«كاملة».. «فوق السبعين» ولسه بتنضف العربيات
«كاملة» خلال تنظيف إحدى السيارات
ترتدى عباءة زرقاء اللون، مهلهلة حد التمزق، تربط على وسطها حبلاً كى يُخفى انحناء ظهرها، تقف وفى يدها قماشة تنظف بها السيارات، وورق جرائد تمسح به الزجاج، تغطى ابتسامتها تجاعيد وجهها الشاحب، إنها كاملة سليمان، سيدة تخطت الـ70 من عمرها، وتعمل فى تلك المهنة من 40 سنة، وتقول: «اتجوزت بعد ما أنور السادات مات بأسبوع (1981)، وأنجبت 4 أولاد وأنفقت على تربيتهم بنفسى، بعد تخلّى الأب عنهم وتمرده على الإنفاق عليهم.. عمره ما ادانا مليم، شِلت الحمل بدرى وربنا قدّرنى».
40 عاماً من العمل.. وتركت زوجها من أجله
لكن زوجها اعترض على عملها، وطلب منها الاختيار بين استمرارها فيه أو حياتها الزوجية معه، وتقول: «سِبت الشغل وقعدت فى البيت 8 شهور، مُت من الجوع أنا وولادى، فاخترت الشغل وسِبت زوجى». تزوج أبناؤها وأنجبوا أطفالاً بفضل عملها، وعن ذلك توضح: «كل صاحب عربية بيدينى 50 جنيه فى الشهر، وفيه ناس بتحاسبنى بالأسبوع»، وتعمل «كاملة» على فترتين، صباحاً تذهب لتنظيف سيارات الموظفين تحت مقار عملهم، وبعد الظهر تنظف بعض السيارات الموجودة فى شوارع متفرقة من إمبابة، وتضيف: «بصلى العصر وأروح ألفّ أمسح عربيتين تلاتة وأروّح».