أمين «العمالة غير المنتظمة»: نسبة البطالة زادت بسبب ارتفاع الأسعار ولا توجد جهة قائمة على تشغيل «العمالة المؤقتة»
محمد عبدالقادر
قال محمد عبدالقادر، الأمين العام لنقابة العمالة غير المنتظمة، إن هناك معاناة حقيقية للعمالة غير المنتظمة، بسبب عدم رعايتهم من جهة تحميهم أو تقوم بتشغيلهم، فضلاً عن غياب دور وزارة القوى العاملة تجاه تلك العمالة، مضيفاً لـ«الوطن»: «حديث الرئيس مؤخراً عن العمالة غير المنتظمة جاء لينصف تلك الطبقة العاملة البسيطة، فهو يعتبر أول رئيس يتحدث عن العمالة غير المنتظمة فى خطاباته».
وأشار «عبدالقادر» إلى أنه تقدم باقتراحات من قبل حول تقنين أوضاع تلك العمالة، ولكنها قوبلت بالرفض، بل إن الأمر وصل إلى منعه من دخول الوزارة، موضحاً أن هناك تذبذباً كبيراً فى نسبة التشغيل بسبب ارتفاع أسعار الخامات.
ما المعاناة التى تعانيها العمالة غير المنتظمة؟
- نعانى من عدم وجود تأمينات بشكل حقيقى، وعدم توفير حماية قانونية لهم فى الداخل والخارج، هناك معاناة حقيقية بسبب عدم رعاية هؤلاء العمال من قبَل وزارة القوى العاملة، لأنهم يعانون من انخفاض معدلات التشغيل بسبب ارتفاع أسعار الخامات، ما أدى إلى زيادة نسبة البطالة، كما أنه ليس هناك جهة قائمة على تشغيلهم، ولا التزام بتنفيذ القوانين، ومشكلة الدخل اليومى أو السنوى كارثة حقيقية، حيث لا يضمن لهم استقراراً لو جزئياً فى حياتهم، وإنما تعيش تلك الطبقة دائماً فى حالة من التوتر تجاه مستقبلهم ومستقبل أبنائهم.
محمد عبدالقادر: الزمن ظلمنا و«السيسى» أنصفنا
وكيف تم تهميش تلك الطبقة؟
- عند عقد أى اجتماعات أو مؤتمرات لها علاقة بالعمل والعمال، لا تجد فيها من يمثل العمالة غير المنتظمة، وبالتالى هناك أزمة حقيقية فى بحث مشاكلهم وما يعانون من أزمات حقيقية تواجههم يومياً، والعمل على حلها وتقنين أوضاعهم.
وماذا عن معدل تشغيل تلك العمالة؟
- يُمكن وصف حال تشغيل العمالة غير المنتظمة والاعتماد عليه بـ«التذبذب»، فمع ارتفاع أسعار المواد الخام بعد السياسات الاقتصادية الأخيرة، ساهم ذلك فى تراجع نسبة العمالة فى الكثير من الورش والأماكن التى تعتمد فى عملها على أسلوب العمالة اليومية، بسبب رغبة أصحاب الأعمال فى تخفيض حجم الإنفاقات على المنتجات التى يقومون بها، كما أن قيام صاحب العمل بتقليل المواد الخام والاحتفاظ بالعمالة أمر غير منطقى فى ظل معاناتهم بسبب زيادة أسعار الطاقة والوقود، مما يجعله يقوم بتسريح العمالة المؤقتة، على أن تقوم العمالة الموجودة بأعمال الآخرين.
نحتاج تأميناً صحياً واجتماعياً.. ولا بد من ترجمة تصريحات الرئيس على أرض الواقع فى أقرب وقت.. و«القوى العاملة» لا تهتم بالعمالة غير المنتظمة ولا توجد علاقة بيننا وبينها.. وتقنين أوضاعنا أهم مطالبنا
ماذا عن تعامل وزارة القوى العاملة مع العمالة غير المنتظمة؟
- طرقنا جميع الأبواب ولم يستجب أحد، ومنها وزارة القوى العاملة التى لا توجد علاقة بيننا وبينها، وهناك غياب اهتمام من الوزارة تجاه تلك العمالة، فبالرغم من المشكلات والأزمات التى تواجهنا إلا أنه لم يجلس معنا أحد من الوزارة لبحثها، وكم من مرات طرقت باب الوزارة ولم أجد رداً، ولا أقصد الوزارة الحالية فقط وإنما هذا عهد العمالة غير المنتظمة مع «القوى العاملة»، كما أننى تقدمت باقتراحات من قبل حول تقنين أوضاع تلك العمالة، ولكنها قوبلت بالرفض، بل إن الأمر وصل إلى منعى من دخول الوزارة.
كيف رأيت حديث الرئيس عن العمالة غير المنتظمة؟
- حديث الرئيس السيسى عن العمالة غير المنتظمة شىء متوقع من رئيس منذ يومه الأول وهو يُولى العمال فى كافة القطاعات اهتماماً بالغاً، ولم تكن هذه المرة الأولى التى تحدث فيها الرئيس عن العمالة الموسمية أو غير المنتظمة، فلقد تحدث من قبل فى خطابه مايو من العام الماضى عن تلك العمالة، ودائماً التحدث عن الوصول لحالة طمأنينة لدى تلك العمالة، وفى الحقيقة أن الزمن والمجتمع ظلم العمالة غير المنتظمة على مدار سنوات عديدة، إلى أن جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى لينصف تلك الطبقة العاملة البسيطة، فهو يعتبر أول رئيس يتحدث عن العمالة غير المنتظمة فى خطاباته، ومن المهم أن يتم ترجمة ما قاله الرئيس على أرض الواقع من المسئولين والمنوطين بالعمل فى مصر.
وكيف يتم تنفيذ ما أوصى به الرئيس حول العمالة غير المنتظمة؟
- بأن يتم تنفيذ ما قاله على أرض الواقع، والبداية تكون بالجلوس مع تلك العمالة ومع ممثليها وبحث مشكلاتها ومن ثم وضع تشريع خاص بالعمالة غير المنتظمة لحمايتها وضمان حقوقها، على الأقل الوصول لدرجة الأمان الوظيفى التى يتمناها أى عامل من أجل ضمان حقوقه وحقوق من هم فى رقبته، كما أنه لا بد من وضع إجراءات غرضها الحفاظ على السلامة والصحة المهنية، فضلاً عن ضرورة وأهمية تقنين أوضاعنا كعمالة غير منتظمة، والذى يعتبر أهم مطالبنا.
وماذا قدمتم فى نقابتكم لصالح العمالة غير المنتظمة؟
- رغم ندرة الاجتماعات والمناقشات التى تتحدث عن تلك العمالة، إلا أننا حاولنا مراراً وتكراراً تقديم حلول فى كافة الأمور المهمة التى يعانى من العامل، سواء تأمين صحى أو تأمين اجتماعى، أو توفير ما يلزم من سلامة وصحة مهنية، خاصة فى المهن التى تحيطها مخاطر عديدة، كما أن النقابة تعكف حالياً على إقامة معرض خلال المرحلة المقبلة للحرف يستهدف الطبقة البسيطة، ويوفر العديد من فرص العمل من خلال عرض منتجاتهم، ونأمل من الدولة هذا المعرض وغيره من المعارض التى تعود بالفائدة على الجانبين المُنتج والمستهلك.