بالأمل والعكاز.. كرة القدم تعيد ما دمرته المدافع والقنابل في سوريا
فريق كرة القدم السوري
لأكثر من 7 سنوات منذ بداية الحرب في سوريا، تم تهجير الآلاف ومقتل مئات الشباب، أطفال ونساء، لكن رغم المأساة التي يعاني منها السوريون، إلا أنه يحاول أن يبحث عن "نافذة أمل" تجعله يتغلب على كافة المشاعر السلبية وآثار الدمار التي تحيط به من كل جانب، وهذا ما أقدم عليه أحد مراكز التأهيل الذي وجد في "كرة القدم" فرصة لتأهيل الشباب السوري الذي فقد أطرافه جراء القصف المستمر على أراضيهم.
يطلق الحكم صافرة، ينطلق بعدها اللاعبين نحو الملعب مثل الخيول في مضمار السباق، غير مبالين بـ"العكاز" الذي رافقهم طوال المباراة من شدة الحماس، متجاهلين ما أحدثته الحرب، في نفوسهم وأجسادهم "غير المكتملة" بعد أن اقتطعت القنابل والقاذفات الصاروخية أطراف أولئك الشبان الصغار سواء كانوا مدنيين أم مقاتلين فمنهم من فقد ساق أو يد أو حتى جميعها لكن كرة القدم كانت متنفسهم نحو مستقبل أفضل لوطنهم الذي مزقه الصراع والحروب.
يروي صلاح أبو علي، 23 عاماً، لوكالة "فرانس برس" الفرنسية الإخبارية أثناء استراحته على طرف الملعب بدايته في لعب كرة القدم قائلا: "يحدث أحياناً أن تمر الكرة أمامي فأهم لأشوطها بقدمي اليسرى لكنني أتذكر أن رجلي مبتورة، وأحيانا أواجه أنا وزملائي الكثير من الصعوبات لأن كرة القدم تعتمد على الركض والسرعة"، ثم يسرح بخياله ويتذكر الحادثة التي بترت ساقه قبل 10 أشهر عندما سقطت قذيفة أمام منزله في مدينة الرقة، ما تسبب في فقدانه الأمل وبقائه في المنزل لأشهر حتى تجاوز الصدمة وتابع: "لم أعد أشعر بأن حياتي توقفت لمجرد فقدان عضو في جسدي".
ووفقا لما ذكرته "فرانس برس" ففي بداية ديسمبر الماضي، تكون الفريق الذي يضم حتى الآن 19 لاعباً الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و40 عاماً ويتدربون لساعتين ثلاث مرات أسبوعياً بمبادرة من مركز المعالجة الفيزيائية في مستشفى إدلب التخصصي، الذي تسبب فى علاج 900 شخص، من نساء ورجال من مختلف الأعمار، إثر إصابتهم بشكل خاص من بتر أحد الأطراف أو كسور.
ويوضح أحد المعالجين الفيزيائيين في المركز محمد مرعي أن "الشباب استجابوا بسرعة" لفكرة التدريب وتكوين فريق كرة قدم، لافتاً إلى ملاحظته خلال اسابيع قليلة تطوراً كبيراً على الصعيد الجسدي و"النفسي والمعنوي" لدى اللاعبين. لافتا أن المركز سيضم إلى رياضة كرة القدم الفترة المقبلة تدريبات في رفع الأثقال والسباحة.