كيف ماتت رودينا؟.. سؤال طرحه المحقق أثناء استخراج جثة الطفلة رودينا من "سحارة كنبه"، وجاء التوصيف المبدئي أنها ضُربت على مؤخرة رأسها بأداة ثقيلة حادة، وجرح ذبحي في الرقبة بسكين.

وطبقا لما جاء في محضر الشرطة وتحقيقات النيابة، أن الضحية قُتلت على يد عاطل في قرية مصطاي التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، وأفاد محضر الشرطة أن المتهم فشل في اغتصاب الضحية فقتلها وأخفى جثتها خوفا من الفضيحة.

- رودينا اختفت

كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة والنصف مساء يوم السبت الماضي، حين وصل إلى مركز شرطة قويسنا بمحافظة المنوفية مساعد شرطة يدعى عبد النبي عبد الستار، وطلب مقابلة رئيس المباحث مصطفى حسانين رئيس مباحث المركز، وأخبره آنذاك بأن ابنته رودينا، 5 سنوات، اختفت منذ 6 ساعات من أمام المنزل بقرية مصطاي التابعة للمركز ولم يتهم أحدا بالتسبب في اختفائها، وحرر محضر بتفاصيل الواقعة.

- الجار الخائن

ووفق ما جاء في محضر التحريات أنه عقب تلقي بلاغ والد الطفلة جرى إخطار اللواء أحمد عتمان مدير أمن المنوفية، بتفاصيل البلاغ، وجرى تشكيل فريق بحث وتحرٍ تحت قيادة العميد سيد سلطان مدير المباحث، والعميد عبد الحميد أبو موسي رئيس المباحث الجنائية، لكشف ملابسات الواقعة، وانتقل فريق من المباحث إلى القرية وبدأت القوات في استجواب عدد من شهود العيان، وجيران الطفلة لكشف ملابسات واقعة اختفائها. وتوصلت التحريات من خلال أقوال 3 من جيران الطفلة أن أحد جيرانها شاب يدعي حسان، 17 سنة، كان يقف مع الطفلة في وقت معاصر لاختفائها، وجرى استئذان النيابة العامة لضبطه ومناقشته، وانطلقت قوة من المباحث لضبطه.

- عايز حق بنتي

"أنا عايز حق بنتي.. عايز أشوف اللي قتلها وهو معدوم، عايزه يتشنق في ميدان عام زي ما حرق قلبي على بنتي"، بهذه الكلمات بدأ عبد النبي عبد الستار والد الطفلة حديثه، لـ"الوطن"، حول الواقعة.

وأضاف قائلا: "إحنا كنا في الشغل أنا وأمها، وبعدين لما خلصنا الشغل رجعت البيت أنا وأمها بندور على رودينا ملقناش البنت، بلغت الشرطة وبعد 18 ساعة، لقيت رودينا في مكان أحسن، لقيتها عند ربنا، لقيت بنتي جثة في سحارة كنبه جارنا، منه لله اللي حرق قلبنا عليها، كانت نفسها تطلع دكتورة، كانت دايما تقول ليا أنا عايزة اطلع دكتورة، هي البنت الصغيرة وكنا متعودين نسبها في البيت ونروح الشغل، بس المرة دي رجعنا لقينها جثة".

وينهي والد الطفلة حديثه، لـ"الوطن"، قائلا: "أنا عايز حقي بنتي.. عايز أشوف المتهم وهو معدوم قدام عيني".

- جثة رودينا في "سحارة الكنبه"

وحسبما جاء في محضر الشرطة أنه أثناء مناقشة حسان، حول صلته باختفاء الطفلة، أنكر في بداية الأمر وعندما تمت مواجهته بأقوال 3 من شهود العيان، أنه جرى مشاهدته أثناء وقوفه مع الطفلة، أقر بأنه استدرجها إلى المنزل مستغلا غياب والديه في العمل وحاول التعدي عليها جنسيا، وعندما فشل في اغتصابها ضربها على رأسها بحجر، وبعد ذلك استل سكين من المطبخ وذبحها، وأخفى جثتها في سحارة الكنبة بمنزله.

وعقب اعتراف المتهم بارتكابه للواقعة، جرى إخطار النيابة العامة التي انتقلت بصحبة فريق من المباحث إلى مكان الجريمة، واستخرجت جثة الطفلة من السحارة وتم مناظرة الجثة، وقررت النيابة عرضها على الطب الشرعي لتشريحها لبيان سبب الوفاة، وأجرت النيابة معاينة تصويرية للجريمة، وسجلت في التحقيقات اعترافات للمتهم بالصوت والصورة، وقررت حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد.

ووفقا للتحريات، فإن المتهم عاطل يعمل تباع على سيارات "الميكروباص" في المنطقة، وأن والديه منفصلين منذ 5 سنوات وهو يقيم بمفرده مع والده (تاجر)، في المنزل الذي شهد الجريمة.

وحاولت "الوطن" الوصول إلى محامي المتهم أو والده، لكنها لم تتمكن من ذلك، نظرا لانشغال المحامي بحضور التحقيق مع المتهم، وأيضا والد المتهم كان يجري التحقيق معه حول ملابسات الواقعة.