الأوروبيون يطمئنون الأمريكيين بشأن برامجهم للدفاع المشترك
الأوروبيون يطمئنون الأمريكيين بشأن برامجهم للدفاع المشترك
ترامب
سعى الأوروبيون إلى طمأنة شريكهم الأمريكي من خلال التعهد بعدم حرمان الحلف الاطلسي من قدراتهم العسكرية وزيادة مساهماتهم في الدفاع الجماعي، وذلك اثناء اجتماع تمهيدي لقمة الحلف في يوليو 2018.
واقر الحلفاء الاوروبيون ان "الدفاع المشترك مهمة يختص بها الحلف الاطلسي"، كما اكد وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس الخميس اثر اجتماع استمر يومين مع نظرائه في مقر الحلف ببروكسل.
ومفهوم الدفاع الجماعي مبدأ لا يمكن المساس به وهو في قلب معاهدة تاسيس حلف شمال الاطلسي ويضمن تضامن الاعضاء في حال الاعتداء على اي عضو في الحلف.
وكان الجانب الاميركي عبر عن قلقه لحرمان الحلف من قدرات مشروع اعادة احياء الدفاع الاوروبي في الوقت الذي تتراكم فيه التهديدات على الحلف الاطلسي شرقا مع تنامي قوة روسيا وجنوبا مع انتشار التطرف الاسلامي وتفاقم مشكلة الهجرة.
كما تحدث امين عام الحلف ينس ستولنبيرغ عن وضع حدود للمبادرة الاوروبية.
وقال محذرا "ان الاتحاد الاوروبي لا يجب ان يحل محل الحلف الاطلسي (..) ولا يجب ان يغلق اسواقه في مجال الدفاع" امام صناعة السلاح الاميركية وفي باقي الدول غير الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
-"تبديد الشكوك"-
وفوجىء بعض الاوروبيين وانزعجوا من هذه اللهجة الهجومية.
وقال وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي "هناك تكامل مع الحلف الاطلسي. وليس لدى الاوروبيين اية نية في ازدواجية غير مجدية او حيازة قدرات لا نفع منها".
بيد ان عشاء العمل مساء الاربعاء هدأ التوتر على ما يبدو.
واوضحت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني المبادرة الاوروبية وعادت المياه الى مجاريها، بحسب تصريحات وزراء اوروبيين اثر انتهاء الاجتماع.
وكانت 25 دولة اعضاء في الاتحاد الاوروبي بادرت في كانون الاول/ديسمبر 2017 الى مشروع لا سابق له عرف تحت مسمى "التعاون البنيوي الاوروبي" من شانه ان يتيح تنمية مشتركة للقدرات الدفاعية والاستثمار في مشاريع مشتركة.
وقالت وزيرة الدفاع الاسبانية ماريا دولوريس دو كوسبيدال "اعتقد ان الشكوك التي كان من اللزوم تبديدها مساء امس (الاربعاء)، تم تبديدها بطريقة مهمة جدا".
من جهته قال مصدر اوروبي ان "ذلك العشاء كان بناء اكثر بكثير من التصريحات العلنية" التي ادلى بها الاميركيون.
واعتبر امين عام الحلف "ان الاجتماع اتاح وضع اسس قمة الحلف الاطلسي في يوليو من خلال تفسير كيف يمكن ان تكمل القرارات الاوروبية في مجال الدفاع، عمل الحلف الاطلسي".
-"الحاجة لمزيد من المال"-
كما حصلت واشنطن على تنازل بشأن الخلاف الثاني مع حلفائها الاوروبيين والمتعلق بزيادة نفقاتهم في مجال الدفاع.
لكن ماتيس بقي متمسكا بموقفه وقال "تم القيام بالكثير، لكن لا يزال هنا كثير لينجز".
وكانت دول الحلف الاطلسي تعهدت في 2014 برفع نفقاتها في مجال الدفاع الى 2 بالمئة من ناتجها الاجمالي.
لكن فقط 15 دولة انجزت ذلك بحسب ماتيس. ويتوقع ان تلتحق فرنسا بالمجموعة في 2025 بحسب ما اضاف الوزير الاميركي الذي قال ايضا انه "واثق" من تعهد الالمانيا بهذا الشان.
واكد الامين العام للحلف "نحن بحاجة للمزيد من المال ومزيد من القدرات ومزيد من المساهمات".
واعتبر الوزير الاميركي ان الظرف الجيوسياسي يفرض على اعضاء الحلف ان تكون لديهم قوات جاهزة للتدخل والانتشار سريعا.
واعلنت واشنطن عن رفع جديد بنسبة 35 بالمئة لميزانيتها المخصصة لنشر قوات اميركية في اوروبا في 2019 لتبلغ 6,5 مليارات دولار بعد رفعها بنسبة 40 بالمئة في 2018.
وشدد ماتيس على ان "الولايات المتحدة ملتزمة بالكامل في الحلف الاطلسي".
وسيتم احداث بنيتين جديدتين للقيادة لهذا الغرض.
واقترحت واشنطن استضافة القيادة الجديدة المكلفة تأمين الاتصالات البحرية لتنقل القوات والعتاد في المحيط الاطلسي.
واقترح الالمان استضافة مقر قيادة الدعم اللوجستي في اوروبا.
واوضح ستولتنبرغ ان "القرار بشأن مقري القيادتين والقوات سيتخذ في القمة المقبلة".
من جهة اخرى اشار الامين العام الى ان الحلف منخرط في مهمة تدريب عسكري في العراق "لكنها لا تتضمن اي تدريب للقتال".