"الدفاع عن الوطن".. أمسيات دينية بـ"أوقاف الإسكندرية"
وكيل اوقاف الإسكندرية
نظمت مديرية أوقاف الإسكندرية، الأمسيات الدينية تحت عنوان "الدفاع عن الوطن واجب ديني ومسؤلية الجميع" وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بضرورة تقديم الدعم الكامل للعمليات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة بشمال سيناء،
قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة أوقاف الإسكندرية، إن الجميع يعلم أن عليه واجب الدفاع عن الوطن، بكل ما يملك من طاقات وأن هذا الوطن وطن الجميع ولطالما اعتقد الجميع بعقيدتهم الراسخة في قلبهم بوجود أرض ووطن ووجود عدو يتربص بنا، يجب أيضا أن يعتقد وبعقيدة راسخة عقيدة قتالية دفاعية لا تقبل التشكيك ولا التخوين بأن الدفاع عن هذا الوطن هو عقيدة يجب التسليم بها والإيمان بها إيمانا مطلقا، وهي واجب ديني ووطني واقعة على الجميع.
وأضاف، "العجمي"، أن من يسقط على ثرى هذه الأرض ومن يرويها بدمه نحتسبه عند الله شهيدا، وإن الانحدار والنقص في العقيدة القتالية، أحد أكبر وأخطر الأسباب التي تؤدي للانهزام، لا يكفينا أن نردد شعارات بل يجب علينا أن نتمعن بمدى أهمية الأمانة الوطنية والأخلاقية الملقاة على عاتقنا.
وأكد العجمي أن محبة الأوطان والانتماء للأمة والبلدان أمر غريزي وطبيعة طبع الله النفوس عليها، وحين يولد الإنسان في أرض وينشأ فيها فيشرب ماءها ويتنفس هواءها ويحيا بين أهلها فإن فطرته تربطه بها فيحبها ويواليها، ويكفي لجرح مشاعر إنسان أن تشير بأنه لا وطن له، وقد اقترن حب الأرض بحب النفس في القرآن الكريم.
وأشار إلى أن حب الأوطان غريزةٌ متأصلة في النفوس تجعل الإنسان يستريح للبقاء فيه ويحن إليه إذا غاب عنه ويدفع عنه إذا هوجم ويغضب له إذا انتقص، والوطنية بهذا المفهوم الطبيعي أمرٌ غير مستغرب، وهذا السعادة به وتلك الكآبة لفراقه وذلك الولاء له مشاعر إنسانية لا غبار عليها ولا اعتراض، ولا يجوز أن تكون مفهومًا مشوهًّا يعارض به الولاء للدين؛ فالإسلام لا يغير انتماء الناس إلى أرضهم ولا شعوبهم ولا قبائلهم.
وتابع العجمى قائلا: "إننا لا نريد أن نقابل غلوًّا بغلو.. يجب ألا نستفز من قِبل من غالي في الوطنية ورفع شعارها ندًّا للإسلام ليجعلنا نتجاهل حقوق الوطن ونتساهل فيه.. يجب ألا نسير بغفلة خلف الشعارات المستوردة والمصطلحات الدخيلة، وإن المفهوم المستورد للوطنية مفهومٌ يرفضه الإسلام، وهو مستحدث في ثقافتنا وحضارتنا، وهو معنى فاسد حين يجعله وثنًا تُسخَّر له كل المبادئ ولو عارضت الإسلام، ويؤدي إلى إقصاء شريعة الله وتقسيم الناس إلى أحزاب وطوائف تتباغض وتتناحر ويكيد بعضها لبعض، ويفتح الباب واسعًا أمام العدو لتحقيق أهدافه ومراميه.
وأوضح العجمي أن من مقتضيات الانتماء للوطن محبته والافتخار به وصيانته والدفاع عنه والنصيحة له والحرص على سلامته واحترام أفراده وتقدير علمائه وطاعة ولاة أمره.
واختتم العجمي حديثه قائلا: "وحتى تتبين مظاهر الوطنية الصادقة ويسقط زيف الشعارات فإن المتأمل في الواقع يميز بين المواطن الصالح الناصح لوطنه وبين الكاذب بالشعارات؛ فإن لخيانة الوطن مظاهر وظواهر بعضها مرّ على بلادنا فحسم أمره وكبت شره، وبعضها لم يزل قائما يتشكل ويتلون ويخف ويشتد ويبين ويتوارى، وبعضها يظهر باسم الغيرة على الوطن وفي حقيقته غيرة منه، ومن ذلك ما تورط به شبابٌ أغرارٌ رفعوا شعار نصرة الإسلام وراية الإصلاح فأخطأوا سبيله ولم يجدوا صدورًا يُفرغون فيها رصاصهم إلا صدور أهليهم ولا أمنًا يُزعزع إلا أمن بلادهم ولا بناياتٍ تهدم على مَنْ فيها إلا بنايات وطنهم.
وطالب "العجمي" كافة أبناء الوطن بتقديم كامل الدعم من تقديم المعلومات والإبلاغ عن أي عناصر أو أي اشخاص مشبوهين أو أي تحركات إلى أجهزة الأمن، وأيضا مطلوب التعاون الكامل مع قوات إنفاذ القانون ويقف جميع أبناء الوطن صفا واحدا لنكون يدا واحدة مع الشرطة والقوات المسلحة لتطهير البلاد من هذه البؤر الشيطانية الخبيثة التي دخلت البلاد.