أسيوط: متبرع أنفق 30 مليون جنيه لإنشاء مستشفى «أم القصور»
أحد الأجنحة الطبية بمستشفى أم القصور بأسيوط
كان حلماً يراود رجل الأعمال عماد حسين عبدالنبى لخدمة أهالى مراكز شمال أسيوط (منفلوط، القوصية، ديروط)، خاصة أن هذه المراكز تضم الكثير من القرى الأكثر فقراً والعديد من المرضى غير القادرين. ونشأت لديه فكرة توفير الخدمة الطبية المتكاملة، بإشراف جامعى متخصص، يتمثل فى مستشفيات جامعة أسيوط، حيث تم إنشاء وتجهيز المبنى الخاص بالمستشفى ليضاهى المستشفيات الاستثمارية، لكنه يقدم خدماته لغير القادرين. وتم ضمه إلى مستشفيات جامعة أسيوط ليقضى على قوائم الانتظار والزحام الشديد عليها.
ويتكون المستشفى، المقام على أكثر من 600 متر، من خمسة طوابق مجهزة بأحدث التجهيزات الطبية المتميزة فى جميع التخصصات، ويشمل مبنى للاستقبال والطوارئ ومبنى للخدمات المعاونة. ويضم المستشفى وحدة للكلى الصناعية مزودة بـ26 ماكينة للغسيل الكلوى، بالإضافة إلى 3 غرف للعناية المركزة وغرفتين للعمليات ووحدة متكاملة للمناظير ووحدات لأشعة السونار والأشعة العادية ومعمل متكامل للتحاليل الطبية ودور للعيادات الخارجية، ويقدم جميع خدماته لأهالى مراكز شمال أسيوط عامة وأهالى مركز منفلوط خاصة.
مسئول: أجهزة طبية لم تُستخدم حتى الآن.. والمستشفى: الأطباء يذهبون يومياً والأزمة فى طاقم التمريض
وفى العيد القومى للمحافظة عام 2012 افتتح المحافظ آنذاك، اللواء السيد البرعى، والداعية، الشيخ محمد حسان، المستشفى، غير أن الحلم لم يتحقق كاملاً، فالمستشفى الذى كان يحلم رجل الأعمال بأن يخدم به أهل قريته «أم القصور» مغلق، وحتى استقبال الطوارئ أو حوادث الطرق لا يعمل، الأمر الذى دفع المواطنين لترديد مقولة «فاتحينه ليه؟». وقال محمود عبدالباقى، أحد الأهالى: «منذ أسبوع مرض ابنى أحمد، عامان، فذهبت به إلى مستشفى أم القصور للكشف عليه ولم أجد أطباء بالمستشفى، وقالوا لى: انتظر، سوف يحضر الطبيب فى الساعة العاشرة، وعندما سألت عن مكتب مدير المستشفى أبلغونى بأنه لم يحضر بعد، وانتظرت حتى العاشرة، لا حضر الطبيب ولا المدير».
وحكت «أم مرقص» واقعة «لا تنساها أبداً»، عندما كانت تستقل ميكروباصاً، وعند قرية أم القصور وقع حادث أمامها، وكان بينهم وبين المستشفى أمتار قليلة، فتوجّه أحد الركاب إلى المستشفى لإسعاف المرضى، ففوجئت بأن الخفير يقول لهم إن المستشفى يعمل من الثامنة صباحاً وحتى السادسة مساء فقط، وتساءلت: لماذا فتحوا المستشفى وصرفوا كل هذه المبالغ، خاصة أن المستشفى مجهّز على أعلى مستوى؟ وذكر مصدر مسئول بالمستشفى لـ«الوطن» أن الأطباء عادة لا يحضرون ويتم تحويل المرضى الذين يترددون على المستشفى إلى مستشفى منفلوط المركزى أو يذهب المريض إلى العيادات الخاصة.
وأضاف المصدر، الذى طلب عدم نشر اسمه، أن المستشفى يعانى من عدم وجود أطباء أو تمريض، مشيراً إلى أن جامعة أسيوط تبرر ذلك بوجود نقص فى التمريص والأطباء، ولكن الواقع مغاير لذلك تماماً، حيث إن الأطباء يرفضون العمل بالمستشفى لأن مرضاهم يتابعونهم بالمستشفيات الجامعية.
ومن جانب آخر، نفى مصدر طبى مسئول بمستشفيات جامعة أسيوط عدم وجود أطباء بمستشفى أم القصور، وقال إن الأطباء يذهبون يومياً للمستشفى، ولا صحة لما يثار من أن المستشفى بدون أطباء.