نقاد: «أبوشادى» صاحب إسهامات كبيرة فى تأسيس ودعم المركز القومى للسينما ومهرجان الإسماعيلية
«أبوشادى» أثناء تكريمه بمهرجان المركز الكاثوليكى
لعب «أبوشادى» دوراً مهماً فى تأسيس ودعم اثنين من أهم المهرجانات السينمائية على الساحة، وهما مهرجان المركز القومى للسينما الذى يبلغ عامه الـ22، بالإضافة إلى مهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والتسجيلية الذى يحتفى هذا العام بدورته الـ20، فعلى مدار 8 سنوات تولى فيها على أبوشادى رئاسة المركز القومى للسينما، وتنظيم مهرجان الإسماعيلية، خرجت تلك الدورات بشكل جيد ومنظم.
وأشارت الناقدة صفاء الليثى إلى أنها لمست بنفسها تأثير الراحل فى المهرجانين المشار إليهما، قائلة: «أسس مهرجان الإسماعيلية كل من أحمد الحضرى وهاشم النحاس، ولكن الذى جعله راسخاً ومستمراً حتى اتخذ شكله كأهم مهرجان دولى للسينما التسجيلية والقصيرة فى مصر كان على أبوشادى، والدورات التى ترأسها تُعد الأقوى بالنسبة لنظيراتها، وكان ينطبق عليها كلمة مؤتمر سينمائى، حيث لم تقتصر على عروض الأفلام فحسب، ولكنها كانت تضم ندوة دولية كبرى تضم رئيس لجنة التحكيم الذى يُعتبر شخصية عالمية مهمة، بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام التسجيلية المتميزة من كل أنحاء العالم». وأضافت: «الجميع كان يوجد فى مكان واحد بعيداً عن تقسيم الضيوف إلى عدة تصنيفات الذى يتم أحياناً بشكل طبقى، وفى المساء كان هناك لقاءات ونقاشات مفتوحة فى حالة احتفالية عظيمة على مدى عدة سنوات».
«الليثى»: وضع نظاماً جديداً لتشكيل لجان التحكيم ومنح الجوائز.. ونظم دورات فنية احتضنت الجميع دون تمييز
وتابعت، خلال تصريحاتها لـ«الوطن»: «خلال رئاسته لمركز السينما قدم إنتاجاً أفضل من الذى صدر بعده، ولكنه لم يكن كبيراً، فهى حالة كانت تحتاج إلى دراسة بسبب سياسة الدولة التى تتعمد تخفيض ميزانية الأفلام القصيرة، وهو ما دفع المخرجين إلى تمويل أفلامهم ذاتياً، وبالرغم من ذلك كان على أبوشادى يحتضن هذا الإنتاج، ويدعمهم سواء من خلال المهرجان القومى أو مهرجان الإسماعيلية، أو عبر إرسالهم إلى مهرجانات دولية دون أى تفرقة بين ما ينتج فى المركز القومى للسينما أو الإنتاج الخاص، كما أسس نظاماً جديداً يقوم على تشكيل لجنة تحكيم من جمعية النقاد بخلاف اللجنة الرسمية، فكان أول من وضع هذا التقليد الذى تتبعه كل المهرجانات الآن، وتستمر حتى الآن فى تقديم جوائزها». وفيما يتعلق بالمهرجان القومى للسينما، قالت: «كان حريصاً على تمثيل جميع الأفلام المصرية المنتجة فى العام الذى تقام فيه الفعاليات، بالإضافة إلى تكريم 5 من صنّاع الأفلام وإصدار كتب عنهم، لا سيما أنه كانت هناك مشكلة فى إصدار الكتب السينمائية، وكان مستوى الأعمال المطبوعة عظيماً جداً، على عكس الوضع الراهن الذى يشهد تراجعاً بسبب ضغوط التكلفة المادية، فأصبحت الصفحات أقل عدداً، وخلت من القيمة التى كانت موجودة إبان تولى على أبوشادى المسئولية». ومن جانبها، قالت الناقدة ماجدة موريس: «قدم الراحل الكثير للمهرجان القومى للسينما ودافع عنه، كان هناك البعض الذين يرون أن المهرجان ليس حدثاً سينمائياً مهماً، ولكنه وقف إلى جانبه حتى انتظمت دوراته، بحكم موقعه القيادى فى وزارة الثقافة، فقد تميز عن غيره من المثقفين بأنه شغل فيها جميع المناصب القومية والمهمة».
وأضافت «ماجدة» لـ«الوطن»: «مهرجان الإسماعيلية السينمائى حقق تقدماً كبيراً جداً أثناء رئاسة أبوشادى له، وشهد إقبالاً شديداً من الضيوف على حضوره، فمذ بداية فعالياته حتى مرحلة توزيع الجوائز، كان أقرب إلى مهرجان تنظمه مجموعة من محبى السينما وليس تحت إدارة وتنظيم الدولة، حيث كان يرى أن العمل الثقافى لا بد أن يقوم به مجموعة محبة للثقافة وللسينما، ولذلك تميّز عن غيره كقائد عمل فى هذا الموقع».
«موريس»: كان مثقفاً حقيقياً جمع بين دوره كمسئول وناقد.. ودائماً يتبنى الأفكار الحديثة
وأشارت الناقدة ماجدة موريس إلى أن الراحل على أبوشادى كان ينجذب إلى الأفكار غير التقليدية بشكل كبير، ففى إحدى دورات مهرجان الإسماعيلية السينمائى، اقترح مدير التصوير محمود عبدالسميع أن يصطحب قافلة من صنّاع الأفلام والنقاد فى جولة إلى المقاهى وأماكن التجمعات حتى تعرض أعمالها للناس، وبالفعل وافق على ذلك الطلب وتم تنفيذه بالفعل.
واستطردت: «كان مثقفاً حقيقياً يجمع بين كونه ناقداً ومسئولاً، حيث فتح الباب لأفكار كثيرة خارج الصندوق، بعيداً عن حالة الجمود الموجودة لدى مسئولين آخرين، فكان لديه ذكاء ومرونة وقدرة على استيعاب الأطروحات الجديدة».