14 قتيلا في الغوطة الشرقية وسط استعداد قوات النظام السوري للهجوم عليها
صورة أرشيفية
تعرضت الغوطة الشرقية، قرب دمشق مساء الأحد، لقصف مدفعي وجوي كثيف أدى إلى مقتل 14 شخصا، على الأقل وإصابة العشرات، وسط تعزيزات عسكرية لقوات النظام للهجوم على هذه المنطقة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد، إن الغوطة الشرقية تعرضت مساء الأحد، لقصف مدفعي وجوي عنيف أوقع 14 قتيلا بينهم أربعة اطفال. وكانت الحصيلة السابقة أشارت إلى مقتل شخصين.
وأضاف المرصد ان القوات السورية اطلقت على منطقة الغوطة الشرقية "مئات الصواريخ استهدفت مدن وبلدات مسرابا وجسرين وكفربطنا وحمورية وسقبا ودوما، كما استهدف القصف الجوي منطقة الاشعري"، ما ادى الى مقتل 14 شخصا واصابة 75 اخرين بجروح.
وأفاد مراسل فرانس برس في دمشق عن حالة من القلق بين المدنيين خشية انعكاس أي هجوم مرتقب على العاصمة التي تطاولها باستمرار قذائف الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
وكان مدير المرصد رامي عبد الرحمن قال في وقت سابق لوكالة فرانس برس "التعزيزات استكملت، الهجوم بانتظار اشارة البدء"، لافتاً إلى أن الانتشار حول الغوطة الشرقية تواصل لاكثر من 15 يوماً.
وأشار الى مفاوضات تجري حالياً بين قوات النظام والفصائل المعارضة "لاخراج هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) من الغوطة الشرقية".
ويقتصر تواجد هيئة تحرير الشام في الغوطة على مئات المقاتلين في بعض المقار، وبشكل محدود في حي جوبر الدمشقي المحاذي لها.
ونقلت صحيفة "الوطن"، القريبة من الحكومة السورية، عن مصادر أن "مفاوضات ماراثونية" تجري للتوصل إلى تسوية برعاية روسية، من دون إضافة تفاصيل حول البنود التي يجري التباحث حولها.
ويأتي ذلك، وفق "الوطن"، "وسط أنباء عن استقدام الجيش لمزيد من التعزيزات إلى محيط الغوطة الشرقية، تمهيداً لتنفيذ عملية عسكرية واسعة تهدف لاستعادة السيطرة عليها في حال فشلت المفاوضات".
وشهدت مناطق سورية عدة اتفاقات تعتبرها الحكومة السورية "مصالحات"، وتأتي عادة بعد تصعيد عسكري وتنتهي بخروج المقاتلين المعارضين من مناطق كانوا يسيطرون عليها. وعادة ما يتوجهون إلى محافظة ادلب التي تسيطر هيئة تحرير الشام على معظمها.
ونفى القيادي البارز في "جيش الإسلام"، الفصيل الاقوى في الغوطة الشرقية، محمد علوش أي مفاوضات مع النظام.
وقال لفرانس برس "نحن متمسكون بحقنا المشروع في الدفاع عن أنفسنا بكل قوة، وفتحنا المجال أمام الحل السياسي وشاركنا في المفاوضات التي تؤدي الى حقن دماء السوريين، لكن الطرف الاخر خالف هذه الاتفاقيات وخرق جميع الهدن".
واعتبر علوش أن النظام "يظن أنه سيحسم عسكرياً ويطأ على الشعب وعلى القرارات الدولية، ولكن اثبتت الأيام فشل هذا المنهج". وأضاف "نضع العالم كله والامم المتحدة امام مسؤولياتهم التي تخلوا عنها (...) وما ينتج عن ذلك من كوارث".
كذلك نفى المتحدث باسم فصيل "فيلق الرحمن"، ثاني أبرز فصائل الغوطة، وائل علوان "أي تواصل او مفاوضات مع النظام".
وأكد الفصيلان نيتهما التصدي لأي هجوم مرتقب لقوات النظام.
وشدد علوان على "التصميم لصد جميع محاولات الاقتحام والاعتداء على الغوطة الشرقية".
يذكر ان "جيش الاسلام" و"فيلق الرحمن" شاركا في محادثات جنيف وآستانا وكانا جزءا من اتفاقات خفض التوتر.
ومنذ العام 2013، فرضت قوات النظام حصاراً محكماً على الغوطة الشرقية حيث يعيش نحو 400 ألف مدني.
وخلال الأسبوع الثاني من شباط/فبراير الحالي شن النظام السوري غارات جوية مكثفة لخمسة ايام متواصلة على الغوطة الشرقية، ما ادى الى مقتل 250 مدنياً واصابة أكثر من 775 آخرين بجروح، وفق حصيلة للمرصد السوري.
واستهدفت الفصائل المعارضة بدورها أحياء عدة في دمشق، موقعة نحو 20 شخصاً، بينهم ثلاثة أطفال.
وساد هدوء بعدها تخلله قصف محدود متبادل بين الطرفين.
وقال كريم (29 عاماً) انه ينوي الانتقال مع عائلته إلى القرية التي يتحدرون منها في محافظة اللاذقية الساحلية، بعدما سقطت قذائف عدة قرب مكان سكنهم في حي عش الورور في دمشق.
وصرح لفرانس برس "أفضّل أن أوصل أهلي إلى قريتي قرب مدينة جبلة، لانهم سيكونون هناك بأمانً، على ان اعيدهم فور عودة الهدوء".
ويحرص كريم على توضيب أغراض العائلة في حقائب كبيرة استعداداً "للاحتمالات كلّها"، وفق تعبيره.