صاروخا باليستيا من نوع "قدر" يصل مداه لـ2000 كيلو متر.
وشارك عدد كبير من المسؤولين السياسيين والعسكريين على رأسهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أكد للصحفيين أن "حضور هذه الأعداد الكبيرة من الناس رد واضح على المؤامرات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة".
"ما حدث حتى الآن هو أقل من حرب وأكثر من مواجهة"، هكذا وصف جيش الاحتلال الإسرائيلي ما جرى في الساعات الأخيرة التي تلت إسقاط الطائرة الإسرائيلية المقاتلة F16 شمال فلسطين المحتلة، صباح أمس، بصاروخ من الدفاع الجوي السوري، على خلفية اتهام إسرائيل طهران بإرسال طائرة دون طيار اخترقت الأجواء الإسرائيلية، وفقا للناطق باسم الجيش الإسرائيلي.
وعملت إيران في الأعوام الأخيرة على توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، حيث ساعدت في تقليب الأوضاع في اليمن وسوريا والعراق ولبنان، وهو ما أثار حفيظة دول المنطقة العربية، ورفضت تدخل طهران في أمور المنطقة.
وتحدثت تقارير وأبحاث إسرائيلية عن قلق متزايد في تل أبيب من تزايد دور طهران في دمشق، ونقلها صواريخ متطورة من شأنها كسر التفوق العسكري الإسرائيلي، وهو ما تجلى في نجاح إسقاط المقاتلات الإسرائيلية، أمس، وأن طهران تسعى لنشر منظومة صاروخية من الساحل اللبناني حتى جنوب سوريا، بحيث يصبح بمقدورها ضرب أي مكان في إسرائيل.
ونقلت صحيفة أحرونوت الإسرائيلية، في وقت سابق الشهر الماضي، تصريحات المحلل العسكري، أليكس فيشمان، عن تصاعد ما وصفه بـ"الحرب الخفية" بين إسرائيل وإيران في سوريا، قائلا: "على الإسرائيليين أن يعرفوا أن بلادهم تخوض مواجهة عسكرية منضبطة ضد منظومة عسكرية إيرانية تسعى إلى الاستقرار في سوريا".
وأشار إلى أن إسرائيل ترصد سعي إيران لإقامة قواعد جوية وبحرية وبرية في سوريا، وتشكيل "مليشيات شيعية" للقيام بعمليات عسكرية ضد إسرائيل، موضحا أن توسيع النفوذ الإيراني في سوريا بمثابة إعلان حرب على إسرائيل، وأنه في حال لم يكن الروس والأمريكيون قادرين أو راغبين بمنع ذلك بطرق دبلوماسية، "فإنه على ما يبدو لم يبق أمام إسرائيل سوى أن تعمل بنفسها".
وعلى الصعيد الدولي، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية الأحداث الأخيرة على الحدود الإسرائيلية السورية، والتي أعقبت إعلان إسرائيل إسقاط طائرة إيرانية مسيرة اخترقت الأجواء الإسرائيلية انطلاقا من سوريا، بمثابة تصعيد إيراني متعمد.
وقالت الناطقة باسم الوزارة، هيذر نويرت، في بيان، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق شديد حيال التصعيد للعنف الذي وقع اليوم على الحدود الإسرائيلية، وتعبر عن دعمها القوي لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وتابعت أن تصعيد إيران المحسوب للتهديد، ورغبتها في بسط نفوذها وهيمنتها، يعرض كافة الشعوب من اليمن إلى لبنان للخطر. ودعت نويرت إلى "وقف للسلوك الإيراني الذي يهدد السلام والاستقرار".
وحثت موسكو، جميع الأطراف في سوريا على ضبط النفس محذرة من أنه "غير مقبول بتاتا تهديد حياة الجنود الروس المتواجدين في سوريا للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب"، وذلك في أعقاب غارات إسرائيلية استهدفت مواقع عسكرية في سوريا.
وفي الوقت الذي يرى محللون، أن المواجهة الحالية بين تل أبيب وطهران وحليفها النظام السوري ستظل محدودة في سوريا، يرجح آخرون أن كل الاحتمالات ممكنة وصولا إلى فكرة الحرب الشاملة التي قد تبدأ في سوريا.